تحدث فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ عبدالبارئ الثبيتي في خطبة الجمعة اليوم عن النجاح والسعادة وأنهما مطلب كل إنسان ومسعاه وأن النبي عليه الصلاة والسلام دلنا على طريقهما. وقال : إن النجاح في الحياة مطلب كل إنسان والسعادة مقصده ومراده وإليهما تسعى النفوس وتميل القلوب وأن النبي صلى الله عليه وسلم قد رسم لنا ثلاثية النجاح والسعادة في الدنيا والآخرة بحديث غزير الفوائد وعظيم المنافع قال عليه السلام / أحرص على ماينفك وأستعن بالله ولا تعجز /. وبين فضيلته أن الحرص على ما ينفع يأتي أن يسعى الإنسان لمعالي الأهداف وأفضل العبادات وأن يجعل لحياته هدف ولعمره مقصد فالحياة قصيرة والشباب يتبعه هرم والصحة يهددها مرض ومن حرص علي ماينفعه اشتغل بالمرابح القيمة والمغانم النفيسة وأكثر الأعمال أجرا وأحبها إلى الله عز وجل ولذلك كان الصحابة عليهم السلام يسألون عن أفضل الأعمال وأجلها / يَسْلَمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِكَ وَيَدِكَ ” ، قَالَ : فَأَيُّ الْإِسْلَامِ أَفْضَلُ ؟ قَالَ : ” الَإِيمَانُ ” ، قَالَ : وَمَا الْإِيمَانُ ؟ قَالَ : ” أَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ ، وَمَلَائِكَتِهِ ، وَكُتُبِهِ ، وَرُسُلِهِ ، وَالْبَعْثِ بَعْدَ الْمَوْتِ ” ، قَالَ : فَأَيُّ الْإِيمَانِ أَفْضَلُ ؟ قَالَ : ” الْهِجْرَةُ ، قَالَ : وَمَا الْهِجْرَةُ ؟ قَالَ : أَنْ تَهْجُرَ السُّوءَ /. وأوضح أن من الحرص على ماينفعه تحرى النفع الذي يبقى أثره ويدوم فضله في الدنيا ويمتد إلى الفوز بالآخرة وأن المسلم الواعي يحرص على ماينفعه ويبدأ بنفسه ويصلح ذاته وأن كل مالا يعنيه لن يغنيه ومن ترك مالايعني وانشغل بما يعني حسن إسلامه وتفرغ لأولوياته وارتقى بأعماله وصفى بنفسه وأخلاقه ولسانه. وأكد فضيلته أن الحرص على ماينفع يوجه الطاقات إلى البناء ونماء الأرض ويورث الحياة بركة ويزيد العمل رسوخا قال تعالى ( وأما ماينفع الناس فيمكث في الأرض) وأن الحرص علي ماينفع يتطلب قوة في التعامل مع اللذات والرغبات فليس كل مرغوب نافع ولا كل مكروه يضر بل أن الإنسان العاقل يؤثر النفع الأجل الأكثر على النفع الحاضر الأقل قال تعالى ( كلا بل تحبون العاجلة وتذرون الآخرة). وأوضح فضيلته أنه مهما كان الإنسان حريصا على ماينفعه فانه لن يتحقق له هدف ولا مقصد إلا إذا أعانه الله ووفقه وسدده / أحرص على ماينفعك واستعن بالله / فهو سبحانه المستعان الذي يلجأ إليه كل الخلائق اختيارا واضطرارا فالكل يستعين به في الشدة والرخاء والسراء والضراء وكل إنسان في حاجة دائمة إلى عون الله عزوجل في كل أحواله وفي كل أمور دينه ودنياه. ولفت إمام وخطيب المسجد النبوي إلى أن الاستعانة بالله عزوجل إقرار واعتراف من العبد بضعف قوته وحوله وأن القوة والحول لله وحده تبارك وتعالى ولأن العبد عاجز عن الاستقلال بجلب مصالحه ودفع مضاره ولا معين له على مصالح دينه ودنياه إلا الله عز وجل فمن أعانه الله فهو المعان ومن خذله فهو المخذول. هذا ما فعله ملك الأردن مع عامل نظافة يشاهد مباراة بلاده من خلف الزجاج
مشاركة :