شن المتمردون الحوثيون المرتبطون بإيران، أمس، هجوماً بطائرة مسيرة مفخخة «درون» على قاعدة العند العسكرية للجيش اليمني في محافظة لحج جنوبي البلاد، في عملية وصفتها الحكومة المعترف بها دولياً بالإرهابية، وبأنها «ضربة موجعة» لعملية السلام التي تدعمها الأمم المتحدة واستؤنفت الشهر الماضي. وقال مسؤول محلي في لحج لـ «الاتحاد» إن ميليشيات الحوثي هاجمت بطائرة مسيرة احتفالية للجيش في قاعدة العند الجوية شمال المحافظة الخاضعة لسيطرة الحكومة الشرعية، مضيفاً أن الهجوم الجوي الذي استهدف عرضاً رمزياً بمناسبة تدشين العام التدريبي للمنطقة العسكرية الرابعة، أسفر عن سقوط 6 و20 جريحا، بينهم ضباط كبار في الجيش أبرزهم نائب رئيس الأركان العامة اللواء الركن صالح قائد الزنداني، ورئيس هيئة الاستخبارات والاستطلاع، اللواء الركن محمد صالح طماح، وقائد المنطقة العسكرية الرابعة، اللواء فضل حسن. كما أصيب محافظ لحج، اللواء أحمد عبدالله التركي، في الهجوم الذي أعلن المتمردون الحوثيون مسؤوليتهم عنه في بيان رسمي نشرته وكالة سبأ الخاضعة لسيطرتهم في صنعاء. وأكد مصور لوكالة فرانس برس كان موجودا في المكان أن الطائرة اقتربت بسرعة من منصة الحفل التي كان عليها عشرات من العسكريين والمسؤولين المحليين، قبل أن تنفجر فوقها. وقال مصور فرانس برس، إن النيران اشتعلت في الطائرة بعد انفجارها، فيما شوهدت قطع معدنية تتناثر منها. ويمكن في شريط الفيديو الذي التقطه المصور رؤية جندي يبدو مصابا، مع بقعة من الدماء على كتفه. بينما سادت فوضى على المنصة. وسارع جنود مذعورون إلى نقل المصابين من زملائهم إلى السيارات. وتناقلت وسائل إعلام محلية مقطع فيديو قصيراً أظهر جانباً من الفعالية العسكرية للجيش أثناء انفجار طائرة مسيرة في الجو بالقرب من منصة العرض العسكري. ونقل القتلى والجرحى إلى مستشفى ابن خلدون في مدينة الحوطة، عاصمة محافظة لحج، قبل أن يتم إرسال المصابين إلى مدينة عدن، العاصمة المؤقتة للبلاد. وقال مدير مستشفى ابن خلدون، محسن مرشد، إن المستشفى استقبل أربعة قتلى و20 جريحا بينهم قيادات عسكرية وذكر منهم محافظ لحج، مشيراً إلى أنه وبعد إجراء الإسعافات الأولية تم تحويل أغلب الجرحى إلى مستشفيات العاصمة عدن لتلقي العلاج هناك. ونفى قائد محور العند قائد اللواء 131 مشاة، العميد ثابت جواس، مقتل «أحد من قيادة الجيش» في الهجوم على القاعدة الجوية، وقال في تسجيل مرئي نشر على مواقع إخبارية ومنصات التواصل الاجتماعي، إن الهجوم الحوثي «فاشل»، وأن الطائرة المسيرة انفجرت على بعد مسافة من المنصة العسكرية. وفيما تضاربت الأنباء بشأن إصابة رئيس هيئة الأركان العامة، الفريق الركن عبدالله سالم النخعي، الذي كان حاضراً في العرض، وذكرت وكالة الأنباء اليمنية الحكومية (سبأ) أن نائب الرئيس الفريق الركن علي محسن صالح الأحمر اتصل هاتفياً برئيس هيئة الأركان العامة الفريق الركن عبدالله النخعي «للاطلاع على المستجدات وتفاصيل استهداف ميليشيا الحوثي الانقلابية العرض العسكري في قاعدة العند الجوية، ما أدى إلى استشهاد ستة جنود وإصابة 20». وقال الفريق الأحمر، إن الحادثة «تستهدف أبناء الشعب وتهدد الأمن والسلم الدولي»، لكنها في ذات الوقت «تمنح اليمنيين والأشقاء والأصدقاء القناعة والإصرار بضرورة العزم على قطع دابر ميليشيا الإرهاب الحوثي، وإخضاعها لقوة الدولة وسلطة النظام والقانون». وأشار إلى أن استعادة الدولة والحفاظ على الجمهورية والمكتسبات الوطنية وإحلال السلام الدائم «أهداف لا رجوع عنها مهما كانت الصعاب، باعتبارها الطريق الأمثل لأمن اليمن واستقرار المنطقة»، مشدداً على ضرورة «وقف تدخلات إيران ودعمها المسلح للميليشيات الطائفية والعنصرية». وجاء هجوم الحوثيين على قاعدة العند غداة مطالبة الأمم المتحدة بإعطاء دفع لعملية السلام، وضرورة إحراز تقدم ملموس خاصة بشأن الحديدة.ونددت الحكومة اليمنية، مساء أمس، وبشدة بـ «الهجوم الإرهابي» الذي نفذته ميليشيات الحوثي على العرض العسكري في قاعدة العند «بوساطة طائرة إيرانية مفخخة». وقال وزير الإعلام، معمر الإرياني، على حسابه الرسمي على تويتر، إن الهجوم «استهدف قيادات وضباطا وأفرادا من الجيش خارج مناطق المواجهات العسكرية وبعيداً عن مناطق التماس»، مشيراً إلى أن «توقيت هذا العمل الإرهابي يمثل ضربه قوية لجهود الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه الخاص لليمن لحل الأزمة اليمنية»، ويؤكد على أن ميليشيات الحوثي «لا تؤمن بلغة السلام، ولا تجيد إلا القتل والإرهاب ولا تفهم إلا لغة السلاح». وأضاف أن الهجوم «دليل قاطع على استمرار الدعم الذي يقدمه نظام طهران» للمتمردين الحوثيين الذين يسيطرون على صنعاء ومناطق في شمال البلاد . وأكد وزير الإعلام اليمني، أن «جريمة استهداف قاعدة العند بلحج لن تمر مرور الكرام، وسيكون للحكومة موقف قوي وحازم»، مطالباً المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومجلس الأمن «بإدانة هذه العملية الإرهابية واتخاذ الإجراءات الرادعة بحق الميليشيا الحوثية التي باتت تمثل تهديداً حقيقياً للأمن الإقليمي والدولي وحركة التجارة الدولية في البحر الأحمر». من جانبه، قال نائب وزير الخارجية اليمني، محمد الحضرمي، لدى لقائه في الرياض نائب السفير الأميركي لدى اليمن جنيد منير، إن استهداف الحوثيين قاعدة العند الجوية يمثل تصعيداً يهدف إلى إفشال جهود السلام في اليمن. وشدد الحضرمي على ضرورة إدانة المجتمع والأمم المتحدة والدول الراعية لعملية السلام في اليمن «الانتهاكات المتكررة التي ترتكبها الميليشيا الحوثية»، واتخاذ «موقف حازم» إزاءها، وعدم السماح للحوثيين «بمزيد من التلاعب والالتفاف على الاتفاقات».
مشاركة :