كتب - طوخي دوام: تبدأ الشركات المُدرجة في بورصة قطر الإعلان عن نتائجها السنوية الأسبوع الحالي، ويترقب مستثمرو البورصة نتائج الشركات السنوية، كونها ستوفر قاعدة قوية لتعزيز الأداء القوي للبورصة، مشيرين إلى أن البورصة قادرة على جذب مزيد من المستثمرين للقيام بعمليات الشراء والبيع، رغم عمليات الحصار المفروض على قطر، بفضل مناخ الأعمال الإيجابي في الدولة والدعم المستمر من الدولة للقطاع الخاص. وتوقع اقتصاديون وخبراء أن تحقق الشركات القطرية أرباحاً قدرها 41 مليار ريال عن عام 2018، بنمو نسبته 7% عن العام السابق له، كما توقعوا أن تدفع نتائج الشركات القيادية مؤشر السوق لمواصلة الارتفاع، بعد أن عزّزت عمليات «شراء استباقية» قام بها مستثمرون ومؤسسات لأسهم قيادية ومنتقاة، من مكاسب البورصة قبل إعلان الشركات عن أرباحها. وقال الخبراء: إن الأرباح الجيدة التي حققتها الشركات خلال التسعة أشهر من العام الماضي، تشير إلى أنها تجاوزت الحصار المفروض على قطر بعد أن تمكّنت معظم الشركات من تحويل الحصار الجائر لصالحها وعزّزت من أنشطتها الإنتاجية التسويقية، وذلك بفضل الإجراءات والاستراتيجيات التي اتخذتها إدارات الشركات والتي ساهمت إلى حد كبير في زيادة الأنشطة التشغيلية للشركات. وينظر المحللون إلى تلك النتائج باهتمام كبير، كونها ستوفّر قاعدة قوية، لتعزيز مسار المؤشر الصاعد الذي أنهى به تداولات الأسبوع الماضي، وأشاروا إلى أن البورصة حققت ارتفاعات كبيرة منذ بداية العام الجاري بدعم من المحفزات الموجودة في السوق، بالإضافة إلى رفع أوزان بعض الشركات القطرية في مؤشرات الأسواق الناشئة ورفع نسب تملك الأجانب، ليصل مؤشر البورصة إلى أعلى مستوى له منذ عامين تقريباً متخطياً أزمة الحصار المفروض على قطر. كما توقع المحللون استمرار موجة التفاؤل ببورصة قطر خلال الأسابيع المقبلة بدعم من نتائج الشركات والتي سوف يتم الإعلان عنها تباعاً بداية من هذا الأسبوع، وأكدوا أن الأجواء الإيجابية المتوفّرة في بورصة قطر ستدفع السوق نحو تحقيق مستويات جديدة ويتحول إلى صاعد على المدى الطويل، مشيرين إلى أن السوق القطري لا تزال واعدة وجاذبة لجميع فئات المستثمرين، خاصة مع استمرار الإقبال الكبير للمؤسسات الأجنبية على السوق القطري. عمليات شراء استباقية وقد عزّزت عمليات «شراء استباقية» قام بها مستثمرون ومؤسسات لأسهم قيادية ومنتقاة من مكاسب بورصة قطر، ليتجه مؤشر السوق بقوة نحو مستوى 10700 نقطة، ليصل الأعلى مستوى له منذ عامين تقريباً، وحملت تعاملات الأسابيع الأولى من العام الحالي، شارات جديدة حيال المسار المرتقب للبورصة الفترة المقبلة، بعد أن خيّمت أجواء متفائلة على تعاملات بورصة قطر، مع اقتراب الإعلان عن نتائج أعمال الشركات السنوية، ما دفع مؤشر السوق للقفز نحو مستويات المقاومة الصعبة مرة أخرى، حيث أنهى المؤشر تعاملات الأسبوع الماضي مرتفعاً بنسبة 3% بعد أن أضاف نحو 307 نقاط ليغلق عند مستوى 10658 نقطة، وجاء هذا الارتفاع محصّلة كما بلغت المكاسب السوقية للأسهم الأسبوع الماضي أكثر من 20 مليار ريال لتصل القيمة السوقية للأسهم المُدرجة في البورصة نحو 611 مليار ريال. وساهم تمركز المؤشر فوق مستوى 10600 نقطة في إضفاء نوع من التفاؤل لدى الكثير من المستثمرين وهو ما ترجم على أرض الواقع من خلال مواصلة السوق رحلة الارتفاعات ولم تعقه عن السير