السد العالى بمحافظة أسوان رمز العطاء والإصرار والعزيمة المصرية، فبعد أيام قليلة تحل علينا الذكرى الـ 48 لانتهاء العمل بأعظم مشروع هندسى فى القرن العشرين، وهو الذى يعتبر المناسبة السنوية لاحتفالات محافظة أسوان بعيدها القومى فى 15 يناير من كل عام.ويخلد لنا هذا السد العظيم تاريخا لرجال مصر الذى حفروا بدمائهم وعرقهم أعظم ملحمة وطنية فى الإرادة الصلبة التى تدل على حب لا محدود لتراب هذا الوطن، وفى هذا الإطار يستعرض "صدى البلد" صورًا شاهدة على هذا الحلم الذى أصبح حقيقة وفخرًا للمصريين يتوارثه الأجيال جيلًا بعد جيل، وليقدم الجميع التحية للبطل الزعيم الراحل جمال عبد الناصر صاحب فكرة إنشاء هذا الصرح العملاق.ملحمة السد العالى بدأت فكرتها فى عام 1952 من خلال التقدم بمشروع لبناء سد لحجز فيضان النيل وتخزين مياهه وتوليد طاقة كهربائية منه، حيث بدأت الدراسات فى 18 أكتوبر 1952، وفى عام 1954 تقدمت شركتان هندسيتان من ألمانيا بتصميم للمشروع، والموافقة عليه ديسمبر 1954، وفى ديسمبر 1955 تقدم البنك الدولى بعرض لتقديم معونة بما يساوى ربع تكاليف إنشاء السد، ليعقبه سحب البنك الدولى عرضه فى 19/7/1956 بسبب الضغوط الاستعمارية.وفى 27/12/1958 تم توقيع اتفاقية بين روسيا ومصر لإقراضها 400 مليون روبل لتنفيذ المرحلة الأولى من السد، وفي 1959 قام الخبراء السوفييت بمراجعة تصميمات السد، وفى ديسمبر 1959 تم توقيع اتفاقية توزيع مياه خزان السد بين مصر والسودان، وتنفيذ المرحلة الأولى من السد فى 9 يناير 1960. كما شهد عام 1960 توقيع اتفاقية ثانية مع روسيا ومصر بـ500 مليون روبل إضافية لتمويل المرحلة الثانية من السد، وفى مايو 1964 تم تحويل مياه النهر إلى قناة التحويل للبدء فى تخزين المياه بالبحيرة، وفي أكتوبر 1967 انطلقت الشرارة الأولى من محطة كهرباء السد، وفي 1968 بدء تخزين المياه بالكامل أمام السد العالى، واكتمل الصرح فى يوليو 1970 وتم افتتاحه 15 يناير 1971.
مشاركة :