هدد رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، الجنرال غادي آيزنكوت، خلال خطاب وداع له، أمس الجمعة، بقصف «مواقع إيرانية في لبنان مثلما يحصل مع سوريا»، في حال القيام بإنتاج أو تخزين أسلحة إيرانية جديدة.وقال آيزنكوت، الذي ينهي يوم الثلاثاء المقبل، خدمته العسكرية، إن جيشه «جاهز ليعمل ضد لبنان بشكل علني إذا تموضعت هناك إيران عسكرياً». وأضاف: «إسرائيل تعمل حالياً بشكل سري في لبنان ولا نهاجم فيه بصورة جلية. ولكن محاولة إيران الحثيثة إدخال أسلحة وإقامة مصانع أسلحة ستجعلنا نرى في كل موقع وكل قاعدة هدفاً عسكرياً للضرب».وجاءت هذه التصريحات في إطار رد آيزنكوت على التصريحات المتتالية التي يدلي بها الجنرال يتسحاق بريك، الذي أنهى هذا الأسبوع عمله رئيساً لدائرة شكاوى الجنود في الجيش الإسرائيلي. ومما قاله أمس إن إسرائيل ليست جاهزة لحرب على ثلاث جبهات في وقت واحد (سوريا و«حزب الله» في لبنان وقطاع غزة) فيما الجيش الإسرائيلي يعاني من نواقص خطيرة تجعل إسرائيل وكأنها سفينة «تايتانيك». وحذّر بشكل خاص من الوضع مع سوريا، قائلاً إن إسرائيل لم تأخذ في حساب تخطيطاتها احتمال تغيّر الوضع في سوريا لمصلحة النظام الحالي. وقال: «ما حصل من بقاء بشار الأسد رئيساً مدعوماً بشكل ساحق من روسيا وإيران، يمكن أن يؤدي إلى استعادة الجيش السوري عافيته ويصبح تهديداً جدياً لإسرائيل. لكن إسرائيل لم تعد نفسها وجيشها لهذه اللحظة... وأنا أحذّر».وكان بريك قد بدأ يطلق صرخات التحذير والإنذار منذ فترة، لكن انتقاداته اشتدت مع اقتراب إنهائه الخدمة، فتم تعيين لجنة عسكرية داخل الجيش لإجراء فحص لادعاءاته. وقبل يومين استدعاه رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، إلى جلسة لشرح موقفه. وفي ساعة متقدمة من مساء الخميس، عقد نتنياهو جلسة تشاورية بحضور آيزنكوت وعشرة جنرالات آخرين، بينهم رؤساء أركان سابقون، وعدد من العلماء والباحثين في الشؤون العسكرية وشخصيات ذات وزن جماهيري، بينهم النائب من حزب العمل المعارض عومر بار ليف.وفي ختام اللقاء، أصدر مكتب نتنياهو بياناً، قال فيه إنه استمع إلى «استنتاجات اللجنة المعنية بفحص جاهزية جيش الدفاع الإسرائيلي للحرب... وسيواصل رئيس الوزراء دراسة هذا الموضوع وسيتخذ الاستنتاجات المطلوبة. وقال رئيس الوزراء إن جيش الدفاع جاهز للحرب إلى جانب الضرورة لمواصلة العمل على سد الفجوات التي لا تزال موجودة. الرؤية الأمنية لعام 2030 ستجعل جيش الدفاع أكثر استعداداً للتعامل مع التحديات المستقبلية».
مشاركة :