«منتدى المجلس الأطلسي» يبحث مستقبل التحول الرقمي في الطاقة

  • 1/13/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

أبوظبي: عدنان نجم تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، انطلقت أمس أعمال منتدى الطاقة العالمي للمجلس الأطلسي ضمن فعاليات أسبوع أبوظبي للاستدامة بمشاركة قيادات وشخصيات مؤثرة في قطاع الطاقة على مستوى العالم. وتركز المناقشات خلال المنتدى على أربعة محاور رئيسية هي مستقبل النفط والتحول الرقمي بمجال الطاقة وجهود التنويع التي تقوم بها الشركات والدول المنتجة للطاقة إضافة إلى التركيز على جانب الطلب والابتكار بمجال الطاقة في دول شرق وجنوب آسيا. أكد الدكتور سلطان أحمد الجابر، وزير دولة الرئيس التنفيذي لأدنوك ومجموعة شركاتها، في كلمته خلال المنتدى على أهمية نهج الشراكات الاستراتيجية الذي تعتمده أدنوك تماشياً مع توجيهات القيادة الرشيدة، موضحاً أن الشركة ترحب بالتعاون مع الشركاء في مختلف جوانب ومراحل الأعمال، بما فيها الاستكشاف والتطوير والإنتاج والتكرير والبتروكيماويات، كما أكد ضرورة التركيز على رفع الكفاءة التشغيلية وخفض التكاليف، وأوضح أن الشركات العاملة في قطاع النفط والغاز يجب أن تتحلى بالمرونة والدقة وسرعة الاستجابة لكي تتمكن من تحقيق التوازن بين الظروف الآنية للسوق والنمو المستقبلي بعيد المدى في الطلب على الطاقة. جاء ذلك خلال الكلمة التي ألقاها الجابر في الدورة الثالثة من «منتدى الطاقة العالمي للمجلس الأطلسي» في أبوظبي، والتي تناول فيها الترابط بين الطلب على الطاقة وظروف الاقتصاد العالمي قائلاً: «يشهد العالم انتشار الازدهار من المراكز التقليدية إلى مناطق جديدة بمعدلات غير مسبوقة، وهذا يؤكد أن الركائز الأساسية للنمو الاقتصادي ماتزال صلبة وقوية، حتى ولو حصل تباطؤ على المدى القصير». زيادة كبيرة وقال الجابر: «بحلول عام 2030، سيكون هنالك ثلاثة مليارات مستهلك جديد في العالم، ومع استمرار التقنيات الحديثة المتطورة في تعزيز التقدم البشري، فإن الطلب على الطاقة سيشهد زيادة كبيرة في العقود المقبلة، وهذا يؤكد أنه على شركات الطاقة زيادة التركيز على العوامل التي بإمكانها التحكم بها مثل رفع الكفاءة التشغيلية، مع التأهب لمواكبة زيادة الطلب المتوقعة مع دخول العالم إلى العصر الصناعي الرابع». وأوضح الدكتور سلطان أحمد الجابر كيفية استجابة أدنوك لهذه المتغيرات قائلاً: «نحن في أدنوك نعمل وفق مفهوم «النفط والغاز 4.0» الذي يعني دمج التقنيات الرقمية الحديثة في كل مجالات أعمالنا، بما يسهم في الارتقاء بالأداء وتعزيز شراكاتنا وتمكين كوادرنا البشرية». التحليلات التنبئية بيّن الجابر أن استخدام التحليلات التنبئية يسهم في خفض تكاليف الصيانة، والحد من عمليات إيقاف التشغيل وتجنب تعطل الأنظمة، موضحاً أن البيانات الضخمة تتيح اتخاذ قرارات فورية تستجيب لمتغيرات السوق واتجاهات القطاع، وذلك على نحو أسرع من المنافسين، مشيراً إلى أن «سلسلة الكتل» (بلوك تشين) تسهم في رفع الكفاءة من خلال إمكانية تتبع كل جزيء هيدروكربوني يتم إنتاجه، بدءاً من مرحلة الإنتاج وصولاً إلى البيع. وقال: «مع استعدادنا لأي تقلبات مستقبلية قد يشهدها السوق، فإن التركيز على خفض التكاليف وزيادة العائد الاقتصادي وتحقيق أقصى قيمة ممكنة من مواردنا الهيدروكربونية عوامل تحظى بأولوية اهتمامنا، ومن خلال تطبيقات الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي، فإننا نعزز المرونة والعائد الاقتصادي والربحية في مختلف عملياتنا التشغيلية». وأشار إلى أن أدنوك مستمرة بالعمل على تحقيق أقصى قيمة من مواردها والتعاون مع شركاء استراتيجيين قادرين على نقل التكنولوجيا المتطورة وضمان الوصول إلى الأسواق ذات معدلات النمو المرتفعة، مضيفاً أنه من خلال التفكير بأسلوب مختلف ومبتكر، وتوظيف التقنيات الحديثة وإعادة صياغة نموذج أعمالها، بدأت أدنوك العمل على استثمار مخزونات كبيرة من الغاز لم تكن مجدية اقتصادياً في السابق، والتي ستسهم في تحقيق الاكتفاء الذاتي من الغاز في دولة الإمارات مع إمكانية التحول إلى مصدر للغاز الطبيعي. منظومة صناعية متكاملة شدد الجابر على أن نهج أدنوك لتوسيع نطاق الشراكات