إعداد: بنيمين زرزور ضخت فقاعة مفاوضات التجارة بين الصين والولايات المتحدة الأمل في نفوس المستثمرين لتدفع مؤشرات الأسهم العالمية صعوداً متتالياً على مدى أربعة أيام أنهت الأسبوع معه على مكاسب جيدة رغم تراجعها يوم الجمعة. كانت الأسواق قد شهدت اندفاعة استثنائية بداية الأسبوع تحت تأثير الأداء القوي للاقتصاد الأمريكي الذي عكسه تقرير الوظائف لشهر ديسمبر/كانون الأول الذي كشف عن 312 ألف وظيفة وهو رقم يعادل ضعف أكثر التوقعات تشاؤما، والتفاؤل بموسم نتائج شركات إيجابي تزامن مع تصريحات مرنة لرئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيرومي باول خلال مؤتمر لجمعية الاقتصاديين حضره بالاشتراك مع كل من بن برنانكي وجانيت يلين، سلفيه في المنصب، طمأن من خلالها الأسواق حول سياسة المجلس وحرصه على سلامة أداء الأسواق والاقتصاد معا. وجاءت أنباء التقدم الذي يتم إحرازه في المفاوضات التجارية لتزيد من حماسة المستثمرين لتداول الأسهم وسط مخاوف كانت قد تسببت في هزات متتالية تعرضت لها الأسهم خلال شهر ديسمبر/كانون الأول أضعفت الثقة وغيرت المزاج العام حيال الاستثمار في الأصول عالية المخاطر وتحول فيها نشاط المستثمرين إلى الملاذات الآمنة تحسبا لعام جديد لم يحمل معه الكثير من البشائر. وشهدت الأسهم موجة انتعاش منذ بداية الأسبوع أعادت للأسواق نشاطها لتنتهي مؤشرات الأسهم الرئيسية على مكاسب منذ اليوم الأول لم يخفف من اندفاعتها ضعف أداء بعض القطاعات أو تدهور أسهم بعض الشركات ولا حتى مشكلة الخلاف بين ترامب والديمقراطيين حول تمويل الجدار التي أسفرت عن إغلاق الحكومة لفترة هي الأطول في تاريخ الولايات المتحدة حتى الآن. وسجلت بعض مؤشرات آسيا التي أفلتت من مشاكل الإغلاق الحكومي مكاسب أعلى هذا الأسبوع رغم أن مكاسب «وول ستريت» كانت مرتفعة بالمعايير الأسبوعية المعتادة. فقد تصدر مؤشر نيكاي الياباني قائمة الرابحين خلال أيام التداول الخمسة منهياً على 20359.70 نقطة أي بزيادة بنسبة 4.08% بينما ارتفع نظيره الصيني «شنغهاي» المركب بنسبة 1.55%. وسجلت مؤشرات وول ستريت مكاسب مرتفعة بلغت في «ناسداك» وهو الأعلى ربحية خلال الأسبوع، 3.45% عندما أغلق يوم الجمعة على 6971.48 نقطة تلاه مؤشر «إس أند بي 500» الذي ارتفع بنسبة 2.54% مغلقاً على 2596.26 نقطة، اما مكاسب داو جونز فقد بلغت 2.4% وأنهى على 23995.95 نقطة. وكان أداء الأسهم الأوروبية جيدا رغم استمرار المخاوف من ضعف أداء اقتصاد منطقة اليورو ومشكلة الموازنة الإيطالية وصعوبات التوصل إلى اتفاق بشأن الخروج البريطاني من الاتحاد الأوروبي، حيث أنهى مؤشر فاينانشل تايمز في لندن على مكاسب بلغت 1.18% عند 6918.18 نقطة وأنهى مؤشر «داكس» الألماني على مكاسب بنسبة 1.11% عند 10887.46. وراوح الذهب مكانه وسط تقلبات التداول الأسبوعية صعودا وهبوطا تحت تأثير المزاج العام وغياب المنشطات القوية التي تزيد الطلب عليه. وأنهت الأونصة التي تجاوزت خلال الأسبوع سعر 1290 دولاراً، على 1287.90 دولار مساء الجمعة. 5 % مكاسب النفط الأسبوعية استفاد النفط من نشاط الأسهم وتعزيز الثقة بأداء الاقتصاد العالمي أملاً في زيادة الطلب عليه كما استفاد من تأثير خفض المملكة العربية السعودية إنتاجها طبقا لخطة اتفاقية التخفيض في أوبك، وحقق مكاسب أسبوعية زادت على 5% رغم فقدانه 2% يوم الجمعة في إطار الارتداد الذي طرأ على الأسهم وعلى أسعار الخام لينهي برميل برنت الذي شهد تسعة أيام من النشاط المتتالي هي الأولى في تاريخ تداوله منذ عام 2007، لينتهي على مكاسب بنسبة 6% ويستقر سعر البرميل عند 60.53 دولار بينما بلغت مكاسب الخام الأمريكي الخفيف خلال الأسبوع 7.5% مستقرا عند 51.59 دولار. وأعطت توقعات متزايدة بأن حرباً تجارية شاملة بين واشنطن وبكين ربما يمكن تفاديها دعما لأسواق النفط في وقت سابق هذا الأسبوع. واختتمت المحادثات بين العملاقين الاقتصاديين الأربعاء بدون الإعلان عن نتائج ملموسة، لكن مناقشات على مستوى عال قد تعقد في وقت لاحق هذا الشهر. (رويترز)
مشاركة :