أحالت النيابة العامة، برئاسة المستشار شريف توفيق المحامي العام الأول لنيابات جنوب الجيزة، 5 متهمين في واقعة السطو المسلح علي سيارة شركة أدوية الهرم والاستيلاء علي 2 مليون جنيه، إلي محكمة الجنايات.وأدلى المتهمون بتنفيذ الجريمة باعترافات كاملة بتحقيقات نيابة الهرم حول جريمتهم وكيفية التخطيط لها.وقال المتهمون في التحقيقات التي باشرها أحمد جمال وكيل أول نيابة الهرم بإشراف المستشار محمد صلاح رئيس النيابة أنهم بدأوا التخطيط للجريمة قبل 3 أيام من تحديد موعد التنفيذ بناء علي تعليمات المتهم الرئيسي "عصام. ع" مسئول الإشراف علي السيارات بفرع الشركة والعقل المدبر للجريمة خاصة بعد محاولتهم تنفيذ الجريمة من قبل ونظرا لقلة المبلغ قرروا التأجيل لحين حمل السيارة المتجهة إلي البنك مبلغا اكبر.وقال المتهمون إن المتهم الرئيسي أخبر "ياسر" الشهير ب "بلاوي" بفكرته حول سرقة سيارة الشركة لاحتوائها علي مبالغ مالية ضخمة تصل لملايين الجنيهات فرحب الأخير بالفكرة متوليا مسئولية التنفيذ وتوفير العناصر المعاونة له من معارفه وأصدقائه فتم تكوين العصابة من موظف الشركة وشقيقه ومسجل خطر و5 آخرين، وقام المسجل بتوفير السلاح الآلي والتوك توك والأقنعة التي يستخدمونها في التنفيذ.وأضاف المتهمون أنهم اجتمعوا عدة مرات بمنزل موظف الشركة بمنطقة بولاق الدكرور ومقهي لوضع الخطة، خاصة أنهم قاموا بالتخطيط قبل الجريمة بـ 10 أيام للسرقة إلا أن الموظف أخبرهم بحمل السيارة مبلغ مليون جنيه فقط ما دفعهم لإرجاء التنفيذ مرة أخري يكون بها مبلغ أكبر، ثم قاموا في أوائل شهر أكتوبر الجاري بإعادة وضع الخطة مرة أخرى عندما علموا بخروج السيارة تحمل 2 مليون جنيه فاتصل "ياسر بلاوي" بأعوانه ووضعوا دور كل منهم حيث يتولي أحدهم قيادة التوك توك و3 آخرين يسطون علي السيارة مرتدين الأقنعة حاملين 3 بنادق آلية فيما يتولي الخامس دور "نادورجي" يتوقف علي أول الشارع مسرح الجريمة لمراقبة الطريق فيما بقي الموظف بالشركة لإبعاد الشبهات عنه وإثبات تواجده بالعمل يومها وأيضا الاتصال بالمتهمين فور خروج السيارة محملة بالأموال لتتبعها.واستطرد المتهمون أن عصام بالفعل اتصل بهم هاتفيا فور خروج السيارة بعد أن كان حدد لهم خط سيرها والشارع الضيق الذي تدخل إليه وصولا إلى مطلع الطريق الدائري واتفقوا علي محاصرتها في ذلك الشارع لقلة المارة به، وضيق مساحته حتي تمكنوا من التنفيذ واستولوا علي حقيبة الأموال وفروا هاربين متوجهين إلى منزل الموظف، منتظرين عودته من الشركة ثم قاموا بتقسيم المسروقات وعاد كل منهم إلى منزله، وفور علم بعضهم بإلقاء القبض علي المخطط وآخرين فر 3 منهم هاربين وتمكنت قوات الأمن من إلقاء القبض علي 5 وبحوزتهم مبلغ يقارب علي مليون جنيه، وتبين إنفاقهم مبالغ مالية وباقي المسروقات مع الهاربين.وكشفت تحقيقات النيابة بإشراف محمد سراج مدير نيابة الهرم أن المتهم الرئيسي تم كشف خطته من خلال مناقشة أجهزة الأمن له وارتباكه وتضارب أقواله في بعض الأحيان علاوة علي حرصه الدائم علي متابعة التحقيقات وسؤال مدير الفرع حول نتائجها، وما إذا كان تم التوصل للجاني كما تم فحص هاتفه المحمول ومكالماته الواردة والصادرة وتبين وجود عدة محادثات بينه وبين شخص يدعي ياسر بلاوي الذي تبين أنه سبق اتهامه في عدة قضايا فتم الاشتباه به وإعادة مناقشته حتي اعترف بالجريمة وهوية باقي المتهمين.ووجهت النيابة للمتهمين اتهامات السرقة بالإكراه وحيازة أسلحة نارية وذخائر وأمرت بحبسهم 4 أيام علي ذمة التحقيقات جددها قاضي المعارضات 15 يوما.وأجري فريق البحث تحت إشراف مباشر من اللواء دكتور مصطفي شحاتة مساعد وزير الداخلية لأمن الجيزة عملية موسعة من الفحص والتحري وجمع المعلومات انتهت بحل اللغز وضبط الجناة.ترأس العميد اسامة عبد الفتاح رئيس مباحث قطاع غرب الجيزة عمليات مناقشة محصل الشركة والسائق اللذان قاما بالإبلاغ عن الجريمة وفحص جميع الاشتباهات من العمالة السابقة والحالية بالشركة وذلك تحت متابعة اللواء رضا العمدة مدير الإدارة العامة للمباحث الذي توجه إلى قسم شرطة الهرم للإشراف علي التحريات وعملية البحث شخصيا.