عامر شفيع: الاعتزال خارج حساباتي

  • 1/14/2019
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

يعتبر حارس المرمى المخضرم عامر شفيع، اللاعب الوحيد من تشكيلة المنتخب الأردني الحالية الذي شارك في جميع النهائيات التي صعد إليها «النشامى»، أعوام 2004 و2011 و2015 و2019، كما يعتبر اللاعب الوحيد الذي شارك في جميع المباريات التي خاضها منتخب بلاده في هذا الاستحقاق حتى الآن، وهو الإنجاز الذي ربما تحتاج كرة القدم الأردنية إلى عقود طويلة لتحطيم أرقام هذا النجم الفذ. في النسخة الحالية من النهائيات، يسطر عامر شفيع، ومع كل مباراة يخوضها ملاحم بطولية، فيما تعتبر المشاركة الأردنية حتى الآن الأفضل مقارنة مع النسخ السابقة، والتي قال عنها شفيع في حواره الخاص مع «الاتحاد»: واجه المنتخب الوطني انتقادات كبيرة قبيل مشاركته في النهائيات، فالغالبية العظمى من الرؤى الفنية كانت ترى أن «النشامى» لن يستطيع مقارعة منتخبات المجموعة، في حين ذهب البعض إلى أنه سيخرج من الدور الأول، لكن قدمنا عكس ذلك، وقلبنا التوقعات في مواجهتي أستراليا وسوريا، اللتين كان فيهما التركيز حاضراً، حيث قدم اللاعبون الأداء الذي يليق بسمعة كرة القدم الأردنية، ليتوجوا جهودهم في خطف بطاقة التأهل الأولى للدور الثاني. وعما إذا كان حضور المنتخب الأردني القوي نابعاً من ردة فعل على هذه الانتقادات، أكد شفيع على ذلك، موضحاً: نعم الرد كان في الملعب. من خلال التركيز الشديد على مدار 180 دقيقة لعب، مع تأكيد أن المشوار لم ينتهِ بعد، فنحن مقبلون على مواجهة فلسطين ثم مواجهة دور الثمانية، والتي ستكون أشبه بمباراة بطولة، ونأمل أن تتكلل مساعينا فيها بالنجاح. ونفى الحارس الأردني أن يكون لاعبو المنتخب الأردني قد خاضوا مواجهة الجولة الثانية، وهم يشعرون بالاستفزاز من التصريحات التي خرجت من المعسكر السوري، مؤكداً أن اللاعب الأردني لا يتأثر بالتصريحات المضادة، كما أنه لا يتأثر بوسائل التواصل الاجتماعي، مشدداً على أن المنتخب دخل مباراة سوريا عاقداً العزم على تحقيق الفوز، دون النظر إلى أي أمور جانبية قد تؤثر على حضوره في هذه المباراة أو تخرجه عن سياقها. وعلق عامر شفيع على ما يتردد عن احتمالات اعتزاله اللعب الدولي بعد النهائيات، قائلاً: الملعب هو المكان الأفضل بالنسبة لي ولا أتخيل ابتعادي عنه، أرى أنني قادر على العطاء لسنوات أخرى قادمة، وحالياً لا أفكر بالاعتزال على الإطلاق. وعن طموحات المنتخب الأردني في البطولة، أكد شفيع أنه لا يعلم ما ستشهده المباريات القادمة، فهذا الأمر في علم الغيب، لكن ما يراه ويلمسه من جميع زملائه أنهم ينشدون تحقيق إنجاز، بغض النظر عن هوية المنافسين الذين سيواجههم في المستقبل، كما أن «النشامى» يملك القدرة على الذهاب بعيداً في هذه البطولة، كالمربع الذهبي، ومن يدري ربما أبعد من ذلك. وأشاد عامر شفيع بما يقدمه فيتال بوركلمانز المدير الفني البلجيكي، والذي تعرض لانتقادات منذ أن تولى مهام عمله، مؤكداً أنه وبحكم خبرته وتعامله مع العديد من المدربين المعروفين على الصعيدين العربي والأجنبي، لمس مقدار الخبرة الكبيرة التي يتمتع بها فيتال، لافتاً إلى أن الأخير نجح في خلق حالة من التجانس الفني والمعنوي التي ساهمت في ظهور «النشامى» بهذا الشكل اللافت، إلى جانب قدرته على قراءه الأوراق الفنية للخصوم، وقبل كل ذلك قربه الشديد من اللاعبين وتلمس احتياجاتهم المعنوية. وعزا شفيع ما وصل إليه الآن من حضور فني لافت وشعبية جارفة في الأردن والمنطقة العربية، إلى الراحل محمود الجوهري المدير الفني السابق للمنتخب الأردني، والذي اكتشف موهبته الكروية في الذود عن المرمى، إلى جانب مدرب حراس المرمى المصري المعروف فكري صالح، الذي لا يزال شفيع يتواصل معه ويهاتفه بوصفه المعلم الأول له. وعن الإمكانات التي تجعل من المنتخب الأردني حديث القارة الآسيوية، في الوقت الراهن رغم ضعف البنية التحتية الخاصة بلعبة كرة القدم، أكد شفيع: الأمر معروف لدى الجميع، فنحن لا نتمتع بالإمكانات المادية الكبيرة كتلك التي تتمتع بها الدول الأخرى، لكن ما يميز اللاعب الأردني دائماً هو رغبته العارمة في إثبات نفسه والسعي وراء الفوز، في ظل دعم معنوي كبير يحظى به من مسؤولي اللعبة، ويتقدمهم سمو الأمير علي بن الحسن رئيس الاتحاد الذي يواكب اللاعبين ويحثهم دائماً على البذل والعطاء، كما أن اللاعب الأردني يضطلع عادة بالتركيز الشديد أثناء المباريات، وهو الأمر الذي يتفرد به عن الكثير من اللاعبين العرب ويجعله يتخطى العوائق المادية أو اللوجستية التي تعاني منها اللعبة. ورغم ما يتمتع به شفيع من سمعة كبيرة على الصعيد القاري، فإنه خاض تجربة احترافية مع الإسماعيلي المصري لم يكتب لها النجاح، حيث أكد بهذا الصدد: «احتراف حراس المرمي عادة ما تشوبه العديد من العقبات، أتلقى في كل موسم عروضاً من الدوريات المختلفة، وبالتحديد من الدوري السعودي، لكن للأسف كافة هذه العروض تأتي من أندية لا تملك حضوراً تنافسياً قوياً، لذلك فأنا دائم الاعتذار عن هذه العروض التي لا تلبي تطلعاتي، علماً بأن حراس المرمى العرب مظلومون على صعيد الاحتراف الخارجي فبعض الدول ترفض لوائحها حراس المرمى».

مشاركة :