هيئة الجبيل تنجح في خفض استهلاك الطاقة بمرافقها للسنة الثالثة على التوالي

  • 1/14/2019
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

انطلقت صباح اليوم الاثنين أعمال مؤتمر الجبيل الثاني لإدارة الطاقة والمعرض المصاحب، والذي تنظمه الهيئة الملكية في الجبيل بمركز الملك عبدالله الحضاري ويستمر يومين، برعاية الرئيس التنفيذي للهيئة الملكية بالجبيل المهندس مصطفى المهدي وعدد من المسؤولين والباحثين والخبراء في مجال الطاقة من مختلف أنحاء العالم.وأكد مدير عام إدارة التشغيل والصيانة المهندس جاسم الهارون في كلمته خلال افتتاح المؤتمر أن الطلب على الطاقة يشهد ارتفاعا يتنامى سنوياً؛ إذ تشير دراسات مركز كفاءة الطاقة إلى ارتفاع سنوي بمعدل 5% ‏فيما يشكل قطاع المباني نحو 23% من قطاع الطاقة المستهلكة فيما بلغ استهلاك القطاع من إجمالي الطاقة الكهربائية المنتجة بأكثر من 75% وبمعدل نمو سنوي يصل إلى نحو 7% ‏ وأضاف: "بما أن معايير التصميم والتنفيذ لها دور في رفع كفاءة الاستهلاك وتحقيق الترشيد؛ فإن ضبط سلوكيات ومعايير التشغيل يساهم في خفض الاستهلاك بنسبة (5%) مقارنة بالحال في غياب أي برامج أو خطط".وأردف: "مؤتمر الجبيل الثاني لإدارة الطاقة يأتي استكمالاً للمؤتمر السابق وما خرج به من توصيات تم الاستفادة منها في الممارسات التشغيلية وتدعيماً لما يحققه برنامج الهيئة الملكية لإدارة الطاقة من نجاح في خفض استهلاك الطاقة للسنة الثالثة على التوالي بمعدل سنوي بلغ 12%".وتابع: "في ظل رؤية المملكة 2030 التي تستهدف رفع كفاءة الإنفاق الحكومي وتحسين كفاءة الطاقة فإنه يجب على الهيئة الملكية عقد المؤتمر في نسخته الثانية والذي يناقش آخر المستجدات التي تساهم في التنمية المستدامة لكافة القطاعات ذات العلاقة من خلال التعاون والتنسيق وتبادل الآراء ومشاركة الخبرات بما فيه مصلحة قطاع الطاقة بشتى مجالاته البحثية، والصناعية، والتجارية والسكنية بالمملكة وتعزيز وزيادة الوعي بإدارة الطاقة وما يرتبط بذلك من تحديات وعرض لأفضل الممارسات وأفضل الوسائل التطبيقية والحلول المثلى".عقب ذلك بدأ المتحدث الرئيسي للمؤتمر المهندس خالد الطعيمي نائب الرئيس التنفيذي لتوليد الطاقة بالشركة السعودية للكهرباء حديثه مستعرضاً تاريخ دخول الكهرباء في المملكة ومراحل تطورها, موضحاً أن شركة الكهرباء ابتكرت العديد من الحلول الرقمية التي تساعد في تحسين كفاءة محطات الطاقة مما يؤدي الى أفضل استخدام في الطاقة.فيما أكد الدكتور جورجين برونستاين رئيس قسم الأبحاث بجامعة هارفرد أن هناك العديد من الحوافز للشركات الدولية لكي تأتي للاستثمار في السعودية، مشيراً إلى أن إحدى الشركات الألمانية أعلنت أن المملكة سيكون لديها نمو في إنتاج الطاقة مما يشجع المستثمرين في مجال الطاقة للاستثمار في المملكة. كما أكد أن المملكة لديها بيئة استثمارية محفزة، خصوصا بالقطاع الصناعي، مضيفا أن هناك عوامل تدفع بالشركات الصينية إلى دخول السوق السعودي، ومنها مبادرات التعاون الاستراتيجي بين الصين والسعودية، والذي تم تحديده من خلال اتفاقية الشرق الأوسط 2016.