كتب - حسين أبوندا: يشهد البر القطري بعض حالات تحطيب جائر يهدد بانحسار الغطاء النباتي وتدمير الحياة الفطرية حيث يواصل بعض الأشخاص قطع الأشجار الصحراوية سواء أو قطع الجذوع والأغصان لبيعها أو استخدامها في التدفئة. عدسة الراية رصدت عمليات التحطيب الجائر في جنوب منطقة أم وشاح التي تعاني من هذه الظاهرة بشكل واضح، حيث يقوم بعض الأشخاص بانتشال الأشجار البرية وقطع الأغصان بالمناشير الكهربائية الأمر الذي يعد مخالفة للقوانين البيئية التي تمنع مثل هذه الأفعال الضارة بالبيئة البرية في قطر. وأكد مواطنون أن عمليات التحطيب الجائر في البر القطري انخفضت بصورة ملحوظة خلال الـ 10 أعوام الماضية نتيجة تشديد وزارة البلدية والبيئة الرقابة على المناطق البرية مشيرين إلى أن معظم المواطنين من المخيمين وأصحاب العزب حريصون على الإبلاغ عن أي حالات تحطيب تحدث في المناطق البرية والتي يكون أبطالها بعض الأشخاص الذين يتعمدون هذا الفعل في المناطق البعيدة عن أعين الرقابة وفي أوقات متأخرة من الليل. واعتبروا أن لجوء بعض الآسيويين إلى التحطيب الجائر بهدف بيعه هي طريقة ستؤدي إلى القبض عليه بالجرم المشهود خاصة أن عملية بيع حطب السمر ممنوعة وفي حال وجد المسؤولون في وزارة البلدية والبيئة أعمال بيع لهذه الأنواع سيتم مقاضاة البائع كما أن المواطنين يملكون الخبرة الكافية لمعرفة شجر السمر الذي تم الحصول عليه من المناطق البرية. وأشار عدد من بائعي الحطب إلى أن السوق القطري يحوي على كميات كبيرة من الحطب الذي يمكن أن يستخدم في التدفئة و «شبة الضو» ، لافتين إلى أن المزارع القطرية توفر كميات كبيرة من حطب السدر والكينيا وغيرها من الأنواع وهم بدورهم يبيعونها بأسعار تترواح من 1900 إلى 2000 ريال لحمولة سيارة النقل الكاملة وبسعر 10 ريالات للربطة الواحدة. وأكدوا أن حطب السمر المحلي لا يتوفر في أي منفذ بيع داخل قطر بسبب منع بيع هذا النوع خاصة أن طريقة الحصول عليه غالباً ما تكون غير قانونية وتمت عبر قطع جذوع وأغصان شجر السمر الذي يعيش في الصحراء القطرية التي تمنع البلدية فيها أية أعمال تحطيب حفاظاً على هذا النوع من الأشجار. محمد عبدالله : أم وشاح تشهد انتهاكات التحطيب الجائر قال محمد عبدالله : إن ظاهرة التحطيب الجائر كانت مشكلة كبيرة قبل سنوات طويلة وبدأت حالياً بالانحسار بفضل الجهود المبذولة من قبل المراقبين البيئيين في وزارة البلدية والبيئة بالإضافة إلى الحملات التوعوية التي تطلقها الوزارة والتحذيرات التي ساهمت في تعريف الجميع بحجم المشاكل التي يمكن أن تترتب على التحطيب الجائر. وأضاف: رغم ذلك لا تزال بعض المناطق تعاني من وجود أعمال تحطيب جائر مثل جنوب أم وشاح التي يتعمد فيها بعض الأشخاص الوصول ليلاً لقطع الجذوع والأغصان وأيضاً انتشال الأشجار من مكانها .. لافتاً إلى أن أصحاب العزب المجاورة لم يتمكنوا حتى هذه اللحظة من مشاهدة الأشخاص الذين يقومون بهذه المخالفة. راشد المري : السوق يزخر بأنواع مختلفة من حطب المزارع أكد راشد المري أن السوق القطري