يأتي كذلك في صلب استراتيجية الشركة للتوسع في مجال التكرير والبتروكيماويات من خلال استثمار 165 مليار درهم (45 مليار دولار)، مشيراً إلى أنه في ضوء زيادة الطلب على البلاستيك والبوليمرات، التي تسهم في تطور العالم، تقوم أدنوك ببناء أكبر مجمع متكامل ومتطور للتكرير والبتروكيماويات في موقع واحد في العالم في مدينة الرويس، حيث ستنضم مجموعة من الشركاء، الذين يسهمون في تحقيق قيمة إضافية، إلى منظومة صناعية تحقق التكامل بين منشآت التكرير والبتروكيماويات والصناعات التحويلية والتصنيع ضمن مجمع صناعي حديث. من جهته، أكد المهندس سهيل المزروعي وزير الطاقة والصناعة أن «أوبك» ستظل المنظمة الرئيسية في صناعة النفط والغاز في العالم ومستمرون في العمل على تحقيق توازن واستقرار السوق، موضحاً عدم جدوى وجود حاجة إلى اجتماع غير عادي للمنظمة قبل شهر إبريل القادم. وقال المزروعي خلال حديثه في المنتدى الأطلسي العالمي للطاقة: «بدأت أوبك في هذا الشهر خفض الإنتاج وعملية تصحيح السوق ويتوقع أن تظهر أرقام يناير مزيداً من التصحيح». وأبدى المزروعي تفاؤله بتحقيق توازن في سوق النفط العالمي خلال العام الراهن، مشيراً إلى أن خفض الإنتاج بواقع 1.2 مليون برميل يوميا كاف في الوقت الحالي لإحداث التوازن. وقال: إن الإمارات تواصل جهودها التي بدأتها قبل ثلاث سنوات مضت بالتعاون مع المنتجين من أوبك والدول المنتجة غير الأعضاء في المنظمة لإعادة التوازن لسوق النفط. وأكد أن أوبك لا تستهدف سعراً محدداً بل تحقيق التوازن بين العرض والطلب والحفاظ على إمدادات كافية، مشدداً على أن زيادة الإنتاج أو تخفيضه مرتبط بمدى حاجة السوق لذلك، وذكر أن متوسط سعر برميل البترول في العام الماضي قد سجل 70 دولاراً وذلك عقب اتفاق دول أوبك والدول المنتجة غير الأعضاء على خفض الإنتاج. وأوضح أن مجموعة أدنوك أطلقت مشاريع بقيمة 109 مليارات دولار، إلى جانب أن دولاً عدة مجاورة قد أطلقت استثمارات في قطاع الطاقة، مشيرا إلى أن الإمارات تسعى إلى جذب استثمارات جديدة ليس في مجال النفط والغاز فقط بل يتعدى ذلك نحو مجال الطاقة المتجددة. وأفاد بأن الجهات المعنية على ثقة بأهمية دفع القطاع الخاص للاستثمار والعمل في قطاع الطاقة الأمر الذي يجعل هذا القطاع متكاملاً. وقال: نحن في الإمارات ندعم التسامح في العام 2019، وسينعكس هذا الأمر بشكل كبير على محيطنا، ولا بد من العلم أن الجيل الجديد من الشباب يضم ملايين العاطلين عن العمل الذين لا تتوفر فرص وظيفية لهم، وعلينا دعمهم وأن يروا المستقبل بشكل أفضل، وعلينا التفكير بطرق لحل المشاكل في العام الجاري. من جانبه، قال فريدريك كيمب، الرئيس والرئيس التنفيذي للمجلس الأطلسي: «من المهم أن نجتمع هنا في أبوظبي، التي تقع على مفترق طرق العديد من اتجاهات الطاقة الرئيسية، وتدفقات التجارة، والتقنيات، حيث إنه هناك عدد قليل من الأماكن التي يمكن أن تتباهى بمثل هذا الأساس المتوازن في مصادر الطاقة التي هيمنت على القرن العشرين ومصادر الطاقة الجديدة التي ستسيطر على القرن الواحد والعشرين. وأضاف كيمب: تسعى كل من الدول المنتجة للطاقة وشركات الطاقة إلى تنويع جهودها والانتقال إلى مصادر الطاقة المتجددة، وحتى إلى الطاقة النووية، ومن هنا يأتي التساؤل: ما هي الاستراتيجيات التي يمكن للبلدان الاستفادة منها لتحقيق أقصى قدر من الإيرادات وضمان الاستقرار على المدى القصير والمتوسط والطويل؟. جونز: تحجيم دور إيران في مجال الطاقة.. والعراق البديل قال الجنرال جيمس جونز مدير مركز المعلومات والاستراتيجية والأمن في المجلس الأطلسي أن الولايات المتحدة الأمريكية تدعم حلفاءها في منطقة الخليج العربي و تسعى إلى استقرار وأمن المنطقة مع تحجيم دور إيران في قطاع الطاقة، و ذكر أن أمريكا تعمل إلى تعزيز دور العراق في مجال الطاقة كبديل عن إيران. وأفاد أن الولايات المتحدة ملتزمة بتوفير إمدادات مستقرة للطاقة في أوروبا حتى يتسنى للدول الأوروبية الحفاظ على إنجازاتها. وكشف أن الولايات المتحدة الأمريكية تصدر الغاز إلى ما يزيد على 30 دولة في الوقت الراهن، وتواصل تعاونها في مجال الطاقة مع مختلف الدول حتى لو بلغت مرحلة الاكتفاء الذاتي من النفط.

مشاركة :