قالت كلودي أبي حنا، مراسلة الغد من بيروت، إن الحدود اللبنانية تشهد حالة من الترقب المستمر بسبب الاعتداءات الإسرائيلية التي استمرت طوال اليوم، لكنها لم تشكل خرقا للخط الأزرق بحسب الناطق باسم اليونيفل، اندريا تننتي خلال اتصال هاتفي، مشيرة إلى تأكيده أن “قوات اليونيفل” تواصل تسيير دوريات على طول الحدود للمحافظة على استقرار المنطقة الحدودية، وللتواصل مع الأطراف المعنيين من أجل اتفاق على موعد لاجتماع ثلاثي للبحث في هذا الأمر، لا سيما وان لبنان يقر بأن إسرائيل لم تخرق الخط الأزرق. وأوضحت مراسلتنا، خلال مشاركتها عبر النشرة الإخبارية عل شاشة «الغد» مع الإعلامية درة مختار، أن القوات الإسرائيلية بدأت بأعمال بناء الجدار الفاصل، حيث لاحظ لبنان هذه الأعمال الهندسية بأنها تجري على نقاط متحفظ عليها، فيما عقد اجتماع استثنائي لمجلس الدفاع اللبناني، لبحث هذه النقاط، حيث يطالب لبنان بوقف الأعمال الإسرائيلية على نقاط الحدود. وتابعت مراسلتنا”: «إسرائيل واصلت أعمالها لكنها لم تضع مزيدا من البلوكات الأسمنتية على هذه النقاط المتحفظ عليها، كما ذكر أندريا تننتي، أن قائد قوات الطوارئ الدولية، ستيفانو ديلكول يجري اتصالات مكثفة مع الجانبين اللبناني والإسرائيلي لحفظ الاستقرار على الحدود الاستقرار والاتفاق على موعد ثلاثي يثار فيه إل حل هذه القضية، خاصة وأن لبنان يصر على وقف التعدي الإسرائيلي، حيث طالب المجلس الأعلى للدفاع اللبناني برفع شكوى عاجلة إلى مجلس الأمن الدولي لوقف الخروقات الإسرائيلية، علمكا أن الطيران الحربي الإسرائيلي خرق الأجواء اللبنانية في منطقة الجنوب لأكثر من ساعة، فيما اعتبرته لبنان انه استفزازا وردا على اجتماع المجلس الأعلى للدفاع. واستأنفت إسرائيل صباح اليوم الجمعة أعمال بناء الجدار الفاصل على الخط الأزرق، وباشرت القوات الإسرائيلية صب الأسمنت في مجرى بنى تحتية بمحاذاة السياج التقني وقامت بتركيب 6 بلوكات أسمنتية. يأتي هذا في الوقت الذي تواصل قيادة قوات حفظ السلام الأممية في الجنوب اللبناني “يونيفيل” سعيها للحفاظ على الحدود وإيجاد حل للأزمة في المنطقة. كان المجلس الأعلى للدفاع اللبناني اعتبر أن الإنشاءات التي تقوم بها إسرائيل في نقاط التحفظ على الخط الأزرق اعتداء على الدولة اللبنانية. وترأس رئيس بعثة اليونيفيل وقائدها العام اللواء ستيفانو ديل كول اليوم الاجتماع الثلاثي العادي الأول لعام ٢٠١٩ مع كبار ضباط القوات المسلحة اللبنانية وجيش الاحتلال في موقع الأمم المتحدة في رأس الناقورة، حيث ركزت المناقشات على موضوع الأنفاق والأعمال الهندسية الجارية بالقرب من الخط الأزرق وذلك بحسب بيان صادر عن الأمم المتحدة. وقد وفّراجتماع اليوم فرصة للاستماع إلى وجهات النظر من كلا الجانبين، لا سيما فيما يتعلق بالأنشطة بالقرب من الخط الأزرق، حيث جدد رئيس بعثة اليونيفيل دعوته الأطراف لمواصلة العمل من خلال آليات التنسيق التي تضطلع بها اليونيفيل للحفاظ على الاستقرار العام. وقال اللواء ديل كول: “أطلب مجدداً من الأطراف الاستفادة الكاملة من ترتيبات الارتباط والتنسيق التي تضطلع بها اليونيفيل”. وأضاف: “أي نشاط بالقرب من الخط الأزرق ينبغي ألا يكون مفاجئاً، بحيث يتم الإخطار عنه بشكل مسبق وكافٍ لإتاحة المجال لليونيفيل إبلاغ الطرف الآخر حسب الأصول وحتى يمكن وضع ترتيبات أمنية منسقة لمنع وقوع الحوادث أو الانتهاكات”. كما تمّ اطلاع الأطراف على آخر ما توصل اليه التحقيق المستقل الذي أجرته اليونيفيل والذي أكّد وجود أربعة أنفاق، اثنان منها يعبران الخط الأزرق في انتهاك لقرار مجلس الأمن الدولي ١٧٠١ (٢٠٠٦)، مع الاشارة الى أن اليونيفيل تواصل اتصالاتها الوثيقة مع كلا الجانبين في هذا الصدد بينما تستمر العمليات. وإذ استعرض تطورات عام ٢٠١٨، أشار رئيس بعثة اليونيفيل إلى أنه على الرغم من التحديات، فقد كان هناك العديد من النجاحات، مثنياً على الأطراف لالتزامهم المستمر بالقرار ١٧٠١. وأضاف: “لكي نمضي قدماً، هناك حاجة للبناء على هذه الإنجازات والعمل على حلول أكثر استدامة للمشاكل التي طال أمدها على طول الخط الأزرق”. كما تطرقت المناقشات في الاجتماع الثلاثي الى الانتهاكات الجوية والبرية، بالإضافة إلى قضايا أخرى تتعلق بالقرار ١٧٠١ وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة. وتعقد الاجتماعات الثلاثية بانتظام تحت رعاية اليونيفيل منذ نهاية حرب عام ٢٠٠٦، وقد أصبحت آلية أساسية لإدارة النزاع وبناء الثقة بين الأطراف. وتضم اليونيفيل حالياً حوالي ١٠٬٣٠٠ جندي حفظ سلام يقومون بنحو ١٤٬٥٠٠ نشاط عملياتي شهرياً في منطقة العمليات جنوب نهر الليطاني وفي البحر. كما يعمل في البعثة أكثر من ٨٠٠ موظف مدني.
مشاركة :