أنقرة - وكالات: يقول الكاتب التركي يوسف كابلان إن النظام العالمي الحالي يعرف أن استمرارية قوته مرتبطة بإيقاف تركيا وسياساتها في المنطقة، ويشير إلى تعاون السعودية والإمارات ومصر مع إسرائيل لإنشاء جبهة معادية لأنقرة. ويضيف كابلان في مقال نشرته صحيفة «يني شفق» التركية أنه لتحقيق هذا الغرض، يخطط النظام العالمي ضمن إستراتيجية محكمة من أجل حصار تركيا خارجياً وداخلياً، مشيراً إلى أن تركيا مضطرة لتلافي اقتراف أخطاء، نظراً لكثرة المتربصين بها. ويقول إن الحملات الساعية لمحاصرة تركيا وعزلها سياسياً في المنطقة ستتزايد خلال الأيام المُقبلة، وذلك في أعقاب نجاح أنقرة في عملية درع الفرات وغصن الزيتون، وبسبب مكاسبها السياسيّة بعد الحملات الناجحة التي قامت بها، الأمر الذي أغضب متزعمي النظام الدولي الذين قرروا بدء حصار تركيا من عدّة جوانب. ويوضّح الكاتب أن هذه الأطراف بدأت بمحاولة خلق أعداء لتركيا في العالم العربي، وذلك لكسر محبة تركيا المنتشرة بالفعل في الشارع العربي. ويضيف كابلان إن هذه الخطة ظهرت واضحة للعيان وسط الأنباء التي تفيد بانعقاد اجتماع سري في إحدى دول الخليج، يكشف للجميع الخطط الماكرة ضد تركيا، وذلك نظراً لعلاقاتها المتميزة الثنائية مع الغرب، والعالم العربي. ويقول إن الاجتماع الذي عقد بحضور مسؤولين من الاستخبارات السعودية والإماراتية والمصرية والإسرائيلية، دعا الإمارات إلى إعادة علاقاتها مع النظام السوري، ودعا الأخير للعودة إلى جامعة الدول العربية. ويتساءل الكاتب إزاء اتخاذ هذا القرار بعدما انتهت سوريا وتحوّلت إلى جحيم كبير، مبيناً أن رئيس الموساد الإسرائيلي شدّد على مسؤولي المخابرات العربية بقوله إن «الخطر الحقيقي يكمن في تركيا، لا في إيران». ويقول الكاتب إن واحدة من استراتيجيات الاستعمار في عالمنا الإسلامي هي منع تركيا من اتخاذ خطوات جدية في تشكيل المنطقة. ويشير إلى أن الغرب دعم ونفذ أكثر من انقلاب عسكري في تركيا، وأنه تمّت الإطاحة بالرئيس المصري محمد مرسي بانقلاب عسكري بعد عام واحد من توليه الحكم، ويقول الكاتب إن على تركيا أيضاً توضيح كيف أن «الدول العميلة - مثل السعودية والإمارات - تعمل على جرّ الدول العربية من المغرب وحتى السودان إلى حافة الجحيم». ويبيّن أنه من الضروري لتركيا أن تعمل على تحقيق هذا الأمر داخل العالم العربي بزيادة حلفائها العرب، وأن عليها أن تعمل في الدبلوماسية العامة من أجل هذا الأمر. ويختم الكاتب مقاله بأن المعركة التي تُخسر في الإعلام، تُعتبر معركة خاسرة حتى حققت الفوز في الميدان.
مشاركة :