قال محللون ماليون، "إن سوق الأسهم تسير في اتجاه أسبوعي صاعد مستفيدة من تحسن أسعار النفط خلال الأسبوع الماضي، وكذلك الأداء الجيد لقطاع المصارف الذي قاد السوق نحو تحقيق مكاسب جديدة، الأمر الذي شكل مصدر تفاؤل كبير بالنسبة إلى المستثمرين في السوق لبدء مرحلة جني الأرباح". وأوضحوا لـ "الاقتصادية" أن الأسهم السعودية يمكنها اختراق منطقة مقاومة مهمة هي 8500 نقطة خلال الأسبوع الحالي، إلا أن ذلك يحتاج إلى زخم كبير من ناحية تحسن مستويات السيولة وموجة جني الأرباح. وقال المستشار فهمي صبحه المختص الاقتصادي، "إن السوق أمام حزمة محفزات مشجعة للمستثمرين، أبرزها الموازنة العامة للمملكة والزيادة الملحوظة المتوقعة في الإنفاق الرأسمالي، علاوة على التصنيف الائتماني الإيجابي للمملكة، ومعدلات النمو الملحوظة لاحتياطيات في مؤسسة النقد، إضافة إلى التحسن الملحوظ والمتواصل لأسعار النفط العالمية، فضلا عن النتائج السنوية الإيجابية للشركات المدرجة". وأضاف أن "تلك الحوافز تدعم وتساند كثيرا من الفرص الكامنة في السوق في المدى القصير، إلا أنه على الرغم من ذلك من المتوقع بروز تأثيرات سلبية خارجية ذات علاقة بالأسواق العالمية والاقتصاديات الدولية ككل، التي بالتأكيد ستؤثر بشكل مباشر في أداء السوق السعودية والأسواق العربية على المدى المتوسط وخلال عام 2019". وأفاد بأن اقتصاد المملكة وبقية دول الخليج، على المدى المنظور، تعتبر مستفيدة من تعاظم إيراداتها النفطية على الرغم من توقعات سلبية لحدوث أزمة اقتصادية عالمية شبه مؤكدة نتيجة التطورات الجيوساسية العالمية برمتها، خاصة في ظل تذبذب العملات الأجنبية والأزمة الاقتصادية المتوقعة في دول الاتحاد الأوروبي. وأشار صبحه إلى أن الاستثمار والتداول في أسواق المال الخليجية والعالمية يجب أن يخضع لمعايير مهنية تحمي الأفراد وصغار المستثمرين، لذا فإن التعامل في السوق خلال هذه المرحلة يتطلب أخذ الحيطة والحذر واتخاذ القرار الصائب في الوقت المناسب، باعتبار أن السوق السعودية الآن تتطلب أداء أكثر احترافية ومهنية. بدوره أوضح أحمد الملحم محلل مالي، أن المكاسب التي حققتها السوق خلال الأسبوع الماضي جاءت بدعم من قطاع المصارف، ما مكن السوق أن تغلق عند مستوى 8200 نقطة، متوقعا اختراق منطقة 8500 نقطة خلال هذا الأسبوع ما لم تظهر عوامل داخلية وخارجية يمكن أن تؤثر في أداء السوق نحو تحقيق مزيد من الصعود الذي كان سمة واضحة خلال جلسات الأسابيع الماضية. ولفت إلى أن السوق رغم أنها سارت في الاتجاه الصاعد خلال الأسبوع الماضي، إلا أنها قد تواجه تحديات في الأسبوع الحالي، في حال لم تتفاعل بقية القطاعات مع الاتجاه الإيجابي الذي تشهده السوق حاليا. يذكر أن السوق اخترقت مناطق مقاومة مهمة للغاية أهمها منطقة 8062 نقطة، ويستهدف المؤشر حاليا مناطق مهمة هي منطقة 8500 نقطة تراجع منها عدة مرات. وتبدو توقعات بيوتات الخبرة العالمية التي صدرت حتى الآن إيجابية خاصة لأداء شركات في قطاعي المصارف والبتروكيماويات، وهي شركات قادت الأداء الإيجابي الصاعد للسوق خلال الأسبوع الماضي، موضحا أن ما عزز الاتجاه الصاعد للسوق استمرار ارتفاع أسعار النفط الأسبوع الماضي، ما شكل مصدر دعم للتفاؤل في السوق. وكانت الأسهم السعودية قد أنهت الأسبوع على ارتفاع بنحو 379 نقطة، بنسبة 4.8 في المائة، لتغلق عند 8210 نقاط، حيث أضافت نحو 85 مليار ريال إلى قيمتها السوقية لتصل إلى 1.95 تريليون ريال. وجاء الأداء الإيجابي بدعم من معظم القطاعات، خصوصا القيادية منها، ليتوافق ذلك مع توقعات التقرير"الاقتصادية"، الذي أشار إلى قدرة السوق على تخطي مستويات 8000 نقطة. وستواجه السوق الأسبوع المقبل مقاومة عند مستويات 8380 نقطة، حيث أظهرت الجلسات اليومية الأخيرة أن الارتفاع كان نتيجة عدد قليل من القطاعات المؤثرة في المؤشر، ما يشير إلى اتجاه كثير من القطاعات إلى جني الأرباح، الأمر الذي يشكل تحديا للسوق خلال الجلسات المقبلة. وبحسب التحليل الأسبوعي لوحدة التقارير في "الاقتصادية"، فإن تراكم الأرباح الرأسمالية قد يدفع بالمحافظ إلى البيع لجني الأرباح، خاصة بعد سلسلة الارتفاعات المتتالية التي دامت ست جلسات. وفي حال شهدت السوق تراجعا، فإن ذلك سيكون ثانويا، في ظل الأداء المتفوق للسوق على جميع متوسطاتها خاصة 200 يوم، الذي يظهر زيادة شهية المخاطرة.
مشاركة :