هاجس الانقلاب يدفع البشير إلى نشر الجيش في الخرطومالخرطوم - عكس الانتشار الكثيف للجيش ومدرعاته في أنحاء العاصمة السودانية حجم الخوف الذي بات يسيطر على السلطات بسبب توسع دائرة الاحتجاج، وخروج مطالب المتظاهرين من البعد المطلبي المباشر إلى الدعوة إلى إسقاط النظام.يأتي هذا فيما يراهن الرئيس السوداني عمر البشير على وصول الدعم الخارجي الذي يستطيع من خلاله امتصاص الغضب الشعبي.ونجح المتظاهرون، بعد أن استمروا بالاحتجاج لأكثر من ثلاثة أسابيع بشكل سلمي، في تحقيق نصر معنوي على السلطات التي بات همها الآن إطلاق الوعود بتحسين الوضع الاجتماعي والسياسي، وعرض خطوات للإصلاح السياسي بشكل مرتجل مثل التعهّد بتشريك أوسع للشباب في الانتخابات.ولا يعني الاستنجاد بالجيش شيئا آخر غير إحساس الرئيس السوداني عمر البشير بأن الأمور قد تنفلت من بين يديه، وأن الوضع المتردي ربما يشجع بعض القيادات العسكرية المناوئة له على استثمار اللحظة في بلد لديه تقاليد في الانقلابات.وتواردت تسريبات عن أن قيادات عسكرية لم تخف للبشير معارضتها لإدارة الحكومة لهذه الأزمة، وخاصة مواجهة المحتجين بالقوة، وفرض زيادات في الأسعار وضرائب في وقت يعيش فيه السودانيون وضعا صعبا بسبب خيارات “الإصلاح الاقتصادي” غير المحسوبة.ويعتقد أن نشر المدرعات في الشوارع سيكون مقدمة لإعلان حالة الطوارئ للضغط من أجل تراجع الاحتجاجات خاصة بعد أن لحقت بها فئات مؤثرة مثل الأطباء والصيادلة والمهندسين والمحامين وأساتذة الجامعات والطلبة.وتسيطر على الرئيس السوداني هواجس الانقلاب واستلام الجيش للسلطة، وهو ما أشار إليه منذ أيام حين قال “الذين تآمروا على السودان وزرعوا (وسطنا) الخونة والعملاء.. يريدون للجيش أن يتسلم السلطة.. ما عندنا مانع، لأن الجيش لما يتحرك، ما بيتحرك دعما للعملاء، (وإنما) بيتحرك دعما للوطن”.
مشاركة :