بحث ولي العهد البريطاني الأمير تشارلز مع العاهل الاردني الملك عبدالله في عمان أمس في العلاقات بين البلدين والقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. وكان الأمير تشارلز وصل إلى العاصمة الأردنية مساء أول من أمس في «زيارة عمل» للمملكة تستمر يومين ضمن جولة له في الشرق الأوسط تستغرق ستة ايام، وتشمل الكويت والسعودية وقطر والإمارات. وكان في استقباله في عمان مسؤولون أردنيون، بينهم الأمير غازي بن محمد المستشار الديني للملك عبدالله. وزار الأمير تشارلز صباح أمس مخيم الزعتري للاجئين السوريين حيث يعيش نحو مئة ألف لاجئ، ويقع في محافظة المفرق شمال المملكة قرب الحدود السورية، ترافقه وزيرة التنمية الدولية البريطانية جوستين غرينينغ وممثل المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة آندرو هاربر. وبحسب وكالة الأنباء الرسمية، فإن تشارلز جال في المخيم واطلع على الخدمات المقدمة للاجئين، كما استمع الى شرح من القائمين على المخيم عن التحديات التي تواجه البنى التحتية في الأردن مع استمرار وصول لاجئين. والتقى ولي العهد البريطاني لاجئين مسيحيين من العراق، وتحدث إلى لاجئ حكى له كيف هدم منزله واضطر إلى الفرار من العراق بحثاً عن مكان أكثر أمناً. وقال الأمير تشارلز في حديث لـ «هيئة الإذاعة البريطانية» (بي بي سي) في عمان إنه قلق على مصير المسيحيين في الشرق الأوسط بسبب «عددهم الذي يتراجع في شكل كبير» لأنهم ضحايا «ترهيب الى درجة لا تصدق» في المناطق التي يسيطر عليها تنظيم «الدولة الاسلامية». وأضاف: «هناك خطر، وسيبقى عدد قليل جداً جداً منهم»، مشيراً الى ان «المسيحيين موجودون في الشرق الأوسط منذ الفي سنة. قبل وصول الاسلام في القرن الثامن. لقد ساهموا في شكل كبير كما يعترف بذلك الكثير من المسلمين وغيرهم». وتابع ان «هذا ما يجعل الأمر مأساة كبرى». وكان عدد كبير من اللاجئين المسيحيين فر من مناطقه بسبب مقاتلي «الدولة الإسلامية» الذين اضطهدوا الشيعة والمسيحيين وغيرهم ممن لا يشاركونهم ايديولوجيتهم، علماً ان التنظيم يسيطر الآن على مساحات كبيرة من الأراضي في سورية والعراق. وقال الأمير ان الميل الى التطرف يشكل «واحداً من مصادر القلق الكبرى»، موضحاً أن هذه القضية «لا يمكن تجاهلها». وأضاف: «ان البعد الذي اتخذته الامور يثير القلق». وتحدث عن «القيم التي نؤمن بها»، وقال: «كنا نعتقد ان شباناً جاؤوا الى هنا وولدوا هنا وذهبوا الى المدارس هنا سيمتثلون لهذه القيم». وتابع: «لكن المخيف هو ان هؤلاء الاشخاص يمكن ان يصبحوا متطرفين بالاتصال مع احد ما، لكن كذلك من طريق الانترنت وكمية الأخبار الجنونية غير المعقولة التي يتم تداولها» على الشبكة. وتابع «ان احد جوانب هذا التطرف هو البحث عن المغامرة والتشويق في سن محددة»، داعياً الى الوقاية من ذلك عبر فتح قنوات لطاقة الشباب.
مشاركة :