البعض يلاحظ انخفاض الأسعار التدريجي في أنظمة الطاقة الشمسية. في 2017 و2018 كان متوسط سعر نظام الطاقة الشمسية بحجم 10 كيلو واط يقدر بمبلغ 48 ألف ريال تقريبا، والآن أصبح ما يقارب 45 ألف ريال. هذا الانخفاض في الأسعار يعود لعدة أسباب مثل الركود الاقتصادي العالمي الحالي، والسبب الوجيه الآخر هو التقدم والنضج التكنولوجي المصاحب بنزول الأسعار، وهو بمعدل انخفاض الأسعار بنسبة 1,6% سنويا بحسب بعض التقارير الاقتصادية. في أغلب الأحوال سيستمر هذا النزول في الأسعار سنويا بنفس المعدل. السؤال هو «هل الآن هو الوقت المناسب لشراء أنظمة الطاقة الشمسية»؟ مقدمة المقال توحي بأن الاستنتاج المنطقي للكثيرين هو الانتظار إلى أن يصل السعر للحد المقبول نسبيا لكل شخص، وهذا طبيعي، حيث كما ذكرنا أن الأسعار في نزول مستمر، ولكن الجواب يحتاج لتوفر المعلومات الكافية قبل اتخاذ القرار النهائي. هنالك عدة عوامل تساعد في اتخاذ القرار السليم، وأولها معرفة تكلفة شراء نظام الطاقة الشمسية بجميع مكوناته من ألواح شمسية وعواكس وغيرها. وقد بينا أن هذا المبلغ في نزول، ولكن في المقابل ما زال المستهلك يدفع فاتورة الكهرباء طوال تلك الفترة، مما يعني أن هذا النظام قد يوفر مبلغا مجزيا من فاتورة الكهرباء، وهذا المبلغ يعد أكثر مما يمكن توفيره في فرق السعر المستقبلي لشراء نظام الطاقة الشمسية، كما أنه في بعض الحالات قد يزيد إنتاج الطاقة من نظام الطاقة الشمسية عما يحتاجه المستهلك، وبالتالي يمكنه بيع هذا الفائض لشبكة الكهرباء بمبلغ أعلى عن قيمة التعرفة الكهربائية، وذلك بعد اعتماد النظام الجديد لبيع الكهرباء على الشبكة. من جهة أخرى فإن المعادلة المتبعة في تغيرات أسعار السلع هي معادلة العرض والطلب. في حالة ارتفاع تعرفة الكهرباء مجددا فترجح الكفة نحو الطاقة الشمسية بكل تأكيد، مما يسبب زيادة في الطلب عليها. المفاهيم الاقتصادية تبين أن الأسعار في هذه الحالة ستزيد بزيادة الطلب على العرض، كما أن هذه العلاقة طردية، أي أنه كلما زاد الطلب على العرض زاد سعر أنظمة الطاقة الشمسية، وبالتالي أصبح الانتظار قرارا غير صحيح. إن أسعار البطاريات هي أحد العوامل التي يجب الأخذ بها لتحديد ما إذا كان الوقت مناسبا لشراء أنظمة الطاقة الشمسية أم لا. تكلفة البطاريات حاليا مرتفعة، وهي ليست خيارا اقتصاديا جيدا، ويتم استخدامها عند الضرورة فقط. والجدير بالذكر أن أسعار البطاريات في نزول أيضا مما تصل إلى نقطة يكون فيها استخدام البطاريات أفضل من بيع الكهرباء الفائضة للشبكة، إضافة البطاريات إلى النظام الشمسي في وقت لاحق ممكن، ولا يتطلب تعديلات فنية كبيرة. من المتوقع أن تكون أسعار البطاريات مناسبة للأغلبية في فترة بين أربع إلى ست سنوات. جميع هذه المؤشرات ترجح شراء أنظمة الطاقة الشمسية الآن، خصوصا بعد اعتماد وتفعيل آلية بيع الكهرباء الفائضة للشبكة، وهذا القرار سليم، حيث إن عمر الأنظمة الشمسية الافتراضي عشرون سنة تقريبا، والاستفادة منها متواصلة.
مشاركة :