تخشى وحدات حماية الشعب الكردية بشمال سوريا من هجوم تركي، فأنقرة تعتبرها تهديداً. غير أن وزير الخارجية الأمريكي بدا متفائلا في أبوظبي من إمكانية التوصل لـ"نتائج جيدة" تحمي المقاتلين الأكراد وتتيح لأنقرة الدفاع عن نفسها. مايك بومبيو والأمير محمد بن زايد خلال مباحثات في أبو ظبي قللت الولايات المتحدة من حجم خلافاتها مع أنقرة حول مصير المقاتلين الأكراد في سوريا، مؤكدة إمكانية التوصل إلى حل يحمي الأكراد من جهة، ويتيح للأتراك "الدفاع عن بلادهم من الإرهابيين" من جهة ثانية. وقال بومبيو اليوم السبت (12 يناير/ كانون الثاني 2019) في العاصمة الإماراتية أبو ظبي للصحافيين الذين يرافقونه في جولته في الشرق الأوسط، إن الولايات المتحدة تعترف بـ"حق الشعب التركي و(الرئيس التركي رجب) أردوغان في الدفاع عن بلدهما من الإرهابيين"، قبل أن يضيف "لكننا نعلم أيضا أن هؤلاء الذين قاتلوا معنا طوال هذا الوقت يستحقون أن يكونوا بمأمن أيضا". وأضاف "نحن واثقون بأننا سنتوصل إلى مخرج يحقق هذين المطلبين". وقال بومبيو إنه أجرى السبت مكالمة هاتفية مع نظيره التركي مولود جاويش أوغلو. وأضاف "هناك الكثير من التفاصيل التي يجب الاتفاق عليها، ولكنني ما زلت متفائلا بإمكانية التوصل إلى نتيجة جيدة". وأوضح أن انسحاب القوات الأمريكية من سوريا "تغير تكتيكي" ولا يغير قدرة الجيش الأمريكي على التصدي لتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) وإيران. ويزور بومبيو الإمارات السبت ضمن جولة يقوم بها في المنطقة لطمأنة حلفاء واشنطن بعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب المفاجىء سحب نحو ألفي جندي أميركي نشروا في سوريا لمكافحة "داعش". وتأتي تصريحات الوزير الأميركي بعد توتر بين بلاده وتركيا حول مصير المقاتلين الأكراد في سوريا. وتتعلق الخلافات بين الدولتين حول وحدات حماية الشعب الكردية، ففي حين تعتبرها أنقرة قوات "إرهابية"، تدافع عنها واشنطن لدورها الكبير في قتال تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش). وتخشي الجماعات التي يقودها أكراد وتسيطر على مناطق في شمال سوريا من هجوم تركي في أعقاب قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سحب قواته من مناطقهم. وتعتبر تركيا وحدات حماية الشعب الكردية السورية القريبة للغاية من حدودها تهديدا أمنيا. وهددت أنقرة مرارا خلال الأسابيع القليلة الماضية بشن هجوم لطرد هذه القوات من شمال سوريا. وتعهد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بسحق هذه الجماعة. ص.ش/ع.ش (أ ف ب، رويترز)
مشاركة :