كشف فريق علماء من عدة مراكز علمية أمريكية المخاطر الناتجة عن استخدام خيط تنظيف الأسنان، وعدد من الأدوات الأخرى المستخدمة في النظافة الشخصية. واكتشف الفريق العلمي أن الخيط المستخدم في تنظيف الأسنان يمكن أن يتسبب في دخول مواد كيميائية سامة إلى الجسم، كمركبات “polyfluoroalkyl”، أو “PFAS” التي تضم مجموعة مختلفة من المواد المقاومة لتأثير الحرارة والماء والزيوت. ويشير الباحثون إلى أن “PFAS” تستخدم في عدد من المواد الاستهلاكية بما فيها العلب المستخدمة للوجبات السريعة وكذلك أواني التيفال والمواد المستخدمة في جعل الملابس مضادة للماء، وكذلك أغلفة الموبيليا وغيرها. ويمكن لهذه المواد أن تدخل الجسم مع الطعام والمشروبات أو الهواء. كما يؤكد الفريق العلمي على أن المصنعين يستخدمون غالبا سلفونات الأوكتين المشبعة بالفلور. وتتراكم هذه المواد في الدم والأعضاء الداخلية للجسم، ما يؤدي إلى مشكلات صحية عديدة مثل تأخر البلوغ وارتفاع مستوى الكوليسترول في الدم وانخفاض المناعة وأمراض الغدة الدرقية وسرطان الكلى والخصيتين والولادة المبكرة. وحلل العلماء عينات دم أخذت من 178 امرأة متوسطة العمر، وقارنوا النتائج مع نتائج الاستطلاع الذي ذكرت فيه النساء عاداتهن. واعتمد الباحثون تسعة من “عوامل السلوك الخطرة” التي يمكن أن تسبب ارتفاع مستوى المواد الكيميائية السامة في الدم. وبينت نتائج المقارنة أن النساء اللواتي استخدمن خيط تنظيف الأسنان كان مستوى بعض مركبات مجموعة “PFAS” مثل “perfluorohexanesulfonic” وحامض “perfluorooctanoic” أعلى بكثير مقارنة بالنساء اللواتي لم يستخدمن الخيط. ويشير الباحثون إلى أن ارتفاع مستوى هذه المواد الكيميائية السامة قد يكون ناتجا عن تناول مياه ملوثة أو مواد غذائية في علب كارتونية، طليت بمواد مقاومة للدهون، أو عن طريق الهواء عند تنظيف السجاد والموبيليا التي عولجت بمواد “مقاومة للأوساخ”. واستنادا إلى هذه النتائج، ينصح العلماء الناس بأن يكونوا أكثر حذرا عند اختيار المواد الغذائية أو الأدوات المنزلية، وأن على المصنعين أخذ سلامة وصحة المستهلك بالاعتبار، والإعلان عن وجود مواد كيميائية سامة في منتجاتهم عند وجودها. ونشر الفريق العلمي مقالا علميا عن هذه الدراسة والنتائج التي توصلوا إليها في مجلة Journal of Exposure Science & Environmental Epidemiology.
مشاركة :