قطر والولايات المتحدة الأمريكية تؤكدان متانة العلاقات الثنائية

  • 1/13/2019
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

الدوحة - قنا: أكدت دولة قطر والولايات المتحدة الأمريكية على عمق وأهمية العلاقات الاستراتيجية التي تربط البلدين، وعلى رغبتهما في تطوير علاقات التعاون إلى آفاق أوسع بما يخدم المصالح المشتركة للجانبين، وشددت قطر والولايات المتحدة على أهمية انعقاد الحوار الاستراتيجي القطري الأمريكي الثاني هنا في الدوحة والذي يعكس العلاقات التاريخية بين البلدين ويسهم في تطوير التعاون في المجالات كافة.      وقال سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، في مؤتمر صحفي مشترك عقده اليوم مع سعادة السيد مايك بومبيو وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية، إن شراكة دولة قطر مع الولايات المتحدة الأمريكية هي شراكة صلبة تقوم على أسس متينة ومبنية على التفاهم والمصالح المشتركة. ورحب سعادته، في كلمته خلال المؤتمر الصحفي، بوزير الخارجية الأمريكي في زيارته الأولى كوزير للخارجية إلى الدوحة للمشاركة في الحوار الاستراتيجي القطري الأمريكي الذي يعكس العلاقات التاريخية بين البلدين والتحالف الذي بني خلال العقود السابقة. وأشار إلى أن الحوار الاستراتيجي شهد عقد سبع جلسات تشمل العلاقات الاقتصادية والتجارية والثقافية والتعليمية والسياسية والدفاعية والرياضية بين البلدين. كما أوضح سعادة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية أنه تم، في إطار الحوار الاستراتيجي اليوم، التوقيع على ثلاث اتفاقيات في مجال التعليم والثقافة، ومذكرة تفاهم بخصوص دعم نشاطات الدفاع في قاعدة العديد الجوية. وأعرب سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني عن أمله في أن تكون لهذا الحوار الاستراتيجي القطري الأمريكي نتائج ملموسة، وأن تشهد العلاقات بين الجانبين قفزة نوعية. وأشار سعادته إلى عقده اجتماعا ثنائيا مع سعادة وزير الخارجية الأمريكي تم خلاله إجراء محادثات شملت جميع القضايا التي تهم البلدين خاصة الإقليمية وقضايا الأمن الإقليمي بدءا من مجلس التعاون الخليجي، وعملية السلام في الشرق الأوسط، إلى عملية المصالحة في أفغانستان، وقضايا أخرى مثل الأزمة السورية ومكافحة الإرهاب. وعبر سعادته عن تطلع دولة قطر لمرحلة جديدة وأقوى للعلاقات الثنائية بينها وبين الولايات المتحدة الأمريكية، وأن يستمر التنسيق في كافة القضايا التي تهم البلدين. وأكد سعادة وزير الخارجية القطري أن قطر لا تزال معنية بملفات الوساطة التي قادتها وتقودها حاليا، وأن النشاط الدبلوماسي القطري مستمر ولن ينقطع سواء من خلال المؤتمرات أو النشاط الدبلوماسي الذي يعمل على ملفات كثيرة منها ملف الوساطة القطرية في إقليم دار فور بجمهورية السودان التي لاتزال قائمة ومستمرة في حث الأطراف على الاحتكام إلى اتفاق الدوحة للسلام وكذلك ملف المصالحة الأفغانية بحكم استضافة دولة قطر للمكتب السياسي لحركة “طالبان”حيث يجري العمل مع الأصدقاء في الولايات المتحدة الأمريكية لتحقيق السلام في أفغانستان، إضافة إلى التشاور المستمر مع الولايات المتحدة والحلفاء والأصدقاء من الدول الأخرى في عدد من الملفات سواء المتعلقة بالقضية السورية أو لإقرار عملية السلام في الشرق الأوسط. وشدد سعادته على أن الدبلوماسية هي الخيار لحل الأزمات ووضع حد للمعاناة الإنسانية التي تعاني منها الشعوب، وأن ذلك من القواسم المشتركة بين سياسة دولة قطر وسياسة الولايات المتحدة الأمريكية. من جانبه، قال سعادة السيد مايك بومبيو وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية إن دولة قطر تعتبر صديقا عظيما لبلاده، معربا عن تقديره للعلاقات التي تربط البلدين. وأشار سعادته، في هذا الإطار، إلى ما قاله فخامة الرئيس دونالد ترامب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية عندما استضاف حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى في البيت الأبيض العام الماضي، إلى أن هناك أشياء مميزة تحدث في العلاقات الثنائية بين البلدين بما في ذلك التعاون في مجال مكافحة الارهاب ومكافحة الاتجار غير المشروع بالأشخاص والأمن السيبراني وغيرها من المجالات.       