في هذا الدرب عمليات جني الأرباح التي لاحت في الأفق في جلسات التداول الماضية إلا أن الإيجابية التي تسود أجواء السوق تغلب على عمليات جني الأرباح. وفي هذا الصدد أشار المستثمر يوسف أبو حليقة إلى أن نتائج الشركات ستواصل النمو وذلك يرجع إلى عدة أسباب أولها قوة الاقتصاد القطري وتحقيقه لنسب نمو عالية، وخطط الإنفاق على البنية التحتية وكذلك مشاريع المونديال، بالإضافة إلى تحقيق الشركات لنسب نمو تجاوزت 6% خلال التسعة أشهر الأولى من 2018، كل ذلك يصب في خانة استمرار الشركات في تحقيق أرباح متميزة. وقال يوسف أبو حليقة: إن قطاع البنوك يأتي على رأس القطاعات المتوقع لها تحقيق ربحية جيدة، مستفيداً من الدعم الذي تلقته من الدولة بالإضافة إلى تحسّن نوعي في الاقتصادات العالمية وتحرك أسعار النفط، كل ذلك سيكون له مردود إيجابي على نتائج قطاع الصناعة. وأضاف: إن هناك توقعات بأن تحقق الشركات أرباحاً قدرها 41 مليار ريال عن عام 2018، مدعومة بالأرباح الجيدة التي حققتها الشركات خلال الشهور الماضية خاصة القطاع البنكي وصناعات قطر. وأوضح أن من شأن ظهور نتائج الأعمال بصورة إيجابية استمرار الاتجاه الصعودي للمؤشر الرئيسي للبورصة على المديين القصير والمتوسط. وقال أبو حليقة: كلما اقتربنا من موسم إعلان النتائج ترتفع السيولة، وتوقع أن تستمر عمليات المضاربة على أسهم الشركات المتوسطة والصغيرة في الأسبوع القادم مع ترقب موسم إعلان النتائج، مشيراً إلى أن هناك توقعات بأن تحقق معظم البنوك والشركات الرئيسية في قطاع الخدمات نتائج قوية إلى جانب قطاع الصناعة الذي يشهد نمواً بالتزامن مع ارتفاع أسعار النفط. وحول تأثر السوق بعمليات الشراء التي تقوم بها المحافظ الأجنبية هذه الفترة قال أبو حليقة: إن عمليات التجميع التي تقوم بها المحافظ الأجنبية العام الماضي تعد أمراً إيجابياً وتعكس ثقة هذه المحافظ في الاقتصاد القطري وهو ما عزّز من ارتفاع المؤشر. وقال: إن السوق قد يشهد فترات جني أرباح لكن هذا لا يعكس الاتجاه الصعودي القوي للسوق خلال الأسابيع المقبلة، معتبراً أن أي تراجع في الأسعار بمثابة فرص جيدة للشراء. وأضاف: إن السوق أظهرت قوة كبيرة ورغبة في مواصلة الارتفاع في ظل تدفق السيولة المتواصل إلى السوق، مشيراً إلى أن السيولة الجديدة التي تدخل تدريجياً من شأنها مساعدة السوق على مواصلة الارتفاع. 5 شركات تعلن نتائجها السنوية الأسبوع الحالي يشهد هذا الأسبوع وعلى مدار الأسابيع المقبلة توالي إعلان الشركات عن بياناتها المالية، حيث من المقرّر أن تعلن 5 شركات عن نتائجها السنوية الأسبوع الحالي، حيث من المقرّر أن يعلن QNBالثلاثاء المقبل عن نتائجه السنوية لعام 2018، كما يعلن كل من بنك الدوحة ومصرف قطر الإسلامي والبنك الأهلي وشركة مخازن عن نتائجهم السنوية في السادس عشر من الشهر الحالي. ويتابع المستثمرون باهتمام موسم إعلانات الأرباح السنوية الذي من المتوقع أن يكون حاضراً بقوة خلال الشهر الحالي، وتشير كل الدلائل إلى أن طبيعة أرباح غالبية الشركات المُدرجة ستكون جيدة، وقال متعاملون بالسوق: إن عمليات إفصاح الشركات عن نتائجها المالية وما يتبعه من الإعلان عن التوزيعات السنوية ستكون أهم أحداث الشهر الحالي، الأمر الذي يجعل فكرة تفاعل السوق مع إعلان النتائج تسيطر على المتعاملين وإن عزّز هذه النتائج من ثقة المستثمرين بالبورصة.
مشاركة :