يزخر بأنواع مختلفة من الحطب سواء المستورد أو الذي يجلبه الباعة من المزارع القطرية وأعمال التحطيب الجائر لم تعد مثل السابق وأصبح من النادر مشاهدتها خاصة أن الدولة حريصة على تشديد الرقابة البيئية. وأشار إلى أن المواطنين أيضاً حريصون على التعاون مع وزارة البلدية والبيئة فعند ملاحظتهم أي أعمال تخريبية في البر القطري يتواصلون فوراً مع المسؤولين في الوزارة من خلال الاتصال بالأرقام التي حددتها للتبليغ عن أي اعتداءات وهذا دليل على أن المواطن يعمل جنباً إلى جنب مع الجهة المختصة للحفاظ على بيئة وطنه من التدمير. وأعتبر أن الحطب الموجود في السوق القطري مناسب للتدفئة أو عمل شبَّة الضو ولكن بعض ما يباع منه يكون أخضر أي لا يزال يحتاج إلى بعض الوقت ليصبح يابسًا ليكون مناسباً للتدفئة. عبدالله حمد : ملاك العزب والمخيمون حراس للبر أكد عبدالله حمد أن التحطيب الجائر لم يعد ظاهرة وفي حال وجدت بعض الأشجار التي تم انتشالها أو قطع أغصان أشجار أخرى فإنها أعمال فردية قام بها بعض الأشخاص في أوقات متأخرة من الليل لضمان عدم كشفهم من قبل المراقبين البيئيين والمواطنين أيضاً. ولفت إلى أن جميع المخيمين وملاك العزب يحرصون على حفظ الحياة الفطرية في المناطق البرية وعدم الاعتداء على الأشجار لا سيما أن النباتات البرية هي ملك للجميع ومن حقهم الاستمتاع بمشهدها في البر خاصة في هذه الفترة من العام. عبدالله البوعينين : الدوريات تفرض رقابة مشددة على البر اعتبر عبدالله جاسم البوحسين البوعينين أن دوريات وزارة البلدية والبيئة تفرض رقابة صارمة على المناطق البرية وتحرص من خلال نشر عدد كبير من المراقبين البيئيين لمنع أي ظاهرة ضارة بالبيئة الصحراية في قطر ومن ضمنها أعمال التحطيب الجائر التي لم تعد مثل السابق وأصبح من النادر مشاهدتها في المناطق البرية. ولفت إلى أن معظم المواطنين قادرون على التمييز بين الحطب المحلي الذي تم قطعه من الأشجار الصحراوية في قطر وبين أي نوع آخر مستورد أو الخاص بالمزارع القطرية . وأشار إلى أن وزارة البلدية والبيئة أصبحت تعمل بمجهود مضاعف في الموسم الشتوي وتحرص على الإعلان بشكل مستمر في الصحف ووسائل التواصل الاجتماعي عن أرقام بلاغات حالات التعدي على البيئة البرية، لافتاً إلى أن معظم المواطنين حريصون على الإبلاغ عن أي مخالفة تصادفهم أثناء وجودهم في تلك المناطق. علي المري : تعاون المواطنين ساهم في الحد من الظاهرة أكد علي عامر المري أن جهود وزارة البلدية والبيئة واضحة خلال السنوات الماضية في الحد من هذه الظاهرة التي تؤثر بصورة مباشرة على البيئة الصحراوية في قطر، لافتاً إلى أنه لم يلاحظ أي أعمال تحطيب في المنطقة التي تحيط بالعزبة الخاصة به أو في الأماكن التي يزورها باستمرار في البر القطري. وأشار إلى أن عملية التحطيب الجائر ممكن أن تتم في مناطق بعيدة عن المناطق التي تنتشر فيها عزب المواطنين الذين سيتصدون فوراً لمن يقوم بأية أعمال تخريبية في البر القطري عن طريق إبلاغ الجهة المسؤولة بوزارة البلدية والبيئة.
مشاركة :