أكد سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في منطقة الظفرة، رئيس هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، أن دولة الإمارات العربية المتحدة بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله»، وتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله»، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، تعتبر من الدول المتقدمة في نشر ثقافة التسامح والتعايش السلمي وقبول الآخر، مشيراً سموه إلى أن النهضة الحقيقة للأمم تقاس بمدى وعيها والتزامها بهذه المبادئ. وقال سموه: «إذا نظرنا للواقع المعاش في دولة الإمارات نجد أنها تحتضن على أرضها أكثر من 200 جنسية من مختلف دول العالم، رغم ذلك تسود المودة بين الجميع، ويعيشون في بوتقة واحدة وبيئة أصيلة تفعل القيم النبيلة، ويزاولون نشاطهم في تناغم تام وتنصهر ثقافاتهم على أرض الإمارات حتى أصبحت الدولة المكان المفضل للعيش والعمل لتلك الشعوب حسب آخر الاستبيانات». جاء ذلك في كلمة لسمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان في مستهل الندوة التي استضافها البرلمان الأوروبي بمقره في العاصمة البلجيكية بروكسل تحت عنوان «من المساعدات الإنسانية للاستقرار: الإمارات والاتحاد الأوروبي معاً» ألقاها نيابة عن سموه فهد عبد الرحمن بن سلطان نائب الأمين العام للتنمية والتعاون الدولي في هيئة الهلال الأحمر الإماراتي. وأضاف سموه إن دولة الإمارات لم تقف عند هذا الحد بل نقلت ثقافة التسامح للخارج عبر مساعداتها الإنسانية والتنموية، «تقدم الدولة المعونات والدعم للمحتاجين والدول كافة، دون النظر لأي اعتبارات دينية أو عرقية أو طائفية، فالإنسان لديها هو الإنسان في مشارق الأرض ومغاربها، فمتى احتاج للدعم والمساندة كانت الإمارات ومنظماتها الإنسانية، وعلى رأسها هيئة الهلال الأحمر بجانبه تؤازره وتشد من عضده، ومن هنا جاء التقدير والاحترام للإمارات من الجميع دون استثناء». واستعرض سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، في كلمته الوضع الإنساني الراهن على الساحة الدولية، وقال سموه: «تجسد التحديات الماثلة في عدد من الأقاليم الواقع الأليم الذي يعيشه المتضررون، حيث تفاقمت شدة النزاعات واتسعت رقعة الجوع والفقر، وكثر عدد النازحين واللاجئين، وتفشت الأمراض والأوبئة التي وجدت في الدول الفقيرة مرتعاً خصباً لانتشارها، وهذا يتطلب منا جميعاً بذل المزيد من الجهود والعمل سوياً لتحسين مجالات الاستجابة الإنسانية خلال الأزمات والكوارث». وأكد سموه أهمية المساعدات الإنسانية والتنموية في مساعدة المتأثرين على تجاوز ظروف الكارثة أو الأزمة، واستعادة نشاطهم وحيويتهم من جديد، لذلك أولتها دولة الإمارات الاهتمام الذي تستحقه، والذي يتماشى مع قيمها ومبادئها التي لا تفرق بين متلقي المساعدات من ناحية العقيدة أو العرق أو الطائفة، وامتدت أياديها البيضاء لجميع المتأثرين دون استثناء، وهذا أكسبها ثقة واحترام المجتمع الدولي، وجعلها تتبوأ المرتبة الأولى عالمياً للعام الخامس على التوالي كأكبر جهة مانحة دوليا للمساعدات الإنمائية مقارنة بدخلها القومي، كما جاء في تقارير لجنة المساعدات الإنمائية «DAC» التابعة لمنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية «OECD». وأشار سموه إلى أن الإمارات احتلت هذه المرتبة المتقدمة بفضل جهودها الإغاثية والتنموية واستجابتها الإنسانية القوية لأوضاع المتأثرين من الأزمات الراهنة في المنطقة، إلى جانب دورها البارز في تحقيق الأهداف الإنمائية التي حددتها الأمم المتحدة. وقال سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، إن مكانة هيئة الهلال الأحمر الإماراتي على الساحة الدولية تجلت بصورة كبيرة وهي تمثل دولة الإمارات في ساحة العطاء الإنساني لنجدة وإغاثة النازحين واللاجئين ومد يد العون لضحايا الحروب والنزاعات المسلحة والمتضررين من الكوارث الطبيعية، وتواجدت الهيئة بصورة أكبر خلال السنوات الأخيرة في عدد من المناطق الساخنة والساحات المضطربة خاصة في العراق وفلسطين وسوريا والصومال واليمن وأفغانستان. ولفت سموه إلى أن الهيئة لم تغفل مجال حماية اللاجئين ورعايتهم، ولها في هذا الصدد مبادرات رائدة، حيث نفذت العديد من المهام الإنسانية لتخفيف وطأة اللجوء والنزوح عن كاهل ضحايا الحروب والنزاعات المسلحة والكوارث الطبيعية في العالم، من خلال إنشاء عدد من