من خلال شاشة قناة روتانا خليجية وعبر اثنين من البرامج الأكثر تعمقاً في الواقع السعودي ناقش كلّ من الإعلاميين نادين البدير في برنامجها اتجاهات وعلي العلياني في برنامجه يا هلا قضية المرأة السعودية، وذلك بطرح قضيتين هما مثار جدل دائم ألا وهما موضوع قيادة المرأة السعودية السيارة والآخر ظاهرة العنف ضد النساء. وبناء على ذلك تمت استضافة العديد من الشخصيات التي أبدت رأيها في هذين الموضوعين وكيفية الخروج بحلول مناسبة لجميع الأطراف مع الوضع في الحسبان الظروف التي تمر بها كل حالة ووضعها الاجتماعي والأسري، وتم التطرق أيضا لحالات خرجت للمرة الأولى إلى العلن لتتحدث. نادين البدير البداية كانت مع علي العلياني الذي تناول موضوع قيادة المرأة السعودية للسيارة من الناحية الصحية، وهي زاوية لم يسبق أن تطرق إليها أحد ضمن منظومة هذه القضية التي تشهد ومنذ فترة طويلة جدلاً كبيراً ضمن المجتمع السعودي. وفي هذا الإطار، استقبل العلياني الشيخ صالح اللحيدان الذي ناقش تأثير قيادة المرأة على المبايض والحوض، معتبراً أن البحوث الطبية أثبتت أن سائقي السيارات والطيارات من الرجال يصابون بتضخم البروستات من كثرة القيادة، وأن المرأة حوضها أعرض من الرجل، وبالتالي فإن كثرة الجلوس خلف المقود تؤدي لارتداد الحوض والضغط على المبايض. هذا الكلام الذي صرح به الشيخ اللحيدان أثار حفيظة الدكتور محمد البقنة وعلق عليه بالرفض القاطع واصفاً حديثه بأنه غير علمي وليس له أساس من الصحة، إذ إن وضع البروستات غير المبايض. كما اعتبر البقنة أن حديث اللحيدان اجتهاد شخصي دون أي دليل، إذ إنه خلال 30 عاماً لم تصدر أي دراسة علمية تثبت الاقتران بين القيادة عند المرأة وأمراض الرحم أو المبايض وإضافة إلى أن هذا الموضوع الذي سبق أن تحدثت عنه مصادر أخرى ولاقى إحجاما ورفضا من العديد من الشخصيات المؤيدة لقيادة المرأة بل واعتبروا أن مثل هذا الكلام ما هو إلا مجرد حديث مرسل ولا يمت إلى الحقيقة بشيء. وفي هذا الإطار قال الدكتور محمد البقنة إن هناك بعض المشايخ - حفظهم الله - يستنكرون حديثنا في أمور الدين، بينما يخوضون هم في غير تخصصهم ويقولون اجتهاد، ومن وجهة نظري كطبيب لا أسمح بالالتفاف على الناس والشوشرة عليهم دون دليل يذكر ويستشهد به الناس. وفي نفس الدائرة نجد أن المرأة وما يدور حولها من نقاشات لا تنتهي كانت موضوع إحدى حلقات برنامج اتجاهات الذي تقدمه نادين البدير في قناة روتانا خليجية والذي ناقشت فيه ظاهرة العنف ضد النساء سلطت الضوء على قصص خرجت إلى العلن من دور الحماية وعلى هذا الأساس تحدثت سميرة الغامدي التي استضافها البرنامج وهي عضو مؤسس لجمعية حماية عن سعادتها بصدور نظام الحماية الجديد مهما كانت التحفظات عليه وأضافت أن فيه الكثير من المميزات، وتمنت أن يهتم الإعلام السعودي بالتوعية حول نظام حماية المرأة من العنف واقترحت أن تُقدم هذه التوعية الدائمة للأولاد في المدارس في حصص خاصة واعتبرت الغامدي أن عدم الحديث عن قضايا العنف لا يمنع من أنها موجودة، والحالات المتواجدة في المحاكم لا تمثل شيئاً بالنسبة للقضايا المستورة الكثيرة التي لا يتحدث عنها أصحابها خشية التعرض للإيذاء النفسي. من جهته قال القاضي وعضو مجلس الشورى الدكتور عيسى الغيث إن الشريعة لا تتحمل بأي شكل من الأشكال ما يحدث من حالات إيذاء الرجال للمرأة أو الطفل، وإن موضوع التعنيف لم يصل في السعودية بعد لحد الظاهرة ولكن هناك بعض الحالات بدأت في الانتشار وبالتالي اعتبر أنه من الضروري أن نسلّط عليها الضوء للتوعية وتعريف كل طرف بما له وما عليه. واعتبر العيسى أن الإشكالية هي في طريقة التبليغ والشكوى من التعنيف، إذ ما زلنا كمجتمع نتجنب الشكوى للقضاء بحجة العيب وهذا الأمر لابد أن نتخطاه حتى نسير على الدرب الصحيح. وعن سؤال نادين البدير حول دور الحماية للنساء المعنّفات قال مدير الإدارة العامة للحماية الاجتماعية، الدكتور محمد الحربي إن الدولة وفرت قنوات متعددة لتلقي الشكاوى من التعنيف، واعتبر أن الدولة تتحمل جميع احتياجات نزيلات دور الحماية اليومية، لذلك فهن لا يحتجن إلى مصروف يومي، وهناك إنترنت، والدور 5 نجوم. وفي هذا الإطار قال الدكتور عيسى الغيث إن الشرع كفل للمرأة الكرامة ونهى عن إيذائها جسدياً ونفسياً، لكن ليس كل الحالات يمكن تصنيفها على أنها إيذاء.
مشاركة :