تفجرت أزمة سياسية بين تيار «الحكمة الوطني» الذي يتزعمه عمار الحكيم و«عصائب أهل الحق» التي يتزعمها قيس الخزعلي على خلفية نشر قناة «الفرات» التلفزيونية التابعة لتيار الحكمة، خبرا عن تورط عضو في «عصائب الحق» بالوقوف وراء حادث اغتيال عماد جبار، صاحب مطعم «ليمونة» في مدينة الصدر شرق بغداد أول من أمس.ونقل شريط «الفرات» الإخباري خبرا مفاده أن «الشرطة ألقت القبض على قاتل صاحب المطعم ومعه وثائق وبطاقات صادرة عن عصائب الحق».ودفعت الاتهامات العلنية حركة العصائب وزعيمها قيس الخزعلي والأوساط المقربة منها إلى شن هجوم لاذع ضد تيار «الحكمة» واتهمته بالسيطرة على مبانٍ وأراض حكومية واسعة في منطقة الجادرية ببغداد، ونشطت دعوات إلى التظاهر أمام مقر تيار الحكمة استنكارا لما ورد في قناته الخاصة من أخبار «مفبركة وغير صحيحة» كما تقول جماعات العصائب.وشن الخزعلي هجوما لاذعا على تيار «الحكمة» وإن لم يسمه صراحة عبر تغريدة في «تويتر» قال فيها: «منتهى الدناءة التي يمكن أن يصل إليها إنسان هو أن يتهم الآخرين زورا وبهتانا إذا اختلفوا معه، إلا إذا كان مأجورا فإنه يكون معذورا لأنه سيكون عميلا».ورغم نفي المتحدث باسم وزارة الداخلية العراقية سعد معن، خبر إلقاء القبض على قاتل صاحب مطعم «ليمونة»، وهو أمر يضعف من مصداقية قناة «الفرات»، إلا أن مدير القناة أحمد سالم الساعدي، رد أمس، ببيان شديد اللهجة ومطول على انتقادات الخزعلي والأطراف المقربة من «العصائب». وكتب الساعدي ردا وضع له عنوان: «رسالة إلى قيس الخزعلي، من شباب الحكمة: من كان بيته من زجاج فلا يرمي الناس بالحجارة»، قال فيه: «إن اتهامكم الشخصي لنا في التغريدة التي أطلقتها من على الموقع الأميركي (تويتر)، وتطاول قناتكم التي خانت عهداً كان مقطوعاً، يعد استهدافا ممنهجا وفجاً وسافرا وظالماً لمشروعنا وقيادتنا، وما هو إلا عدوان سافر لم يتوقف عند هذا الحد». وأضاف «بل ذهبت بعض قياداتكم الميليشياوية الفاقدة لأي كياسة ودراية وبأسلوب العصابات تكيل الشتائم والاتهامات لمشروعنا الوطني، وهذه الوسائل الفاقدة للياقة الحوار والنقاش دليل صارخ على أنّكم جماعة لا تفقه بالسياسية والثقافة شيئا، وكل ما لديكم هو القدرة على إرهاب وابتزاز الناس العزل والأبرياء». وتابع «إنّه لفرق كبير بين من كان سلاحه للإيجار واستغله للدخول في الحشد لأهداف خاصة، وبين من حمل السلاح بعد صدور الفتوى المباركة بدقائق وتخلى عنه بعد النصر تاركاً للدولة أخذ دورها في إدارة الأمن».وفي رده على اتهامات «عصائب الحق» لتيار «الحكمة» بالإساءة إلى «الحشد الشعبي»، قال بيان الساعدي: «نقول لكم لا تزايدوا على الحشد»، مضيفا: «إنكم أكثر من أساء للحشد، ولعلك وجماعتك في العصائب تحاولون ذر الرماد في العيون للتعتيم على أفعالكم». وتابع: «إن كنت حريصا يا شيخ (العصائب) على هذا الوطن، فالأولى بك أن تحاسب أتباعك الذين يشتبه بهم بأنهم نهبوا مصفى بيجي ومعداته التي تقدر بالمليارات»، في إشارة إلى المصفى الذي يقع في قضاء بيجي في محافظة صلاح الدين الذي قامت جماعات مسلحة بنهب معداته بعد تحريره من قبضة «داعش» نهاية عام 2015.وقد قامت قناة «الفرات» قبل أيام بتناول موضوع المصفى في إحدى برامجها الحوارية، وحملت ضمنا «عصائب الحق» بالوقوف وراء عملية نهبه.ولا يعرف على وجه التحديد الأسباب الحقيقية التي دفعت تيار «الحكمة» إلى مواجهة مفتوحة مع «حركة العصائب» في هذه المرحلة، لكن مصادر سياسية ترجح أن يكون للصراع السياسي المحتدم على المناصب الحكومية بين الجانبين دخل في التصعيد الأخير. فتيار «الحكمة» المتحالف مع «سائرون» بزعامة مقتدى الصدر ينتميان إلى تحالف «الإصلاح» الذي يقف في مواجهة تحالف «البناء» الذي ينتمي إليه ائتلاف «الفتح» الذي يضم أغلب الفصائل الشيعية المشاركة في «الحشد الشعبي» ومنها «عصائب الحق».
مشاركة :