الحوثيون إلى مزيدٍ من العزلة

  • 2/9/2015
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

يواجه المسلحون الحوثيون مقاومة شديدة من باقي المكونات السياسية والقبلية في اليمن من إعلانهم منفردين الجمعة الماضية عن «دستورٍ من جانب واحد» رفضته الغالبية الساحقة من مكونات المجتمع علاوةً على المجتمع الدولي؛ ما يؤشِّر على أن المتمردين متجهون نحو مزيدٍ من العزلة. وقد تقود هذه العزلة المتزايدة اليمن إلى موجة عنفٍ جديدة، بحسب رئيس مركز «أبعاد» اليمني للدراسات الاستراتيجية عبدالسلام محمد، الذي لفت إلى استحالة انفراد جماعة الحوثي بالسلطة في بلدٍ متنوع سياسياً وحزبياً. في هذه الأثناء، ساد التوتر أمس جنوب وجنوب شرق البلاد بعد إعلان السلطات المحلية «عدم الاعتراف» بالسلطة التي يفرضها الحوثيون ورفض «إعلان الجمعة» الذي حلَّ البرلمان وعلقَّ عملياً حكم الدستور. وبحسب بيان لهذه السلطات، فإن قوات الأمن والجيش في محافظات عدن وأبين ولحج وشبوة والضالع وحضرموت ترفض الإعلان الذي فرضه الحوثيون. وفي مأرب الغنية بالنفط في وسط البلاد (شرق صنعاء)، أعلن نائب المحافظ، عبدالواحد نمران، أن شيوخ القبائل السنية تعارض بقوة «إعلان الحوثيين» وأنهم «يتشاورون حول سبل مواجهة أي تطورات». قوات الأمن والجيش في عدن وأبين ولحج وشبوة والضالع وحضرموت ترفض الإعلان الدستوري الحوثيون يواجهون مزيداً من العزلة.. وقبائل مأرب تستعد للمواجهة صنعاء أ ف ب يواجه المسلحون الحوثيون مقاومة شديدة من باقي المكونات السياسية والقبلية لليمن في سعيهم لتطبيق تدابير إعادة ترتيب السلطة، التي يحاولون فرضها في هذا البلد الأساسي في استراتيجية واشنطن لمكافحة الإرهاب. ويسود الغموض المشهد السياسي بعد إعلان معظم الأحزاب السياسية اليمنية، بما في ذلك حزب الرئيس السابق علي عبدالله صالح، الذي اعتبر حليفا للحوثيين في الفترة السابقة، رفض التدابير الأحادية «الثورية» التي أعلنها الحوثيون. وساد التوتر أمس خصوصا في جنوب وجنوب شرق البلاد، حيث أكدت السلطات المحلية «عدم الاعتراف» بالسلطة التي يفرضها الحوثيون و»رفض الإعلان الدستوري» الذي حلوا بموجبه البرلمان وعلقوا عمليا حكم الدستور. وبحسب بيان لهذه السلطات، فإن قوات الأمن والجيش في محافظات عدن وأبين ولحج وشبوة والضالع وحضرموت ترفض الإعلان الدستوري الذي فرضه الحوثيون. ويشهد الجنوب تكثيفا للحراك المطالب بالانفصال، خصوصا بعد سيطرة الحوثيين على زمام الأمور في صنعاء. ويطالب قسم كبير من الحراك الجنوبي بالانفصال عن الشمال والعودة إلى دولة الجنوب التي كانت مستقلة حتى العام 1990. وفي مأرب الغنية بالنفط في وسط البلاد (شرق صنعاء)، أعلن نائب المحافظ عبدالواحد نمران أن شيوخ القبائل السنية تعارض بقوة الإعلان الدستوري و»يتشارون حول سبل مواجهة أي تطورات». وأكدت مصادر محلية في مأرب أن القبائل المسلحة بقوة تستعد لمواجهة أي محاولة للحوثيين للتمدد نحو منطقتهم الغنية بالنفط. وأكد مجلس شباب الثورة السلمية، وهو التجمع الشبابي الذي قاد الانتفاضة ضد نظام الرئيس علي عبدالله صالح في 2011، أنه يدعو «كل اليمنيين ودول الخليج والعالم أجمع إلى عدم الاعتراف بهذا الانقلاب وإدانته، وعودة الشرعية ومؤسسات الدولة الانتقالية المدنية والعسكرية والأمنية للعمل، لإنجاز ما تبقى من المرحلة الانتقالية للوصول إلى الاستفتاء على الدستور وصولا للانتخابات العامة». ويبدو اليمن أمام مخاطر متزايدة لاندلاع العنف، خصوصا مع ازدياد عزلة الحوثيين داخليا. وقال عبدالسلام محمد رئيس مركز «أبعاد» للدراسات الاستراتيجية أن «الحوثي لا يستطيع أن يحكم اليمن بمفرده». وأضاف «طبيعة اليمن متعددة سياسيا وحزبيا وأي فرد أو جماعة تريد الانفراد بالسلطة لا تستطيع إلا إذا كان لديها نسيج اجتماعي وقبلي متعدد موال لها». وبحسب المحلل، فإن الحوثيين يواجهون معارضة شديدة في عدد من المحافظات اليمنية مثل المحافظات الوسطى وجميع المحافظات الجنوبية وحتى في المحافظات الشمالية، التي يشكل الزيديون الشيعة نسبة كبيرة من سكانها. من جهته قال المحلل اليمني علي البكالي إن «الحوثي (قائد الحوثيين عبدالملك الحوثي) ليس قادرا على حكم اليمن، فهو الآن يسيطر على 3 محافظات فقط هي صنعاء وعمران وصعدة». وأضاف «إذا حاول من خلال إعلانه الدستوري، فإنه سيبدأ ربما حربا أهلية في كل محافظة». واعتبر أن واشنطن قادرة على «أن تضغط على الحوثي للعودة إلى الحوار». وأعلن الحوثيون السبت تشكيل لجنة أمنية عليا لإدارة شؤون البلاد حتى تشكيل المجلس الرئاسي، تضم وزراء سابقين لضمان سيطرتهم على البلاد.

مشاركة :