المخيمات وإدارتها في كل من كوسوفا وباكستان واليمن والعراق وليبيا والأردن واليونان، وكانت تجربة الهيئة في هذا المجال متميزة وفريدة حيث كانت مخيماتها من أفضل المخيمات في مجالات الإسكان والإعاشة والخدمات الأخرى المصاحبة كالصحة والتعليم والبنيات التحتية وخدمات المياه والكهرباء. وأكد سموه حرص هيئة الهلال الأحمر الإماراتي على تحسين مجالات الاستجابة الإنسانية تجاه الأزمات والكوارث حول العالم، مشيراً سموه إلى تعزيز قدراتها في هذا الصدد من خلال خطط الطوارئ المعدة بعناية وتدريب المتطوعين والعاملين لقيادة فرق الهيئة الإغاثية خلال الأزمات الطارئة في المناطق الساخنة، وتمكنت الهيئة من تلبية النداءات التي تصلها من جميع الأقاليم في آسيا وأفريقيا والشرق الأوسط وأوروبا والأميركيتين، وفي كل الأحداث الطارئة كانت الهيئة ومساعداتها الأسرع وصولاً للمتضررين والأكثر فعالية في تحسين أوضاعهم الإنسانية، وبذلك حققت الهيئة انتشاراً واسعاً، وتمكنت من التواجد في أكثر من 100 دولة حول العالم. وفي مجال إعادة الإعمار، قال سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، إن هيئة الهلال الأحمر الإماراتي تهتم بتنفيذ المشاريع التنموية التي تنهض بمستوى المجتمعات الأقل نمواً والمناطق التي تتعرض لكوارث وأزمات، وعادة ما تبدأ في تلك المشاريع بعد عمليات الإغاثة العاجلة والطارئة، باعتبار أن التنمية هي السبيل الأمثل لاستقرار تلك المجتمعات، مشيراً سموه إلى أن مشاريع الهيئة في هذا الصدد، تتضمن المجالات الحيوية التالية: إنشاء وتجهيز المستشفيات والعيادات الطبية وتوفير الأدوية والمستلزمات الصحية والمعدات الطبية وإنشاء المؤسسات التعليمية والمدارس وتجهيزها بالمستلزمات الدراسية والمعينات التعليمية وإقامة وإدارة مخيمات اللاجئين والنازحين وبناء الملاجئ ودور الأيتام والمسنين ومراكز المعاقين وإنشاء مشاريع البنية التحتية من كهرباء وتحسين شبكات الطرق والمياه في المناطق التي تشكو قلة مواردها الطبيعية. وفيما يخص تعزيز الشراكات في المجال الإنساني أكد سموه أن هيئة الهلال الأحمر الإماراتي أدركت مبكراً أهمية التعاون والتنسيق مع المنظمات العاملة في هذا المجال للتغلب على الصعوبات والتحديات في المجال الإنساني، ونسجت الهيئة شراكات قوية مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وصندوق الأمم المتحدة لرعاية الطفولة «اليونيسيف» ومنظمة الزراعة والأغذية العالمية، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، ووكالة الأمم المتحدة لتشغيل اللاجئين في الشرق الأدنى «الأونروا» ومنظمة الصحة العالمية، إضافة إلى جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر الوطنية ومكونات الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر الأخرى. وفي مجال المبادرات التنموية النوعية، قال سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان: «من أهم المبادرات التي أطلقتها هيئة الهلال الأحمر الإماراتي مؤخراً لتحقيق الاستدامة في العمل الإنساني، هي مبادرة زايد الإنسانية العالمية للطاقة المتجددة «حياة» لمواجهة تحديات التغير المناخي، والتخفيف من ظاهرة الاحتباس الحراري من خلال توفير الطاقة المتجددة والنظيفة لدعم مجالات التنمية البشرية في المجتمعات الفقيرة». وفي ختام كلمته، أعرب سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان عن أمله في أن تكون الندوة فاتحة لفعاليات إنسانية أخرى بالتعاون مع البرلمان الأوروبي، يستطيع من خلالها الجانبان تحقيق المزيد من الشراكة الإنسانية، ولفت الانتباه للعديد من القضايا الإنسانية التي تؤرق المجمعات البشرية في الأقاليم والساحات المختلفة، وإظهار أكبر قدر من التضامن مع ضحاياها من المدنيين. وجاء تنظيم الندوة في إطار الزيارة الرسمية التي قام بها وفد المجلس الوطني الاتحادي برئاسة معالي الدكتورة أمل عبدالله القبيسي رئيسة المجلس إلى البرلمان الأوروبي ببروكسل. كما نظمت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، بالتنسيق مع المجلس الوطني الاتحادي بمقر البرلمان الأوروبي معرضاً حول المساعدات الإنسانية والتنموية التي تقدمها دولة الإمارات للعديد من العالم، بهدف إطلاع الجانب الأوروبي على الجهود التي تبذلها الدولة، وحرصها على تعزيز الأمن والاستقرار لمختلف الدول والشعوب من خلال تقديم المساعدات الإنسانية والإغاثية والإنمائية.
مشاركة :