كشفت مصادر سياسية ودبلوماسية مصرية، عن توجه مصر لترسيخ عودتها، وتفعيل دورها داخل القارة الأفريقية، مع تولي مقعد القيادة رئيساً للاتحاد الأفريقي في النصف الثاني من الشهر الجاري، يناير/كانون الثاني، وأن تسهم «دبلوماسية القمة» في تسجيل نقطة فارقة في تاريخ العلاقات المصرية ـ الأفريقية.. وقال السفير محمد جلال، عضو المجلس المصري للشئون الخارجية، لـ«الغد»، هناك رؤية جديدة لمصر تجاه أفريقيا، بالحضور السياسي المصري ليشمل مختلف المشاركات والمنتديات الاستراتيجية الإقليمية والدولية مع قارة أفريقيا، في إطار مساعي القاهرة لترسيخ حضورها وتأثيرها داخل القارة.تراجع الاهتمام المصري بأفريقيا بعد رحيل عبد الناصر وأضاف السفير جلال لـ«الغد»، لقد شهدت القارة الأفريقية غيابا مصريا أكثر من أربعة عقود، وتراجع الاهتمام المصري بالقارة بعد رحيل الزعيم جمال عبد الناصر، مما فتح أبواب أفريقيا أمام تدخل قوى وأطرف إقليمية، وأشعلت بدورها أزمات بين مصر ودول القارة، وقد ترسخ الغياب المصري عن أفريقيا مع حكم الرئيس الأسبق حسني مبارك، وخاصة بعد محاولة اغتياله الفاشلة في أديس أبابا، خلال مشاركته في القمة الأفريقية بالعاصمة الإثيوبية عام 1995، وتسبب الحادث في إحجام مبارك، ومن حوله، عن حضور أي فعاليات بالقارة، الأمر الذي تراجع معه الاهتمام المصري بأفريقيا بشكل عام.رؤية مصر الجديدة نحو أفريقيا وبدأت عودة مصر للقارة في بدايات العام 2014 ومع الاهتمام الذي توليه السياسة الخارجية المصرية للقارة السمراء، الذي تجسد بشكل رئيسي في الحضور القوي للرئيس عبد الفتاح السيسي، معظم القمم الأفريقية، منذ توليه رئاسة مصر، فضلاً عن تكثيف القاهرة للفعاليات المرتبطة بأفريقيا، وآخرها «منتدى الاستثمار ـ أفريقيا 2018» في شرم الشيخ، بمشاركة 10 زعماء أفارقة، ونحو 3 آلاف شخص من رواد الأعمال الأفارقة، وهنا تتضح رؤية مصر الجديدة نحو أفريقيا، والتي عبّر عنها الرئيس السيسي، بأن بلاده «عادت للوجود المؤثر والفعال على الساحة الأفريقية، عادت بقوة بهدف التعاون والتعمير والبناء لصالح الأشقاء الأفارقة انطلاقاً من الثوابت الرئيسية لسياسة مصر تجاه الدول الأفريقية»، معلناً عن حزمة إجراءات تضمن وجوداً فعالاً لمصر بين أبناء القارة، بما في ذلك إنشاء «صندوق ضمان مخاطر الاستثمار في أفريقيا»، لتشجيع المستثمرين المصريين لتوجيه استثماراتهم، والتفاوض مع مؤسسات دولية لدعم البنية الأساسية في أفريقيا، ومن ضمن ذلك الإسراع في الانتهاء من طريق يربط الإسكندرية بجنوب أفريقيا «جوهانسبرغ»، مرورا بالدول الأفريقية. عودة «دبلوماسية القمة» وتشير زيارات الرئيس السيسي الخارجية منذ عام 2014، إلى الأولوية التي تحتلها علاقات مصر مع دول أفريقيا في السياسة الخارجية، إذ قام بزيارة 21 دولة أفريقية من إجمالي 69 زيارة خارجية قام بها، بما يمثّل أكثر من 30 في المائة. كما عقد السيسي 112 اجتماعاً مع قادة ومسؤولين أفارقة زاروا مصر خلال السنوات الثلاث الماضية من إجمالي 543 اجتماعاً، وفقاً لتقرير أصدرته «الهيئة العامة للاستعلامات» ـ وهي مؤسسة رسمية تتبع الرئاسة المصرية ـ وتحوّلت مصر في السنوات الأخيرة إلى ملتقى لكثير من المؤتمرات المتعلقة بالأوضاع الأفريقية، آخرها منتدى «أفريقيا 2018»، في دورته الثالثة، وسبقه في شهر أغسطس/ آبالماضي في شرم الشيخ أيضاً اجتماع مجلس محافظي رؤساء البنوك المركزية الأفريقية (52 دولة أفريقية) في دورته الـ41. وفي شهر سبتمبر/ أيلول الماضي عقد المؤتمر الإقليمي للنواب العموميين في أفريقيا، بمشاركة عدد من الدول الأوروبية.وأوضح السفير محمد حجازي، مساعد وزير الخارجية للشؤون الأفريقية الأسبق، أن الاهتمام بأفريقيا أخذ شكلاً متزايداً في السنوات الأخيرة، بدأ بعودة (دبلوماسية القمة) لممارسة دورها على الساحة الأفريقية، في ظل إدراك سياسي لأهمية أفريقيا لمصر، ووعي للتكالب الدولي الخارجي الحاصل على القارة ومواردها باعتبارها بيئة واعدة للاستثمار. 10،2 مليار دولار استثمارات مصرية في أفريقيا يذكر أن حجم الاستثمارات المصرية في أفريقيا بلغ ف نحو 7.9 مليار دولار أميركي في العام 2017 موزعة على 62 مشروعاً، وارتفع لنحو 10.2 مليار دولار عام 2018. وتشمل هذه الاستثمارات قطاعات البناء والتشييد والمواد الكيميائية والتعدين والمستحضرات الطبية والدوائية والاتصالات والمكوّنات الإلكترونية والخدمات المالية، في حين يبلغ حجم الاستثمارات الأفريقية في مصر 2.8 مليار دولار. إنفوجرافيك
مشاركة :