اتفقت غالبية معاجم اللغة العربية على أن هتان هو «المطر الخفيف»، ويبدو أن نجم المنتخب السعودي هتان باهبري له من اسمه نصيب، فالمطر الخفيف أكثر ما يبهج النفس، وهو ما ينطبق على «هتان السعودية»، حيث الموهبة التي لا يعلم أحد لماذا لم تفرض نفسها، وتتصدر المشهد الكروي في المنطقة منذ سنوات، فالموهبة صفة أصيلة لا يكتسبها اللاعب بين يوم وليلة، حيث لم يحصل على حقه من الاهتمام الإعلامي، وربما يكون للأمر علاقة ببعض العثرات في مسيرته الكروية، وعدم تألقه بصورة دائمة، مما جعل البعض يعتقدون أنه موهبة حقيقية، ولكن بعقلية مزاجية. هتان جذب الأنظار بشدة في مباراة الأخضر أمام لبنان، وبالنظر إلى طريقته في صنع الهدف الثاني الذي أحرزه حسين المقهوي، والأداء الذي يقدمه في البطولة القارية بصفة عامة، فإننا أمام موهبة كروية من العيار الثقيل، مما يبرر الاهتمام الذي سبق انطلاقة كأس آسيا بالنجم الموهوب من جانب أندية النصر والاتحاد والهلال. هتان يبلغ 26 عاماً، أي أنه لا يزال في مقدوره تدراك ما فات من سنوات كان يستحق أن ينتزع فيها شهرته، ويثبت قدميه في التشكيلة الأساسية للأخضر، وربما ينطلق لخوض تجربة احترافية سعودية في أحد أندية أوروبا، ومن المؤكد أنه لن ينسى بطولة كأس آسيا «الإمارات 2019»، فهي التي قدمته من جديد، وأعادت اكتشافه للشارع الكروي السعودي. كما أن البطولة ذاتها تقدم هتان للقارة بأسرها، حيث من المتوقع أن يكتسب مزيداً من الثقة في بقية مشوار البطولة، في ظل الإشادات الإعلامية والجماهيرية المتواصلة به، سواء في السعودية أو خارجها، ويكفي أن بيتزي الذي لا يفضل في أغلب الأوقات عدم الحديث عن الأداء الفردي للاعبين، أقر عقب فوز الأخضر على كوريا الشمالية أن هتان لاعب موهوب، ويقدم مستويات رائعة، وتفاعلت مواقع «السوشيال ميديا» مع ما يقدمه نجم الشباب والأخضر في البطولة باهتمام لافت، وسط حالة من الإعجاب الشديد باللاعب، ومناوشات جماهيرية مثيرة. جمهور الشباب يطالب بالاحتفاظ به، فيما يسعى عشاق الهلال والاتحاد والنصر إلى بث رسالة أقرب إلى المطالبة بالتعاقد معه، مما يعني أن «الأمارات 2019»، قد تكون نقطة التحول في مسيرة اللاعب، فقد سجل أول أهداف المنتخب السعودي في ضربة البداية أمام كوريا الشمالية، وقدم لمحات فنية جيدة، وواصل تألقه وصنع الفارق مع الأخضر في المباراة الثانية أمام لبنان.