ابن جرير الطبري.. شيخ المفسرين عارف أحكام القرآن

  • 1/14/2019
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

في التفسير يعولون عليه، وكل من كتب في التاريخ يرجعون إليه، فهو بحق يعد أبـًا للتاريخ، كما أنه أب للتفسير، إنه الإمام المفسر الفقيه المؤرخ ابن جرير الطبري.فيعد أبو جعفر، أو محمد بن جرير بن يزيد بن كثير بن غالب الطبري، الإمام الجليل، المجتهد المطلق، صاحب التصانيف المشهورة وهو من أهل آمل طبرستان، ولد بها سنة 224هـ، وبعدها رحل من بلده في طلب العلم وهو عنده 12 عاما، سنة 236ه، وطوّف في الأقاليم، فسمع بمصر والشام والعراق، ثم ألقى عصاه واستقر ببغداد، وبقى بها حتى مات عام 310ه.مبلغه من العلم والعدالة:كان ابن جرير أحد الأئمة الأعلام، يُحكم بقوله، ويُرجع إلى رأيه لمعرفته وفضله، وكان قد جمع من العلوم ما لم يشاركه فيه أحد من أهل عصره ، فكان حافظـًا لكتاب الله، بصيرًا بالقرآن، عارفـًا بالمعاني، فقيها في أحكام القرآن، عالمـًا بالسنن وطرقها، وصحيحها وسقيمها، وناسخها ومنسوخها، عارفـًا بأقوال الصحابة والتابعين ومن بعدهم من المخالفين في الأحكام، ومسائل الحلال والحرام، عارفـًا بأيام الناس وأخبارهم.يعتبر تفسير بن جرير من أقوم التفاسير وأشهرها، كما يعتبر المرجع الأول عند المفسرين الذين عنوا بالتفسير النقلي؛ وإن كان في الوقت نفسه يعتبر مرجعـًا غير قليل الأهمية من مراجع التفسير العقلي؛ نظرًا لما فيه من الاستنباط، وتوجيه الأقوال، وترجيح بعضها على بعض، ترجيحـًا يعتمد على النظر العقلي، والبحث الحر الدقيق. مصنفاته:كتاب التفسير، وكتاب التاريخ المعروف بتاريخ الأمم والملوك، وكتاب القراءات، والعدد والتنزيل، وكتاب اختلاف العلماء، وتاريخ الرجال من الصحابة والتابعين، وكتاب أحكام شرائع الإسلام، وكتاب التبصر في أصول الدين وغيرها.اعتبر الطبري أبا للتفسير، كما اعتبر أبا للتاريخ الإسلامي، وذلك بالنظر لما في هذين الكتابين من الناحية العلمية العالية، ويقول ابن خلكان: إنه كان من الأئمة المجتهدين، لم يقلد أحدًا، ونقل: أن الشيخ أبا إسحاق الشيرازي ذكره في طبقات الفقهاء في جملة المجتهدين قائلا: "وله مذهب معروف، وأصحاب ينتحلون مذهبه، يقال لهم الجريرية، ولكن هذا المذهب الذي أسسه على ما يظهر بعد بحث طويل، ووجد له أتباعـًا من الناس، لم يستطع البقاء إلى يومنا هذا كغيره من مذاهب المسلمين؛ ويظهر أن ابن جرير كان قبل أن يبلغ هذه الدرجة من الاجتهاد متمذهبـًا بمذهب الشافعي، يدلنا على ذلك ما جاء في الطبقات الكبرى لابن السبكي، من أن ابن جرير قال: أظهرت فقه الشافعي، وأفتيت به ببغداد عشر سنين".وقد اتُهِمَ بأنه كان يضع للروافض، ولكن هذا موضوع كاذب، حيث خص بهذا الأمر ابن جرير آخر، وهو محمد بن جرير بن رستم الطبري الرافضي.وفاته:مرض أبو جعفر بذات الجنب، وتوفي سنة 310 ه.

مشاركة :