اندلعت اشتباكات، صباح أمس (السبت)، في مدينة الحديدة اليمنية بين القوات الموالية للحكومة والميليشيات الحوثية، رغم الهدنة الهشة في المدينة الاستراتيجية، وفقاً لما أوردته وكالة الصحافة الفرنسية. وتردّدت في القسم الجنوبي من المدينة المطلة على البحر الأحمر في الساعات الأولى من صباح السبت أصوات طلقات مدفعية واشتباكات بالأسلحة الرشاشة. وفي وقت لاحق تراجعت حدة الاشتباكات التي أصبحت متقطعة، في الوقت الذي اتهمت فيه مصادر حكومية الحوثيين بالتصعيد في الخروقات أمس.وبينما تواصل ميليشيات الانقلاب خرقها لهدنة وقف النار في الحديدة، غرب اليمن، أفاد سكان محليون لـ«الشرق الأوسط»، بـ«سماع إطلاق نار في المناطق الجنوبية لمدينة الحديدة بمحيط جامعة الحديدة جراء اندلاع مواجهات متقطعة بين القوات المشتركة من الجيش الوطني وميلشيات الانقلاب»، مضيفين أن ذلك تزامن مع «استمرار قصف ميليشيات الحوثي مواقع الجيش الوطني ومنازل المواطنين في التحيتا وحيس، جنوب الحديدة، وأشدها على منازل المواطنين في حيس بسلاح الدوشكا وقذائف الهاون، ما أسفر عن سقوط بعضها على منازل المواطنين والتسبب بأضرار في المنازل وخلق الخوف والرعب بين صفوف السكان خصوصاً الأطفال والنساء».ويسري وقف إطلاق النار الهشّ في محافظة الحديدة وسط تبادل للاتّهامات بخرقه منذ دخوله حيز التنفيذ في 18 ديسمبر (كانون الأول).ويسيطر الانقلابيون على الجزء الأكبر من أرجاء المدينة، بينما توجد القوات الحكومية عند أطرافها الجنوبية والشرقية. كانت منسّقة الشؤون الإنسانية لدى الأمم المتحدة في اليمن ليز غراندي، قد زارت ميناء الحديدة، الجمعة، والتقت مسؤولين محليين هناك.وفي تعز، أكد مصدر عسكري مقتل قيادي بارز في صفوف ميليشيات الحوثي الانقلابية مع عدد من مرافقيه وإصابة آخرين، مساء الجمعة، بنيران عناصر الجيش من اللواء في جبهة الصلو – دمنة خدير، جنوب شرقي المحافظة، في الوقت الذي اندلعت فيه مواجهات، السبت، بين الجيش الوطني وميليشيات الانقلاب في سلسلة جبال يام بمديرية نهم، البوابة الشرقية للعاصمة صنعاء، وسقط قتلى وجرحى من الانقلابيين بنيران ومدفعية الجيش الوطني التي استهدفت مواقع تمركز الانقلابيين.كما أصيب ثلاثة أطفال هم: مطهر رشاد عبد العزيز (7 أعوام)، ومالك رشاد عبد العزيز (6 أعوام)، وبيان محمد عبده (6 أعوام)، اثنان منهم حالتهما حرجة، في قرية المراغة بصبر الموادم، جنوب شرقي تعز، جراء انفجار قذيفة مضادة للطيران «عيار 23» من مخلفات الميليشيات الانقلابية، والتي انفجرت في أثناء لعب الأطفال بها بعد عثورهم عليها في المنطقة.ونقل مركز إعلام «اللواء 35 مدرع» في تعز عن قائد جبهة الصلو – دمنة خدير العقيد أحمد القدسي، تأكيده أن «قوات اللواء 35 مدرع تمكنت في عملية نوعية من قتل أحد قيادات ميليشيات الحوثي في جبهة دمنة خدير ويدعى سمير الكميت و4 من مرافقيه، إضافة إلى إصابة 6 آخرين من عناصر الانقلاب، بينما لاذ آخرون بالفرار».وأوضح القدسي أن عناصر اللواء «استدرجت عدداً من عناصر ميليشيات الحوثي كانت تحاول التسلل إلى مواقع قوات الجيش الوطني في جبل حيران الاستراتيجي المحاذي لمديرية خدير قبل أن تباغتهم بهجوم عنيف».إلى ذلك، دعا قائد محور صعدة العميد عبيد الأثلة، منتسبي الجيش الوطني إلى «رفع مستوى الجاهزية القتالية، والاستعداد الكامل لاستكمال تحرير ما تبقى من محافظة صعدة ودحر الميليشيات الانقلابية منها»، كما دعا «المجتمع الدولي إلى عدم الانجرار وراء دعوات السلام التي تدّعيها الميليشيات وتستخدمها للمكر والخداع».جاء ذلك، خلال تدشينه العام التدريبي الجديد 2019، بحضور عدد من قادة الألوية والوحدات العسكرية والأمنية بالمحافظة، حيث شهد الاحتفال عرضاً عسكرياً مهيباً في البقع.وخلال حفل التدشين، شدد العميد الأثلة، تأكيده «أهمية الارتقاء بمستوى أداء منتسبي الجيش الوطني بمختلف الوحدات وفقاً للأسس والأهداف المرسومة لوزارة الدفاع ورئاسة هيئة الأركان العامة»، وفقاً لما أفاد به الموقع الرسمي للجيش الوطني الذي ذكر أن قائد محور صعدة ثمّن «الدور الفعال لقوات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، في إسناد قوات الجيش الوطني في مختلف الجبهات، والتي حققت جزءاً كبيراً من أهداف استعادة الشرعية من الميليشيات».وقال الأثلة إن «الدولة الشرعية تخوض اليوم معركتين مهمتين، معركة ضد ميليشيا الانقلاب الحوثية المدعومة إيرانياً، ومعركة أخرى في مجال التأهيل والتدريب لوحداتنا العسكرية والأمنية». وتحدث بأن «نهاية الميليشيات الحوثية قد اقتربت».
مشاركة :