اعتبر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن بعض الدول حاولت نقل "الربيع العربي" لتركيا وأنها تتجرع الآن مرارة هذا الكأس. جاء ذلك في كلمته، أمس السبت، خلال فعالية في ولاية قوجة إيلي للتعريف بمرشحي حزب "العدالة والتنمية" الحاكم للانتخابات المحلية في الولاية الواقعة شمال غربي تركيا. وتطرق أردوغان إلى الاحتجاجات العارمة التي تشهدها شوارع أوروبا في الفترة الأخيرة، قائلاً إن "الذين حاولوا نقل الربيع العربي إلى بلدنا ودفننا في شتاء حالك، يتجرعون الآن مرارة ذلك الكأس"، حسب ما جاء على وكالة "الأناضول" التركية للأنباء. وأضاف: "الذين خططوا لإخضاع تركيا عبر استخدام بؤر الخيانة داخل مؤسساتها، يعجزون اليوم عن التغلب على الاضطرابات الموجودة داخل إداراتهم".وتابع: "أولئك الذين يريدون تطويق حدود بلادنا الجنوبية عبر حزام إرهابي لفصلنا عن محيطنا الثقافي والحضاري، ينغلقون الآن على أنفسهم يوماً بعد يوماً، ويبنون الجدران بينهم وبين العالم الخارجي"، متوقعا أن يكون "القادم أسوأ" بالنسبة لهؤلاء. وأضاف أردوغان: "لو أن تركيا اليوم كانت كما في العهود السابقة، لتشكّل الحزام الإرهابي بسوريا، ولتمزق العراق إربا، ولما بقي أي أثر لقضايانا المركزية كفلسطين والبوسنة". وحذر أردوغان داعمي ومسلحي التنظيمات التي تصنفها تركيا الإرهابية في المنطقة من مغبة ذلك. وأضاف: "هذه التنظيمات ستتحول إلى كابوس بالنسبة إلى الأطراف التي قامت باحتضانها وحمايتها، وذلك عبر وسائل مافيوية شتى، بدءا من المخدرات وحتى جمع الإتاوات وتهريب البشر والدعارة". واستطرد محذرا "الذين يعتبرون الرقص مع هذه التنظيمات الإرهابية سياسة سيندمون كثيرا يوم لا ينفع الندم". وفي سياق آخر، شدد على تصميم حكومته بشأن الارتقاء أكثر بمستوى الاقتصاد التركي، قائلاً: "عازمون على رفع شأن بلادنا وشعبنا إلى مستوى أعلى". ولفت إلى أن منظمة بريطانية مهمة أعلنت أن الولايات المتحدة ستكون في المرتبة الثالثة وتركيا في المرتبة الخامسة في تعادل القدرة الشرائية بحلول 2030. وقال إن "البيانات التي صدرت مؤخراً تشير إلى بدء عودة الاستقرار مكان التقلبات في الاقتصاد التركي"، مضيفاً: "لقد تراجع عجز الحساب الجاري إلى أدنى مستوى في الأشهر الـ20 الأخيرة". كما أعرب عن ثقته بأن تركيا ستظهر أداء اقتصاديا جيدا جدا خلال العام 2019.
مشاركة :