صحيفة المرصد :سجلت المنافذ الجمركية في الآونة الأخيرة، ازدياد محاولات تهريب الأعمال السحرية إلى دول الخليج. وفي المقابل؛ عدم معرفة مفتشي المنافذ الجمركية كيفية التعامل مع هذه الأعمال، إضافة إلى اكتشاف ما إذا كانت أعمالاً سحرية فعلاً أم لا. وسارعت إدارات منافذ خليجية إلى محاولة التغلب على هذا المأزق. ويقدر أن 30 في المئة من مهرّبي السحر خليجيون، ومن بينهم سعوديون أيضاً. يبدي المفتشون الجمركيون مخاوف من التعامل مع هذه الأعمال أو الاقتراب منها أو فكّها أو إحراقها، أو معرفة ما إذا كان ضبطها حقاً يتسبب بإضرار بالشخص المعمول له السحر أم لا. ولجأت إدارات إلى الاستعانة برقاة شرعيين مختصين في التعامل مع الأعمال السحرية والسحرة، وفكّها وإبطالها من دون إلحاق الأذى بأنفسهم أو بالشخص المعمول له السحر. وبادرت إلى إرسال دعوات لرقاة معروفين، لتقديم دورات مختصرة لعامليها، من أجل زيادة نسبة الوعي، وتدريب مفتشي الجمارك على مثل هذه الإجراءات. وفي هذا الصدد، رفعت إدارة الجمارك الكويتية نسبة التأهّب. وأكدت أنها تعاني من كثرة الأعمال السحريّة المهرّبة إلى منافذها. وكشفت أن أكثر الدول التي تصلها الأعمال السحرية منها: العراق وإيران. وأشارت إلى توارد أنباء عن أن نسبة المهرّبين الخليجيين ومن بينهم السعوديون لـ الأعمال السحريّة عبر المنافذ تصل إلى 30 في المئة. وبحسب صحيفة الحياة قال رئيس مكتب البحث والتحري الجمركي في الإدارة العامة للجمارك الكويتية راشد البركة: إن القيادات العليا ناقشت اقتراح الاستعانة بمشايخ ورقاة شرعيين لزيادة نسبة الوعي، وتدريب المفتشين الجمركيين على مثل هذه الأمور. وأكد أنه لم يتم تطبيق هذا الأمر بعد. وأضاف: إن هذا الأمر، كان اقتراحاً من الوزير نفسه، ولم يتحدد وقت التطبيق بعد. ولفت البركة إلى أن هذه الخطوة كانت من أجل تهيئة موظفي المنافذ للتعامل معها، وذلك من طريق التعاقد مع مشايخ لعمل دورات، لعدم إمكان العاملين والمفتشين الجمركيين التعامل مع الأعمال السحريّة، خوفاً منها. وكشف أن محاولات تهريب الأعمال السحرية للكويت أصبحت ظاهرة في الآونة الأخيرة، ومتزايدة بشكل كبير وبكمية كبيرة، وبالأسماء أيضاً، وأكثر دولتين تأتينا منهما الأعمال السحرية هما إيران والعراق. بدوره، ذكر المتخصص في الرقية الشرعية الشيخ عيسى حميد الشمري، أنه بصدد تقديم دورة عن السحر والسحرة للموظفين والعاملين، والمفتشين الجمركيين في دولة الكويت. وأكد أن الهدف منها معرفة كيفية التعامل مع الساحر، أو مع السحر نفسه. وذكر أن مدة الدورة يومان متتاليان. وأوضح الشمري أن موظفي الجمارك يحتاجون إلى تأهيل عن كيفية التعامل مع السحر المضبوط، وهل يتم تركه، أو يتم رميه أو يتم حرقه. وأشار إلى أن هناك أسحاراً متجزئة، ويتم اكتمال نموّها داخل البلد المقصود. وأكد ضرورة التعامل معها حتى لا يتأذى الموظف الجمركي، أو يتسبب في إيذاء المسحور، وهناك أنواع من الخرز. وهناك كتب أيضاً تساعد بعمل السحر. وأشار إلى أن مثل هذه الدورات سبق تقديمها في الجمارك السعودية، والمفتشون الجمركيون هناك حالياً مؤهلون، موضحاً أن المشكلة في أن المفتشين الجمركيين يتم تبديلهم بين فترة وأخرى، ونحن نأخذ مجموعة لتدريبهم، ثم المجموعة التي تليها. وكشف أن نسب الأعمال السحرية التي يتم ضبطها في المنافذ ليست بسيطة. وذكر أن منفذ القريّات يحوي معارض يتم فيها عرض المضبوطات، وهي خطرة، ولا يقل خطرها عن المخدرات أو المسكرات. وأوضح الراقي الشمري أن السحر لا يختلف من دولة إلى أخرى، بل في طريقة تكوينه، مشيراً إلى أن قوته تعتمد على عوامل عدة، منها الأثر المأخوذ من المسحور، وأيضاً مكان إخفاء السحر. وأكد أن الأعمال السحرية التي يتم تهريبها إلى السعودية أكثر من التي تصل إلى الكويت، لتباين عدد المنافذ في الدولتين. وكشف الشمري أن بين 20 إلى 30 في المئة من الخليجيين، ومن بينهم سعوديون، يقومون بمحاولة تهريب الأعمال السحريّة إلى دول الخليج. أما ما نسبته ما بين 60 إلى 70 فهم من العمال الوافدين. وذكر أن هناك دولاً تقوم بإنشاء أعمال سحرية تعتبر لديهم مباحة، وينظرون إليها بأنها لا تضر، بل تنفع الشخص المسحور وتحميه، أو ترفع الأذى عنه، لكنها ممنوعة ومحرّمة شرعاً في المملكة، ودول الخليج. وأكد أنه على رغم كثرة عدد المسافرين عبر منفذ جسر الملك فهد، إلا أن أنه لم ترد معلومات عن ازدياد في نسبة تهريب كميات من الأعمال السحرية إلى السعودية. ذكر مفتش في الجمارك السعودية أنه خضع لدورات تدريبية مختلفة في مجال التفتيش الجمركي، وأكد أنه في حال القبض على أعمال سحريّة مهرّبة إلى السعودية من طريق البحرين، يتم إرسالها إلى هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، أو يتم تسليمها إلى الأجهزة الأمنية، وهم بدورهم يقومون بتسليمها إلى الهيئة التي تقوم بالتعامل معها. وأوضح المفتش الذي يعمل في منفذ جسر الملك فهد الموصل إلى البحرين، أن معرفة السحر لا يحتاج إلى ذكاء خارق، لافتاً إلى أن الخمور أو المشروبات الكحولية يتم اكتشافها بسهولة قصوى. وأكد أن هناك أنواعاً عدة من الأعمال السحرية، أو الشعوذة، مختلفة الأشكال، وبعضها مكتوب على ورق أو حفنة رمل أو شيء محروز، أو مغلّف بقطعة قماش، مؤكداً أنهم لا يقومون بالتدخّل فيها، لافتاً إلى أنها تحال إلى الأجهزة الأمنية مباشرة.
مشاركة :