غنام غنام: ليلك ضحى ناقش تحولات المجتمع في تشكيل أجيال إرهابية

  • 1/14/2019
  • 00:00
  • 28
  • 0
  • 0
news-picture

التقى جمهور المهرجان العربي للمسرح، في دورته الـ11، بأسرة العرض المسرحي "ليلك ضحى" الذي يناقش فى موضوعه اللحظة الراهنة، ويشتبك مع المجتمع العربي بكل ما يحمله مع آمال وطموحات ومشكلات، ويفجر فى نهايته إشكالية مغايرة عن تلك النهايات الشاعرية من انتصار للخير على الشر أو فيما يسمى اصطلاحا بالعدالة الشعرية.قال كاتب ومخرج العرض الفنان غنام غنام، خلال المؤتمر الصحفي الذي أقيم، اليوم الأحد، بفندق جراند نايل تاور، إن العرض تم تقديمه فى مصر من قبل خلال مهرجان القاهرة للمسرح التجريبي والمعاصر، على خشبة مسرح الهناجر وقوبل وقتها باستحسان نقدي وإقبال جماهري، لما يطرحه من قضايا تتعلق بالإرهاب الذى تمارسه الجماعات المتطرفة على الآمنين فى كل مكان.وفى رده على إشكالية العلاقة وتداخلها ما بين المؤلف والمخرج، أجاب "غنام" قائلا: ليست هناك إشكالية تُذكر، وما يحدد ذلك الأمر هو مدى نجاح العمل فى النهاية من عدمه لدى عرضه على الجمهور، فهو ما يكشف هل كانت العلاقة بالفعل ناجحة وتستدعي التعاون مرة أخرى أم لا، فالمسألة فى جوهرها هى علاقة تبادلية ما بين الإبداعين؛ إبداع المؤلف وإبداع المخرج.وأشار إلى أن النص يمشي في حقل ألغام، إلا أنه يمشي بدقة، ويحوم حول تلك الألغام الموقوتة دون أن ينفجر فيه أحدها، إذ على المبدع أن يمتلك الوعي الذي يؤهله لأن يكون مشروعا مبشرا، ومنارة تهدي من يأتي بعده ليسير على خطاه، وليس مشروعا استشهاديا يتسبب عمله الفني في مقتله.وأضاف أنه توقف كثيرا لتأمل ظاهرة الإرهاب وفكر في كيفية تقديمها ومواجهتها فنيا، حتى سنحت له الفرصة حينما قرأ خبر في إحدى الجرائد حول انتحار زوجين سوريين قبل دخول داعش بلدتهم، هربًا من الأسر وإنقاذا للزوجة من الاغتصاب، وقبل وفاة الزوج كتب رسالة تشرح أسباب الانتحار، وهو ما دفعه ــ غنام ــ لصياغه هذه القصة فى عمل مسرحي وبالفعل أنجزه فى عام واحد، وأرسله إلى مسابقة الكتابة في الأردن قبل إغلاق باب التقديم بيومين، وكانت المفاجأة أن النص فاز بالجائزة الأولى مناصفة.وذكر أن هيئة يابانية مهتمة بمناطق الحروب والصراعات اقترحت عليه ترجمة النص، ونظمت له ندوة كبيرة بطوكيو.وتابع: العرض يتحدث عن الموت ويأخذنا بسلاسة ورومانسية إلى ذلك المصير المفجع لقصة زوجين هما "ليلك وضحى" اللذان درسا الموسيقى والمسرح وذهبا إلى بلدة نائية بهدف تعليم أبنائها، إلا أن الأمور تنقلب رأسا على عقب بعد دخول داعش لتلك البلدة ليحاكموا الزوجين وينتهي الأمر بمقتلهما.واستطرد: نناقش تحولات المجتمع الذى يربي بداخل كل واحد إرهابي صغير، فالأمور الداعشية هنا ليست في ذلك التنظيم المسلح قدر ما هى فى السلوكيات والأخلاق والممارسات الحياتية وبالتالى يحضر الموت هنا فى كل دقيقة حتى نبشر بالحياة، فمن الموت تولد الحياة.وفى إجابته عن تساؤل حول العلاقة الثنائية المتقابلة فى عناوين عروضه، أجاب أن العنوان دوما تابع للنص وليس سابقا عليه، فقد يفكر فى أحد العناوين لمدة أسبوع كامل حتى يستقر على المسمى النهائي، وأنه يحب مسألة الاشتباك مع الجمهور فى منطقة التلقي، والتأويل. وتابع: لأن الأشياء تُعرف بتضادها أعمد دوما إلى مسألة التقابل والتضاد، وهو ما يطرحه النص من خلال ثنائية الحياة والموت التى تسري في أوصال العمل.واستطرد: أنه تأثر بأعمال الكاتب الكبير غسان كنفاني وخصوصا روايته "رجال فى الشمس" التى يهرب فيها مجموعة من الرجال في خزان متنقل ويموتون بداخله نتيجة الحرارة المرتفعة لتتجلى المقولة التى صارت أيقونة بعد ذلك على لسان السائق وهو يرمي جثثهم فى القمامة "لماذا لم يدقوا جدران الخزان".وأضاف: هذه المقولة أحاول تحقيقها فى أعمالي من خلال الدق المستمر على جدران عقل الجمهور حتى تتفتح بالوعي والفهم وإدراك المخاطر.

مشاركة :