استمر الانتعاش الذي شهدته السلع الأساسية خلال شهر يناير أسبوعا آخر، وسط ارتفاع «مؤشر بلومبرغ للسلع» بأكثر من 4 في المئة منذ أن بلغ أدنى مستوىً له في 3 سنوات تقريباً، وذلك خلال أول يوم لأنشطة التداول في العام الجديد. وبالنظر إلى الأداء في السنوات السابقة، وحسب تقرير صادر عن «ساكسو بنك»، وجد أن الاتجاه الأولي للأسواق المالية في بداية السنة الجديدة قد يكون خاطئاً. ولتجنب حدوث أي تحوّلات أو تغيّرات غير متوقّعة، سيتوجب على السوق المراقبة عن كثب ومتابعة المفاوضات التجارية الحالية، ومعرفة ما إذا كانت الصين والولايات المتحدة وأوروبا قادرة على تلافي موجة التباطؤ الاقتصادي التي تلوح في الأفق. وبالعودة إلى السوق الحالي، فقد شوهد تجدد في حالة التفاؤل؛ إذ إن قرار لجنة السوق المفتوحة الفدرالية في عدم إعلان أي ارتفاعاتٍ جديدة في أسعار الفائدة- إلى جانب ضعف الدولار- ساهم في دعم الارتفاع المحفوف بالمخاطر في الأسهم، وصولاً إلى السلع وسندات الشركات المرتفعة العوائد. وأخفق الانتعاش ضمن الأصول ذات المخاطر العالية في توجيه بعض الزخم إلى الذهب الذي فات أوان تصحيحه، وذلك بعدما وصل إلى مستوى 1300 دولار للأونصة، وشهد ارتفاعاً بأكثر من 100 دولار منذ نوفمبر. ومع ذلك ورغم ارتفاع المخزونات وتنامي عائدات السندات، واصل الذهب اجتذاب الطلب من المشترين على مدى عدة أيام قبل أن يبلغ مستوى 1.280 دولار للأونصة. وخلال الأسبوع الماضي، واصل الذهب تماسكه بين مستوى 1.280 دولار/ أونصة و1300 دولار/ أونصة، وهناك احتمالية حدوث تقاطع، وخصوصاً أن المتوسط المتحرّك البسيط لمدة 50 يوماً يتجه فوق نظيره لأجل 200 يوم. وإن هذا التقاطع يشبه إلى حدٍ ما التصحيح الإيجابي/ السلبي بنسبة 20 في المئة. وسيحصد هذا التقاطع مزيداً من الاهتمام في السوق، ولكن مدى الاعتماد عليه لإضافة مزيد من مراكز التداول لايزال موضع تشكيك. ومع ذلك، يعكس هذا الاتجاه عودة الزخم في السوق إلى الارتفاع. وفي هذه الحالة بالذات، من المحتمل أن يتزامن حدوث اختراق مع تسجيل كسر فوق مستوى 1300 دولار للأونصة، وهي خطوة من شأنها أن تجتذب مزيداً من الشراء في صناديق التحوط.
مشاركة :