لماذا يجب أن تخشى أميركا من منظومة أفانغارد الروسية؟

  • 1/14/2019
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

يعتبر الكثير من المحللين خطاب "حالة الأمة" السنوي، الذي ألقاه الرئيس الروسي فلاديمير #بوتين في مارس عام 2018، هو من أكثر خطاباته شهرة منذ خطابه في ميونيخ عام 2007. ويرى المحللون أن أبرز عبارة في الخطاب كانت: "استمعوا إلينا الآن"، التي قالها بوتين محذرا حلف شمال الأطلسي، بعد إزاحة الستار عن عدة أسلحة ذات قوة نووية بالغة القدرة، منها نظام كنزال الصاروخي وصاروخ سارمات الباليستي العابر للقارات ومنظومة أفانغارد الصاروخية الفرط صوتية، بحسب موقع National Interest. ليست مجرد خدعة من الكرملين لاقى خطاب بوتين ردود أفعال متباينة وتعليقات ناقدة مثل: "إن الكرملين يخادع، بالإشارة إلى إمكانات لا يجب بالضرورة أن تدفع بالناتو إلى الجلوس على طاولة المفاوضات بشروط مواتية لروسيا"، ولكن التطورات المتلاحقة أظهرت حقيقة مختلفة تماما، وهي أن هذه الأسلحة حقيقية فعليا، وتشكل مستويات مختلفة من التهديد الاستراتيجي. ظهر مؤخرا دليل يؤكد تقدم روسيا في مجال تطوير الأسلحة فائقة السرعة، عندما أعلن الرئيس بوتين أن #منظومة_أفانغارد الصاروخية تم اختبارها بنجاح، وتجري الاستعدادات لنشر الدفعة الأولى من المنظومة الاستراتيجية العابرة للقارات الخدمة في الجيش الروسي خلال العام الجاري. مواد مبتكرة لمقاومة حرارة 2000 درجة إن أفانغارد، والمعروفة أيضًا باسم "Objekt 4202"، هي منظومة استراتيجية مع صواريخ بالستية عابرة للقارات، كما أنها مجهزة بصواريخ مجنحة تفوق سرعة الصوت وقادرة على التحليق في الطبقات الكثيفة من الغلاف الجوي وتناور على طول المسار لتجاوز أية منظومة دفاع جوي. وتنطوي التقنية الجديدة على ميزة القدرة على إطلاق قذائف أفانغارد الصاروخية بسرعات تصل إلى 20 ماخ أو ما يقرب من 24700 كم/ساعة، وهي سرعة أمكن تحقيقها بعد تصنيع جسم الصاروخ من "تركيبة مواد جديدة" تتحمل درجات حرارة مرتفعة للغاية والتي تتولد نتيجة الاحتكاك بالهواء الجوي بما يتراوح ما بين 1600 إلى 2000 درجة مئوية. مواصفات وقدرات غير مسبوقة ويمكن ترجمة تلك المواصفات والقدرات لمنظومة أفانغارد الصاروخية إلى وصف محدد وهي أنه الصاروخ الذي يستحيل اعتراضه، أو بعبارة أخرى وفقًا لنص ما ذكره الرئيس بوتين: "إن أي وسائل دفاع صاروخي قائمة أو محتملة للخصم المحتمل لن تقدر على اعتراض أفانغارد." دفاعات أميركية غير مواكبة وفي هذا السياق، يقدم الخبراء العسكريون الأميركيون تقييمًا "متجهما" حول قدرة أميركا على اعتراض مثل هذا الصاروخ، حيث قال جنرال جون هيتن بالقوات الجوية الأميركية، قائد القيادة الاستراتيجية الأميركية: "لا يوجد لدى الولايات المتحدة أي قدرات دفاعية يمكن أن تتصدى لاستخدام مثل هذا السلاح ضدها". معدلات خطر كبيرة وتجدر الإشارة إلى أنه بالنسبة لسلاح ذي قدرات محتملة مدمرة مثل نظام أفانغارد ذي القدرة النووية، فإنه حتى لو أن هناك معدل اعتراض متفائل نسبياً، حتى بنسبة 50٪، فستظل هناك معدلات خطر غير مقبولة. تفوق على الصين وأميركا يضع جدول الانتشار المحدد لمنظومة أفانغارد في عام 2019 روسيا في المقدمة بالمقارنة مع الصين والولايات المتحدة في سباق التسلح الفرط-صوتي والنووي، بخاصة وأن اختبار التحليق بنظام الصواريخ المجنحة بسرعة الصوت في الصين، والذي يدعى DF-ZF، والذي يحاكي أفانغارد، لا يزال قيد الاختبار، وإن كان يبدو أنه على المسار الصحيح ليخرج إلى الوجود عام 2020. ولا يوجد معلومات كافية عن خطط الإنتاج الأميركية الملموسة، حيث يرجح بعض الخبراء أن الأبحاث الأميركية يتم توجيهها نحو تحقيق أهداف مختلفة في مجالات تطوير نظم الصواريخ الفرط-صوتية غير النووية. استراتيجية روسية كاسحة يعكس تركيز روسيا على إنتاج أسلحة تفوق سرعتها سرعة الصوت المتقدمة وذات قدرة نووية، مع القدرة على توجيه ضربة أولى مثل منظومة أفانغارد، نوعًا معينًا من التفكير الاستراتيجي، يتلخص في ابتكار وتطوير وتصنيع عدد قليل من الأسلحة النووية غير القابلة للاعتراض، وعدد من الرؤوس الحربية، التي يمكن أن تكون أكثر فعالية من حيث التكلفة، على المدى الطويل، بما يمنح موسكو القدرة على مجاراة كل القدرات الإجمالية المشتركة لدول حلف شمال الأطلسي من الأسلحة الاستراتيجية التقليدية.

مشاركة :