وأوضح أن الاتفاقيات التي تم توقيعها اليوم بين دولة قطر والولايات المتحدة الأمريكية تعمق العلاقات الثنائية المتبادلة، مشيرا إلى أنه تم التركيز أولا وقبل كل شيء على الشراكة الأمنية والدفاعية، حيث تم توقيع مذكرة تفاهم جديدة حول توسيع الوجود الأمريكي في قاعدة العديد الجوية والتي تمت المناقشة حولها العام الماضي، مؤكدا على أهمية هذه القاعدة التي تعتبر مفتاحا مهما للأمن الدفاعي الأمريكي. وثمن سعادة وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية، في هذا الإطار، التزام دولة قطر لتحسين وتحديث قاعدة العديد، مشيدا في نفس الوقت بإسهامات دولة قطر كعضو في التحالف لدحر تنظيم “داعش”. كما لفت إلى المذكرة الموقعة بين دولة قطر والولايات المتحدة في مجال مكافحة الإرهاب وتمويله، حيث سمحت هذه الجهود الأمريكية القطرية باستهداف تمويل الإرهاب بصورة أفضل. من جهة أخرى، شدد سعادة السيد مايك بومبيو على أهمية الوحدة بين أعضاء دول مجلس التعاون الخليجي، وهو موضوع أثاره خلال جولته الحالية للمنطقة. وشدد سعادته، في هذا السياق، على أهمية التعاون بين دول الإقليم الواحد وترك الخلافات جانبا لتحقيق القوة المطلوبة لمواجهة التحديات وتحقيق الأهداف المشتركة، مشيرا إلى أن النزاعات بين دول مجلس التعاون الخليجي لا تسمح ببناء تحالفات أو أن تكون هناك استجابة قوية ومرنة للتعامل مع التحديات والأعداء المشتركين، ومؤكدا في الوقت ذاته على أهمية وحدة دول المجلس خلال المرحلة المقبلة. كما أشار إلى أنه ناقش في الدوحة أيضا إلى جانب مسائل الأمن والدفاع، مجالات التجارة والاستثمار والجهود القطرية في مجال تعزيز الشفافية وحماية العمال الأجانب. وأكد سعادة السيد مايك بومبيو وزير الخارجية الأمريكي أن استقالة الجنرال أنتوني زيني المبعوث الأمريكي لحل الأزمة الخليجية، لا تعكس أي تغير في سياسة وجهود واستراتيجية الولايات المتحدة في الشرق الأوسط أو التزاماتها تجاه المنطقة، وأن أمريكا مستمرة في حواراتها القوية مع مختلف دول الأزمة. وفيما يتعلق بالمؤتمر الوزاري الدولي حول الاستقرار والسلام ومتطلبات الأمن في الشرق الأوسط الذي سيقام في العاصمة البولندية “وارسو”، أوضح وزير الخارجية الأمريكي أن الجميع سيرى أن هذا المؤتمر سيعمل على توفير الأمن لهذه المنطقة والعالم من خلال مناقشته للعديد من الأمور، مؤكدا أن التحالف الذي يحارب “داعش”حول العالم سيكون جزءا من هذا المؤتمر، وستكون هناك دول من أمريكا وأوروبا وآسيا وإفريقيا وجميع أنحاء العالم، وسيعمل على عدة قضايا منها حمل إيران على التصرف بصورة لائقة والتصدي لنفوذها الإقليمي إضافة إلى معالجة قضايا أخرى هامة .   وأشار سعادته إلى أن الولايات المتحدة أكبر الدول التي تقدم المساعدات في العالم ليس فيما يتعلق بمقدار الأموال فقط، بل إن الفريق الأمريكي مستمر في التأكد من الاستجابة للتحديات الإنسانية أينما تحدث. وفيما يتعلق بموقف الولايات المتحدة الأمريكية من مقتل الصحفي جمال خاشقجي، أوضح سعادة وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية أن النقاشات لا تزال مستمرة مع الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي، وأن هذا الموضوع سيطرح في المباحثات المزمع إجراؤها مع الجانب السعودي أثناء زيارته للمملكة. وقال سعادته، فيما يتعلق بمجلس التعاون الخليجي، "إننا أقوياء حينما نعمل سويا وحينما تكون الخلافات محدودة وهناك تحديات مشتركة في المنطقة وحول العالم، وهذه النزاعات بين دول لديها أهداف مشتركة لا تسمح بأن تكون هناك استجابة قوية ومرنة للأعداء المشتركين والتحديات المشتركة، فحين تكون نزاعات بين الدول تظهر تحديات عند بناء التحالفات لذلك فإن وحدة دول مجلس التعاون الخليجي مهمة في الأسابيع والأشهر المقبلة".

مشاركة :