سلطانة محمد الباحوث دائماً اهتمامنا وعمق نظرتنا وعطفنا وكرمنا يذهب إلى الجوار البعيد بينما نتجاهل من هو أحق به وقريب منا، أبو مازن مواطن سعودي من الطبقة الكادحة خُلق للاضطهاد من كل الجهات التعليمية والوظيفية والسكنية والغذائية والصحية وضرائب جهاز ساهر التي لا ترحم (والتي زادت الطين بلة). في خضم سطوة أنظمة المؤسسات العامة والخاصة وعمق شقائه وتعاسته وهو يحاول جاهداً أن يصلح من أحواله ولكن دون جدوى، هو يلهث وراء سراب شارف على الخمسين وحتى الآن لم يوفر لأبنائه شرف العيش بكرامة من خلال تأمين منزل يحميهم من غدر الزمان، راتبه لا يتجاوز 4 آلاف بينما تجاوز عدد أفراد أسرته العشرة، يقطن في بيت شعبي بأحد أحياء الرياض الشعبية يقدر إيجاره بـ18 ألف ريال سنوياً ولا يزال حتى اليوم يدور في حانات السماسرة الجشعين للبحث عن مسكن بمبلغ أقل ومناسب لدخله. مطلوب من هذا المسكين توفير مصروفات ومستلزمات دراسية طوال العام، وكسوتي صيف وشتاء وأعياد، ومصروف مدرسي ومصروف يومي وفواتير كهرباء وهاتف وجوال ومدخر للبنزين في حال ما لم تتعطل سيارته المنتهية الصلاحية وقضى نهاية الشهر في ركوب سيارة أجرة. وفي ظل انعدام الاهتمام بأرواح المواطنين ومعاناتهم الصحية في المستشفيات الحكومية وحجز المواعيد البعيدة يضطر حينما يمرض أحد أفراد أسرته إلى أن يذهب به إلى مستشفى خاص حتى لو اقترض المائة والمائتين لعلاجه، حلم حينما قُبل ابنه الذي لم يُتم دراسته النظامية على وظيفة كاشير في أحد المحلات بأن يستخرج ولو شيئاً يسيراً يساعده على متطلبات الحياة الصعبة، ولكن مع الأسف راتب هذا الابن يذهب لإصلاح أعطال سيارته المتهالكة ولا يستفيد منه شيئاً، ما زال حتى هذه اللحظة يحب وطنه وفخوراً كونه سعودياً، ودائماً ما يردد (ارفع راسك أنت سعودي)، بينما الجهات المسؤولة في وطنه لا تعلم عنه شيئاً، ففي المؤسسات والجمعيات الخيرية المساعدات مخصصة فقط للأرامل والمطلقات والأيتام وذوي الإعاقة، النظام هناك لا يسمح بمساعدته إلا في حال كان مشلولاً أو لديه عاهة تمنعه من مزاولة العمل، إلى آخرها من جملة الشروط الديكتاتورية. مثل هذا أين يذهب؟ هل يذهب إلى الدول المنكوبة اقتصادياً كي تصل إليه مساعدات ورزق وفير، أم ينتحر هو وأفراد أسرته!! هناك كثيرون ممن هم مثل أبو مازن وأشد فقراً وحاجة لكن من يدري عنهم! أما من نظرة إنسانية لتعديل نظام المساعدات في بلادي؟ أما من تعداد سكاني ليس للتباهي بأعداد الأفراد الهائلة إنما لمساعدتهم مادياً والوقوف على ظروفهم المعيشية الصعبة؟ أما حان النظر بأمانة في أحوال المواطنين المظلومين ذوي الطبقة الكادحة ورواتبهم غير القابلة للزيادة وحصرها ما بين الـ 4 آلاف والـ 5 آلاف قيمة فستان تبتاعه إحدى نساء الطبقة المخملية وترميه في سلة النفايات.
مشاركة :