وفحص فريق البحث بقيادة اللواء محمد الألفي نائب مدير الإدارة العامة للمباحث طوال الأيام الماضية ومنذ وقوع الجريمة قرابة 150 شخصا من العمالة الحالية بالشركة بالإضافة إلي عدد من العمال والموظفين التي تم فصلهم من الشركة في الأشهر الأخيرة والذين رددوا أن فصلهم جاء تعسفيا لبيان مدي تورط أي منهم في الجريمة أو تحريضه آخرين علي ارتكابها.وأفادت مصادر أمنية مطلعة علي سير خطة البحث أن الطريقة التي تم تنفيذ الجريمة بها بتتبع الجناة سيارة الشركة منذ خروجها من المقر وصولا إلي أحد الشوارع الضيقة لمحاصرتها يوحي بمعرفة الجاني خط سير السيارة المؤدي إلى مطلع الطريق الدائري بالمريوطية، أيضا انتظار الجناة لموعد خروج السيارة رجح بشكل كبير معرفتهم بالموعد مسبقا بالإضافة إلي علمهم باحتوائها علي مبالغ مالية ضخمة.. المصدر أشار إلي أن التحريات أشارت إلى أن مواعيد نقل الأموال إلى فرع البنك وخط سير السيارة ليست "سرا" ويعلمها الجميع بالشركة في الفرع المسروق والفروع الأخرى ما يوسع دائرة البحث والاشتباه ويستوجب فحص الجميع. وتولى فريق البحث بقيادة العميد عادل ابو سريع مأمور قسم الهرم والعقيد محمد راسخ مفتش مباحث قطاع الغرب تولي مناقشة المجني عليهما وسماع روايتهما حول الحادث للتوصل إلى خيط يقود للجناة وخلال 5 أيام الماضية وصل فريق البحث أي معلومات جديدة هامة أدت إلي ضم ضباط أقسام شرطة بولاق الدكرور والعمرانية والطالبية إلى ضباط قسم الهرم ضمن فريق البحث بالتنسيق مع ضباط الأمن العام، تم نشر عدة مأموريات للتأكد من صحة المعلومات وضبط مشتبه بهم.وتأكد ضباط فريق البحث الذي ضم كلا من العقيد محمد الشاذلي مفتش مباحث قطاع غرب الجيزة والعقيد محمد أمين مفتش مباحث الطالبية والعمرانية والمقدم محمد الجوهري رئيس مباحث بولاق الدكرور من صحة المعلومات أشارت إلى أن عملية التخطيط والتدبير للحادث "خيانة داخلية" صدرت من أحد موظفي الشركة استنادا إلى العديد من الأدلة وتوصلوا إلى أن العقل المدبر يدعي عصام . ع مشرف السيارات بالشركة ويختص بتوزيع السيارات والتأشير علي أذونات خروجها من الشركة وبالتالي يكون علي علم تام بموعد خروجها ووجهتها. ونظرا لمروره بأزمة مالية قفز إلى ذهنه فكرة سرقة شركته التي يعلم بتحرك سيارتها خلال أيام لإيداع مبلغ ضخم يقارب 2 مليون جنيه من الإيراد بالبنك.. استعان المتهم بشقيقه محمد و 6 آخرين من أصدقائهما ووضع لهم الخطة وموعد تنفيذها تزامنا مع خروج السيارة من مخزن الشركة بمنطقة كعبيش. وقام محصل الشركة وسائق السيارة برواية الواقعة بالقول: "حوالي الساعة 1.15 ظهر يوم الواقعة خرجنا من مخزن الشركة معانا الايراد البالغ قيمته حوالي مليون و800 ألف جنيه حصيلة توزيع الادوية ومستحضرات التجميل علي الصيدليات مستقلين السيارة رقم ع ب ص 591 سوزوكي بيضاء متوجهين كالمعتاد لإيداع الإيراد في فرع البنك الأهلي أمام نادي الزراعيين بالدقي.. اللي حصل ياباشا ان بعد ما خرجنا بالعربية من المخزن وخدنا الطريق المؤدي لدائري المريوطية وأثناء مرورنا بشارع جانبي اسمه تقريبا "عباس انور" فوجئنا ب "توك توك" بيعترض طريق السيارة ساعتها خدنا بالنا انه كان ماشي ورانا من لحظة خروجنا من المخزن بس محدش شك في حاجة لحد ما استغل الشارع الضيق ده عشان يحاصرنا".وأكمل المجني عليهما الرواية:"نزل 3 شباب من التوك توك كل واحد فيهم شايل رشاش الي متكلموش كتير واحد فيهم قال اللي هيتحرك هنفرتكه بالرصاص والتاني رمي شاكوش علي شباك العربية حطمه تماما وسحب شنطة الفلوس من جواها والثالث مثبتنا بالسلاح.. هما كانوا 3 واحنا 2 ومعاهم سلاح كمان مقدرناش نغامر بحياتنا.. وفجأة اختفوا ومعاهم الفلوس".وبعد تحديد أماكن المتهمين بمناطق فيصل والهرم وبولاق الدكرور خرجت عدة مأموريات فور استصدار إذن من النيابة العامة ترأس المقدم محمد الصغير رئيس مباحث الهرم والرواد هاني عجلان ومصطفي لاشين ومحمد سعودي معاوني مباحث الهرم قوات أمنية تحركت في وقت متزامن باشارة واحدة من قيادات فريق البحث وداهمت مكان اختفاء المتهمين التي حددتها المعلومات .. تم ضبط 5 من المتهمين بينهم العقل المدبر وتم اعادة مبلغ مليون جنيه من المسروقات وتحريز اسلحة الية وتوك توك وسيارة ملاكي استخدمت في تنفيذ الجريمة.