أكد خبيران سياسيان أن محاولات «نظام الحمدين» الإرهابي الحاكم في قطر، وحليفيه نظام الملالي في إيران، والنظام التركي، لضرب الاستقرار في السعودية مستمرة، خاصة بعد نجاح المملكة في تقويض مشروع الدول الثلاث في فرض أجندتهم الإخوانية. ويقول نايف الوقائع، الخبير الاستراتيجي وأستاذ الأمن الفكري ل«العين الإخبارية»، إن «العداء القطري والتركي للسعودية واضح وملموس، ولديهما مشروعهما الذي تشاركهما فيه إيران، ويستهدف زعزعة الاستقرار، وتقويض الأمن الداخلي، وإشعال فتيل الفتن ودعم المخربين».ولفت إلى الاتفاقية الموقعة بين «قطر وتركيا» تنازلت فيها الدوحة عن سيادتها، بما يتنافى مع مفهوم السيادة للدول، ويتعارض مع أمن المنطقة.وأضاف: «أصبح معلوماً للعالم أن قطر هي رأس الحربة في المشروع التخريبي الذي تدعمه تركيا وإيران، للإضرار بالأمن العربي، وتأذت منه المنطقة ، ودول المقاطعة الأربع، على وجه الخصوص.وشدد على أن «التحالف القطري التركي الإيراني يريد العودة بالمنطقة إلى المربع الأول في مشروع الربيع العربي التخريبي، وهو ما وقفت السعودية تحديداً في مواجهته، وكانت حائط صد قوياً أمام المد الإخواني، ومحاولات تلك الجماعة المحظورة في تخريب الدول العربية، وظهر ذلك جلياً في تحركات الملك عبدالله بن عبدالعزيز، رحمه الله، ووقوفه مع مصر حتى نهضت واستعادت عافيتها، وأصبحت شوكة في حلق الجماعات الإرهابية».وقال الوقائع، إن الأزمة الأخيرة أظهرت التقارب بين قطر وإيران على حساب دول الخليج العربي، وتوافق مشروعهما في المنطقة، التي أكدت أن الدوحة كانت تريد العزف على الطريقة الإيرانية، لكن كان ينقصها الإمكانات والقدرات، إضافة إلى قلة الخبرات السياسية والعسكرية، فسقطت في أول محاولة طيران خارج السرب العربي، وتمت مواجهتها فقط بسلاح المقاطعة.وأشار إلى أن «حدة العداء القطري التركي للسعودية يتصاعد كلما أحرزت المملكة تقدماً على المستويات السياسية والاقتصادية، وأظهر العالم تناغماً مع رؤية قيادة المملكة، وقبولاً لتوجهات ولي العهد الأمير محمد بن سلمان»، مرجعاً ذلك إلى أن الرياض تقف حجر عثرة أمام تحقيق مشروعهما في المنطقة بإسقاط الأنظمة وتشكيل الدولة الإخوانية الكبرى.ونبه إلى أن «نظام الحمدين» لا يتوانى لحظة عن تأليب العالم على قيادة المملكة، والنيل من سمعتها بدفع الكثير من الرشى وشراء وسائل إعلام غربية.في السياق ذاته، يقول سيلمان العقيلي، الكاتب والمحلل السياسي، إن قطر وتركيا لديهما مشروع مشترك للتدوير وإسقاط الأنظمة، ونشر الفوضى في المنطقة ، لا سيما الدول التي تحظى بالأمن والاعتدال، وتحقق نجاحات ملحوظة في دعم الاستقرار داخلياً وخارجياً، وفي مقدمتها السعودية إلى جانب دولة الإمارات والبحرين ومصر.وأوضح «إن قطر كونت شبكات من العملاء ونظمت لهم الدورات التدريبية للتحريض المنظم ضد السعودية، وكيفية نشر القلاقل داخلياً، والإخلال بأمنها واستقرارها، وتلاحمت مع القوى الاستعمارية التي تريد تفكيك المنطقة وتقسيم دولها، وإضعاف جاهزيتها للدفاع عن نفسها».وتابع «أنقرة والدوحة تكملان بعضهما بعضاً، إذ تقدم الأولى القوة العسكرية والثانية الدعم المالي واللوجيستي من أجل إرباك السعودية، التي كانت طوال التاريخ الحديث، ولا تزال، مصدراً للأمن وتثبيت الاستقرار وفك عقد الاختلاف والصراع في المنطقة، حفاظاً على الأمن القومي العربي».وأضاف أن «قطر ظلت لسنوات مستريحة بوصفها دولة تغرد خارج السرب، معتقدة أن ذلك يعطيها استقلالية وميزة في دائرة السياسة الدولية، وجعلها تسعى لمن يوافقها في التوجهات مثل إيران»، لافتاً إلى أن علاقة الدوحة وطهران قديمة.ويردف العقيلي قائلاً إن الدوحة وطهران بينهما تناغم ومصالح سياسية متبادلة، فكلاهما يعد مصدراً للاضطراب في المنطقة، متابعاً، أن تصاعد الحملة ضد السعودية سببه الأول التقدم الذي تعيشه المملكة حالياً وانفتاحها على العالم، إلى جانب إعلانها عن كثير من البرامج التحررية والتنويرية، ومن ثم تحقيق الريادة إقليمياً وعالمياً.
مشاركة :