في وقت تحشد الولايات المتحدة لتكوين جبهة دولية عريضة ضد نفوذ إيران بالمنطقة، ساعيةً إلى تشكيل تحالف عربي يضم دول الخليج الـ 6 ومصر والأردن لمواجهة طهران، أكد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، الذي يزور هذه الدول في إطار جولة بالمنطقة، أهمية الوحدة بين أعضاء مجلس التعاون الخليجي. وقال بومبيو، في مؤتمر صحافي بالدوحة أمس مع نظيره القطري محمد عبدالرحمن، إن «الرئيس دونالد ترامب يؤمن بأهمية إنهاء الخلاف الذي يعتقد أنه طال أكثر من اللازم ويعود بالنفع على الخصوم»، مضيفاً: «نحن أكثر قوة عندما نعمل معاً، وتكون النزاعات محدودة، فالنزاعات بين الدول ذات الأهداف المشتركة لا تسمح بمجابهة الأعداء المشتركين بقوة»، في إشارة إلى محاولة واشنطن توحيد الجهود ضد طهران. وإذ أكد أن «قطر صديق عظيم للولايات المتحدة»، شدد بومبيو على أن استقالة المبعوث الأميركي لحل الأزمة الخليجية أنتوني زيني لا تشكل أي تغيير في سياسة الولايات المتحدة إزاء تلك الأزمة. وأعلن أنه خلال زيارته لقطر تم «توقيع اتفاقيات مهمة ركزت على الشراكة الأمنية والدفاعية، ووقعنا اتفاقية لتوسيع وجودنا في قاعدة العديد الجوية، التي بدأنا مناقشتها في العام الماضي». وشدد على أن «قاعدة العديد مفتاح مهم للأمن والدفاع الأميركي»، موجهاً الشكر للدوحة على التزاماتها بتحسين وتحديث القاعدة، وكذلك إسهاماتها في التحالف لدحر تنظيم داعش. ولفت إلى أنه ناقش مع نظيره القطري المذكرة القطرية - الأميركية بشأن مكافحة الإرهاب، والعمل المشترك لاستهداف تمويل الإرهاب بصورة أفضل، موضحاً أن بلاده اتخذت خطوات عملية لتطبيق الاتفاقيات التي تمت في اجتماع الحوار الاستراتيجي الأول، الذي عقد في واشنطن يناير الماضي، بما في ذلك مكافحة الإرهاب والاتجار غير المشروع في البشر. وفي شأن منفصل، أكد بومبيو أن مقتل الصحافي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده بإسطنبول غير مقبول، مشيراً إلى أنه سيواصل الحديث مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان للتأكد تماماً من محاسبة المسؤولين عن هذه القضية. من جانبه، أكد وزير الخارجية القطري محمد عبدالرحمن أن شراكة بلاده مع الولايات المتحدة صلبة ومبنية على أسس متينة، لافتاً إلى أن «الدبلوماسية القطرية نشيطة، وندعم جهود الوساطة في أكثر من ملف». وقال عبدالرحمن إن الاجتماع الثنائي مع بومبيو تناول كل القضايا التي تهم البلدين وقضايا الأمن الإقليمي بدءاً من مجلس التعاون الخليجي والسلام في الشرق الأوسط، والمصالحة في أفغانستان، وسورية، ومكافحة الإرهاب. وأضاف: «نتطلع إلى أن تكون نتائج اجتماعنا تؤسس لمرحلة جديدة أقوى في العلاقات بين البلدين»، مشيراً إلى توقيع ثلاث اتفاقيات في التعليم والثقافة، ومذكرة تفاهم، ودعم نشاطات في قاعدة العديد. وبينما استدعت وزارة الخارجية الإيرانية، أمس، دبلوماسياً بولنديا كبيراً؛ للاحتجاج على استضافة بلاده قمة عالمية تركز على مواجهة نفوذ طهران بالمنطقة واستقرار الشرق الأوسط، فبراير المقبل، كشفت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، أمس، أن إدارة الرئيس دونالد ترامب، وتحديداً البيت الأبيض، درست في سبتمبر الماضي إمكان تنفيذ ضربات عسكرية ضد إيران، وأن وزارة الدفاع الأميركية وضعت بالفعل خطة لذلك بطلب من مستشار الأمن القومي الأميركي، جون بولتون. وذكرت الصحيفة أن الطلب جاء رداً على القصف الصاروخي الذي استهدف محيط سفارة واشنطن في العاصمة العراقية بغداد.
مشاركة :