بعد أكثر من عقد على انطلاقته الأولى في القاهرة جاب بعدها عواصم ومدن المنطقة العربية عاد مهرجان المسرح العربي في دورته الحادية عشرة إلى العاصمة المصرية. وأقيمت حفلة افتتاح المهرجان، الذي تنظمه الهيئة العربية للمسرح سنويا في مدينة عربية مختلفة، على المسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية ليل أول من أمس، بحضور الأمين العام للهيئة إسماعيل عبد الله ووزيرة الثقافة المصرية إيناس عبدالدايم وعدد كبير من المسرحيين العرب. وقالت وزيرة الثقافة في كلمة الافتتاح: «مع هذه الدورة تصدح دقات المسرح لتعلن احتفاء مصر بالفن العربي في شتى مجالاته، لأنه كان وسيظل همزة وصل لا تنقطع وجسرا تعبر عليه مواكب الإبداع والتنوير». وأضافت: «ما أحوجنا في هذه الفترة الدقيقة إلى أن نرسخ قيمة الفن في طليعة أولوياتنا لمواجهة ما يحيط بوطننا من تحديات، وكلي أمل في أن تكون هذه الدورة خير معبر عن تطلعات وآمال وطننا العربي». بدأت فقرات الافتتاح بعرض مقاطع مصورة من أشهر المسرحيات المصرية لكبار النجوم، تلاه عرض مباشر على المسرح لأوبريت (الوطن الأكبر) للموسيقار محمد عبدالوهاب بأداء أصوات مصرية شابة. كما شمل برنامج الافتتاح رسالة اليوم العربي للمسرحي التي ألقاها هذا العام الممثل الجزائري سيد أحمد أقومي. وقال أقومي: «المسرح هو فن الوهم الذي يؤازر الحقيقة ويقف في وجه الأكاذيب. جئت إلى المسرح حين أدركت أن الخيال يستطيع أن يغير الواقع، حين كان التاريخ يحمل دجلا. أردت أن أعتلي الخشبة لأقول الحقيقة. لم يكن المسرح بالنسبة لي قناعة فكرية فقط، بل كان إيمانا يلامس الروح». وأضاف: «المسرح عندي درب سري مدهش قادني إلى ماهيتي، إلى كينونتي الحقيقية، لم أكن أمثل، كلا أبدا، كنت أعيش، أعيش أسئلتي عزلتي، حيرتي، دهشتي، تمردي، ثورتي، عذاباتي، فرحي، إنسانيتي، كنت أنهمر على الخشبة بكل كياني وكان المسرح هو الخلاص».
مشاركة :