ونس 11 يناير 2019 (شينخوا) عثر خبراء صينيون، في محافظة بن عروس بالضاحية الجنوبية لتونس العاصمة، على موقع أثري يعود وفق المعاينات الأولية إلى الحقبة الرومانية. وجاء هذا الإكتشاف الذي تم بالصدفة، داخل موقع أشغال تحضيرية لبناء المجمع الثقافي والشبابي في بن عروس الذي تُموله الصين، حيث عثر الخبراء الصينيون على حجارة أثرية تحمل رموز وكتابات تعود إلى الفترة الرومانية. وأكدت وزيرة الشباب والرياضة التونسية سنية بالشيخ، هذا الإكتشاف في حديث لوكالة أنباء ((شينخوا))، وصفت فيه الموقع الذي تم فيه هذا الإكتشاف يوم الأربعاء الماضي، بأنه “كنز فني وثقافي وتراثي”. وقالت الوزيرة التونسية إن هذا الكنز “كان تحت أقدام الخبراء الصينيين الذين كانوا يستعدون لتهيئة الأرضية لبدء الإنطلاق في إنجاز مشروع رياضي وثقافي كبير في مدينة بن عروس”. وأوضحت أن إعطاء إشارة البدء في إنجاز هذا المشروع الكبير، كان مُقررا أن يتم اليوم (الجمعة)، لكن “أصدقاءنا الصينيين ، أبلغونا بوجود هذا الكنز تحت الأرض المُخصصة لبناء المركب الثقافي والشبابي ببن عروس”. وأضافت أنه “على الفور، قام الموظفون الفنيون التونسيون الذين يمثلون وزارتي الشباب والرياضة، والثقافة، الموجودين في الموقع لمساعدة الخبراء الصينيين، بإحالة المعلومات إلى السلطات المختصة”. واعتبرت أنه على ضوء هذه التطورات، تم تأجيل وضع الحجر الأساس لهذا المشروع، بإنتظار إكتشاف طبيعة هذا الموقع الأثري، منوهة في هذا السياق بجهود الخبراء الصينيين في الكشف عن هذا “الكنز التراثي الوطني والدولي أيضا”. والأربعاء الماضي، أعلن كمال الوحيشي الأمين العام لبلدية بن عروس، أن بلديته تلقت إشعارا من قبل المعهد الوطني للتراث بوجود دلائل حول إمكانية وجود موقع أثري في جزء من المساحة المُخصصة لانجاز مشروع بناء المركب الثقافي والرياضي، وذلك بعد اكتشاف حجارة أثرية تعود إلى الفترة الرومانية. وأشار إلى أن المعهد الوطني للتراث طلب من البلدية إعلام الشركة المكلفة ببناء المركب بوقف أعمالها إلى حين إرسال فريق من المختصين للقيام بأعمال التدقيق والفحص بالمكان المذكور وتمكين المعهد من الخرائط الهندسية المتعلقة بالمشروع. وتابع قائلا “تم عقد جلسة بوزارة الثقافة مساء أمس الخميس ضمت ممثلين عن كافة الأطراف المعنية بالمشروع لتدارس الإجراءات التي يجب اتخاذها على ضوء هذه المعطيات،حيث تم إقرار وقف الأعمال بهذا الجزء من المشروع، وتمكين فريق الخبراء من المعهد الوطني للتراث من القيام بالحفريات اللازمة لتحديد طبيعة الاثار وحدود الموقع، ومن بعدها اتخاذ القرارات اللازمة على ضوء نتائج الحفريات وأعمال التقصي”. يشار إلى أن مشروع المركب الثقافي والرياضي في بن عروس الذي يُوصف بالضخم، تقدر تكلفته بحوالي 93 مليون دينار (32.06 مليون دولار)، وهو مُمول بالكامل من الصين. وتُقدر مساحة هذا المشروع في مختلف مرافقه بأكثر من 5 هكتارات، سيتم تخصيص 3 هكتارات منها للبناءات في شكل مساحة مغطاة تتكون من مسبح ومرافق تابعة له، ومبنى للإدارة وقاعات متعددة الوظائف، ومكتبة، وقاعة عروض تتسع لأكثر من 500 مقعد، إلى جانب قاعات رياضية داخلية ومنطقة تمارين وترفيه (بولينغ). كما تشتمل المساحة المغطاة على قاعة انتظار وفضاء ألعاب للأطفال وحجرات ملابس تابعة للملاعب الخارجية ووحدة سكنية للإيواء تحتوي على 50 غرفة مزدوجة تتسع لـ100 سرير فضلا عن مطبخ ومطعم . ويضم هذا المشروع أيضا، ملعبين لكرة القدم المصغرة، وملعبا لكرة اليد، وآخر للكرة الطائرة، فضلا عن ملعب خامس لكرة السلة إلى جانب ملعبين للتنس وفضاء للتزلج. وكانت الأعمال التحضيرية الخاصة بهذا المشروع، قد إنطلقت في بداية شهر نوفمبر الماضي، من خلال تهيئة الأرضية التي سيُقام عليها المشروع الذي كان مُقررا أن تتواصل أعماله على مدى ثلاث سنوات، ليكون هذا المركب الثقافي والرياضي جاهزا في العام 2020. وإعتبرت وزيرة الشباب والرياضة التونسية في حديثها لوكالة أنباء ((شينخوا))، أن هذا المشروع، الذي يُعد واحدا من المشاريع الضخمة التي تُمولها الصين في تونس، “يحظى بموقع استراتيجي ، وستستفيد منه كافة مناطق وأحياء الضاحية الجنوبية لتونس العاصمة”. وأكدت في المقابل، أنه “بناء على تعليمات رئيس الحكومة يوسف الشاهد، قدمنا لأصدقائنا الصينيين كل الظروف المواتية لإكمال أعمالهم الإنشائية لهذا المشروع”. وتابعت قائلة، إن الصينيين “استجابوا دوما، وبشكل إيجابي لتطلعات الشعوب، وخاصة في تونس”، لافتة في هذا السياق إلى أن “الصين، وفي إطار تعاونها الثنائي، تولي إهتماما خاصا لمطالب الشعوب وتطلعاتها، وأن مشاريعها دائما تتلاءم وبشكل أفضل مع تلك التطلعات والاحتياجات”. وختمت حديثها لـ((شينخوا)) بالقول إن “التعاون بين تونس والصين تطور بالتأكيد بشكل كبير، وبعيدا عن كونها مجرد شريك في تحقيق مشاريع البنية التحتية، أو في مجالات أخرى، فإن الصين تحرص دائما على ضمان متابعة وتوسيع مشاريعها وفقا لتطلعات الشباب التونسي”
مشاركة :