وفي الجلسة الأولى للمؤتمر تحدث الدكتور محمد الغول حول النظرة العامة للنمو العالمي والإقليمي في وظائف كفاءة الطاقة، وقال: "هذه الكفاءة في استخدام الطاقة يمكن أن تقلل من تلوث الهواء، إضافة إلى تقليل فواتير الاستهلاك، ولكن يحتاج ذلك إلى وضع سياسات مرتبطة بتحسين استهلاك الطاقة. وبالنظر إلى أكثر الدول استهلاكاً للطاقة نجد أن السعودية تحتل المرتبة الثانية عشرة عالمياً من بين 25 دولة الأكثر استهلاكاً للطاقة، وتصنيف الدول طبقاً لأدائها من خلال سياساتها المبنية على الكفاءة".‏وأشار مدير التسويق والتطوير لشركة إينوفا فرانسيسكو راماليرا إلى أن انتقال الناس من المناطق الريفية واتجاههم للمدن أدى للتوسع العمراني الذي انعكس على استهلاك الطاقة سلباً حيث ارتفعت نسب الاستهلاك في العالم خلال 70 سنة الماضية بنسبة 5 في المئة، كما تطرق إلى موضوع المباني الخضراء التي يتم تصميمها بطريقة تراعي البيئة وتحد من التغيرات السلبية والانبعاثات الضارة المسببة للاحتباس الحراري والجهود المبذولة للحد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الناتجة عن المباني والمصانع.‏عقب ذلك تحدث السيد راينر حول موضوع الشبكات التي لها علاقة بالطاقة المتجددة وكيفية التحكم بها. كما تناول يوسف زافر خلال حديثه أبرز المشاكل التي تواجه شبكات الطاقة الصغيرة وأحدث الحلول المناسبة لها.وفي الجلسة الثانية من اليوم الأول للمؤتمر تناول مدير إدارة شركة كفاءة الطاقة في السعودية خالد الداوود، موضوع فرص وتحديات الطاقة الصناعية في السعودية، وأكد أن السعودية تعتبر أكبر دولة منتجة للنفط، إلا أنها تصنف الخامسة عالمياً في استهلاك النفط بمقدار 4.5 مليون برميل يومياً، وبالنظر إلى أداء السعودية فإن المنطقة الجنوبية من المملكة هي الأقل استهلاكاً للطاقة.فيما استعرض رئيس قسم الاستدامة والطاقة والمرافق في شركة التصنيع عبدالعزيز الغامدي الأفكار التي تم تطبيقها لحفظ الطاقة في مصانع البتروكيماويات للتصنيع، ومنها قياس مقدار حفظ الطاقة من خلال تقليل سرعة المحرك، لحفظ الماء، بحيث يتم الوصول للحاجة المطلوبة، والاستفادة من الكمية الزائدة، ومعالجة مشاكل الصيانة والتي تقل بسببها الكفاءة، من خلال تنظيفها في الشتاء، بحيث تكون كفاءتها عالية عند الوصول إلى أقصى حد في الإنتاج خلال الصيف.وتواصلت جلسات المؤتمر في يومه الأول حيث تناول المهندس حابل فلاح موضوع العمليات الديناميكية للمحاكاة ودورها في تحسين كفاءة ومرونة العمليات الحرارية فيما استعرض الدكتور كريستيان درسيل أساليب الوقاية من انخفاض الجهد الكهربائي، أما المهندس عبدالمجيد الشايع من شركة أرامكو السعودية فقد تحدث خلال ورقته عن إدارة الهواء المضغوط.‏ وعلى هامش المؤتمر أقيمت ورشة عمل حملت عنوان الجيل الجديد لمحطات توليد الطاقة الحرارية والكهربائية مع فصل غاز ثاني أكسيد الكربون وإعادة استخدامه قدمها المهندس حابل فلاح، وتناولت تحسين الكفاءة وزيادة الإنتاجية وتخفيض التكاليف والمحافظة على البيئة.الجدير بالذكر أن مؤتمر الجبيل الثاني لإدارة الطاقة يهدف إلى مواكبة آخر المستجدات التي تساهم في التنمية المستدامة للطاقة، وعرض أفضل الممارسات والتطبيقات، إضافة إلى الحلول المثلى في تحسين كفاءة الطاقة.

مشاركة :