باع كليته ليشتري «آيفون وآيباد» فكيف كانت نهايته؟

  • 1/14/2019
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

آلاف الشباب الفقراء الطامحين بحياة أفضل يقعون يومياً بأيدي تجار مافيا الأعضاء البشرية دون وعي أو رادع من ضمير أو أخلاق أو دين، وحين يفقدون أعضاءهم، ويقعون فريسة المرض والفقر المدقع مجدداً لا ينفعهم الندم سوى بإيلامهم أكثر مما هم يتألمون. وأصبح الشاب الصيني، زياو وانغ، نموذجًا حياً لهؤلاء الشباب ومصيرهم المأساوي، فزياو وانغ أصبح مقعداً في سن ال 25 عاماً بعد أن باع كليته في السوق السوداء عام 2011 من أجل شراء جهازي «آيفون4» و«آيباد2». وبدأت القصة حينما كان زياو وانغ في ال17 من العمر، وأراد مثل أي شاب في العالم شراء الهاتف الذكي الفاخر «آيفون4»، والحاسب اللوحي «آيباد2»، واللذين ظهرا لتوهما في الأسواق آنذاك، بأي وسيلة ممكنة. كان ذلك هو السبيل الوحيد، فيما رأى آنذاك، الذي سيجعله متفوقاً بين أقرانه، في عالم تسيطر عليه الماركات والأسماء الرنانة، ويحكمه رأس المال الشرس. لم يتمكن والداه من مساعدته في ذلك، فتفتق ذهن الفتى عن فكرة جهنمية، لا شك ستبلغه هدفه، فلجأ وانغ إلى منصة التواصل الصينية المعروفة: «QQ» بحثاً عن النقود لشراء أجهزته الذكية، وعثر على ضالته في صورة ثلاثة وسطاء، عرضوا عليه توفير المال اللازم لشراء ما يريد مقابل كليته. سافر وانغ سراً من قريته في مقاطعة آنهوي، إحدى أفقر المقاطعات في شرق الصين، إلى مقاطعة هونان في جنوب الصين، وهناك عرّفه أحد الوسطاء بجراحين، قاما بمساعدة ممرضة واحدة، بعملية انتزاع كليته اليمنى في إحدى العيادات المشبوهة تحت الأرض مقابل 22 ألف يوان «3200 دولار أمريكي». ودفع المريض الذي حصل على الكلية آنذاك 150 ألف يوان «22 ألف دولار أمريكي»، بالإضافة إلى 10 آلاف دولار ثمناً للكلية، ولم يحصل وانغ سوى على 10% من قيمة الصفقة. المهم أنه حصل على الأجهزة التي يريد، وعاد إلى مقاطعته، وحينما واجهته والدته بالسؤال عن مصدر الأموال التي حصل بها على الأجهزة، اعترف لها ببيعه لكليته، فاتصلت بالشرطة. تدهورت صحة وانغ سريعاً بعد العملية، ثم عانى من الفشل الكلوي، وأصبح بعد ذلك معاقاً وعاجزاً عن الحركة جراء انتقال بكتيريا معدية له أتلفت كليته الثانية ثم جعلته مقعداً غير قادر على الحركة. وفي عام 2012، تمكنت الشرطة الصينية من القبض على 9 أشخاص متورطين في تجارة الأعضاء، بمن فيهم الوسطاء الثلاثة، والجراحان، ووجهت لهم تهم التجارة بالأعضاء البشرية، وحكم عليهم بالسجن 3-5 سنوات وفقاً لما نشرته صحيفة «ديلي ميل» البريطانية. أما عائلة وانغ، فقد حصلت على 1.47 مليون يوان «215 ألف دولار أمريكي» كتعويض عن الحادث، لكن وانغ بعد سبع سنوات على ذلك الحادث الأليم أصبح ملازماً للفراش، في الوقت الذي لم يعد فيه للأجهزة التي ذهبت كليته اليمنى ثمناً لها أي قيمة، مع ظهور موديلات جديدة من الأجهزة الإلكترونية سنوياً، ربما يدفع الآن من أجلها مراهقون ومراهقات آخرون في أماكن أخرى من العالم أثماناً باهظة، قد لا يعرفون معناها إلا بعد فوات الأوان. وقصة وانغ إشارة تحذير للآباء والأمهات حتى يراقبوا أبناءهم، ويصححوا أفكارهم وتوجهاتهم، وتوعيتهم بقضية أن الصحة أغلى من كل شيء براق وجميل في العالم.

مشاركة :