مليحة: بكر المحاسنة تحت رعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، انطلقت مساء أمس الأول فعاليات الدورة الثانية من ملتقى مليحة الثقافي، وذلك بجبل مليحة بالمنطقة الوسطى، بحضور الشيخ سعيد بن طحنون آل نهيان، والشيخ محمد بن معضد بن علي بن هويدن، والشيخ محمد بن معضد بن سعيد بن هويدن، وسلطان بن علي الكتبي رئيس المجلس البلدي بمدينة مليحة، وعبدالله العويس رئيس دائرة الثقافة بالشارقة، وخميس بن سالم السويدي رئيس دائرة شؤون الضواحي والقرى بالشارقة، ومصبح سيف عوض سيف الكتبي مدير بلدية مليحة، ومحمد السويجي مدير دائرة الثقافة بالمنطقة الشرقية. استهلت فعاليات الملتقى بفولكلور شعبي مع فرقة المزيود الحربية التي تفاعل معها الجمهور وأبدوا إعجابهم بها، ثم تواصلت الفقرات مع معرض فني بعنوان «من الطبيعة إلى الطبيعة» للفنان التشكيلي الدكتور محمد يوسف الذي يعتبر من أوائل مؤسسي جمعية الإمارات للفنون التشكيلية في الشارقة، وضم المعرض أكثر من ثماني مجموعات تمثل دورة الطبيعة. اختتمت الفعالية بأوبريت درامي استعراضي بعنوان «صهيل الخيل»، حمل طابعاً بدوياً، وهو من فكرة محمد السويجي، وتأليف حميد فارس، وإخراج مبارك ماشي. تمحورت فكرة الأوبريت حول التضاد بين الحب والحرب، وحتمية انتصار الأول في سياق درامي، بمشاركة نخبة من نجوم التمثيل والمسرح بالإمارات، تخللته ملاحم شعرية لمصبح الكعبي وبتول آل علي. جسد الأوبريت في بدايته ملامح الحب بين أبناء عم قبيلة بني غالب وقبيلة بني ذيبان التي لها ثأر من عهد قديم بسبب مشكلات وحروب وقتل، واستمر هذا الثأر إلى سنوات عديدة رغبة من الطرفين بأخذ ثأر كل قبيلة، فيكون ضحية هذه الحرب أبناء القبيلة الذين لا ذنب لهم فيما حدث في الماضي. يشاع بين الجميع قصة حب تجمع بين فتاة تدعى «الهديل» من قبيلة بني غالب، وشاب من قبيلة بني ذيبان هو «رماح»، ليتخذ شيخ قبيلة بني غالب قراراً بحبس «الهديل»، لأنه يرى ذلك عاراً أن تختار شخصاً من قبيلة عدوه، وتقرر قبيلة بني غالب شن الحرب على قبيلة بني ذيبان. وانتشر خبر تجهيز القبيلة للحرب حتى اشتدت المعركة، فقتل شيخ بني غالب شيخ بني ذيبان حتى سالت دماؤه، ليأتي ابنه رماح ويشهر سيفه ليأخذ بثأر دم والده، ولكن تصرخ «الهديل» باسم رماح، وتذكره بالوعد، ليتردد ذلك الصوت في أذنه، فيغرس سيفه في التراب، لكي ينهي هذا الثأر القديم ويعود الحب والسلام بين القبيلتين، وما إن رأى شيخ بني غالب ذلك الموقف أمامه حتى أخبر رجاله بمقابلة شيخ القبيلة رماح لشهامته وحكمته في موقفه في الحرب، رغبة منه بإيقافها، فيتقابلان وينهيان هذا الخلاف القديم بزواج رماح بابنة عمه «الهديل»، ليعم التسامح بين القبيلتين. وأكد محمد السويجي أن الملتقى أسهم في نشر الوعي الثقافي والفني، وعمل على زيادة التواصل بين أفراد المجتمع. وأشاد سلطان بن علي الكتبي بجهود دائرة الثقافة بالمنطقة الشرقية في تنظيم الفعاليات والأنشطة الثقافية والفنية في العديد من مناطق الشارقة، والتي تشكل رافداً نوعياً للعطاء الثقافي الذي وجه به صاحب السمو حاكم الشارقة.
مشاركة :