حذَّر طبيب الباطنة في مدينه الملك عبدالعزيز الطبية للحرس الوطني في الرياض الدكتور عبدالله الذيابي، من جرثومة المعدة، وقال إنها تزيد من احتمالية الإصابة بسرطان المعدة، وقال الذيابي في حديث لـ«الحياة»: «إن الطعام المالح يسهم في طول بقاء البكتيريا في المعدة، ما يؤدي إلى الإصابة بمرض سرطان المعدة»، مشيراً إلى أن جرثومة المعدة هي بكتيريا، يحملها أكثر من 80 في المئة من البالغين بعمر 50 سنة فما دون، وغالبية الأطفال دون عمر 10 سنوات، وبخاصة من سكان الدول النامية، وتزيد احتمالية الإصابة بهذه الجرثومة لعوامل عدة أهمها الازدحام في المسكن ومشاركة فراش النوم مع الآخرين، والعدد الكبير لأفراد الأسرة، والسكن مع المصابين، وتلوث الغذاء والماء. وأضاف الذيابي: «يصيب هذا الالتهاب البكتيري المعدة، ويعد الالتهاب المزمن الأكثر انتشارًا بين البشر، إذ يصيب مختلف الفئات والأعمار، وتقدر الإحصاءات أن قرابة نصف سكان العالم يحملون هذه البكتيريا، وفي الدول النامية غالباً ما يحدث الالتهاب في مراحل عمرية مبكرة مقارنة بالدول الأكثر تقدمًا، ولا يعاني حامل هذه الجرثومة في الغالب من أيَّ أعراض، وقد يصاب البعض بالتهاب حاد أو مزمن أو قرحة في المعدة، عبارة عن آلام في أعلى البطن، يصاحبها غثيان واسترجاع». وبين أن من الأعراض الممكنة الشعور بالشبع بسرعة، وأحياناً الإحساس بالخمول، وتغيُّر في لون البراز إلى الأسود الداكن، ومن أهم مضاعفات الإصابة بجرثومة المعدة الإصابة بأورام المعدة والغدد اللمفاوية بها. وأشار إلى أنه من غير المعروف سبب إصابة البعض دون الآخر بهذه الأعراض، ومن طرق تشخيص الإصابة بجرثومة المعدة هو اختبارات التنفس أو البراز وإجراء منظار علوي وعمل التحاليل اللازمة لعينة تؤخذ من المعدة، كما أن أدوية حموضة المعدة والمضادات الحيوية تؤثر في نتائج هذه التحاليل، لذا ينصح بإيقاف أدوية الحموضة قبل عمل التحليل بأسبوع إلى أسبوعين، وكذلك عمل التحاليل بعد أربعة أسابيع من إيقاف المضادات الحيوية. ولفت إلى انه بسبب عدم وجود أعراض مصاحبة لغالبية المصابين بهذه الجرثومة على كثرة عددهم، يوصي الأطباء بإجراء التحاليل التشخيصية في حالات معينة أهمها وجود قرحة أو أورام المعدة في مراحل مبكرة وكذلك أورام الغدد اللمفاوية بالمعدة. وأكد أن أن الإثبات العلمي لعمل التشخيص في حالات أخرى غير مرجح، مثل حالات عسر الهضم في الفئة العمرية دون الـ60 سنة، ومن دون أعراض منذرة، وكذلك حالات فقر الدم بسبب نقص الحديد غير معروف السبب. وذكر الذيابي أنه يتم علاج المصابين بجرثومة المعدة باستخدام مضادات حيوية وأدوية الحموضة للتعافي من قرحة المعدة، وتناول الأدوية لمدة أسبوعين وأحيانًا تكون الجرثومة مقاومة للمضادات المعتادة وهو ما يضطر المصاب لاستخدام نوع آخر من المضادات، ومن الضروري في هذه الحالة إجراء تحاليل للنفس أو البراز للتأكد من التخلص التام من الجرثومة بعد الانتهاء من استخدام الأدوية.
مشاركة :