لم تجرؤ الرئاسة التركية على توجيه تهديد مضاد للرئاسة الأمريكية، عقب توعُّد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب (أمس الأحد) بـ"تدمير الاقتصاد التركي في حالة هجوم أنقرة على القوات الكردية بعد انسحاب قوات الولايات المتحدة". لكن أنقرة عقبت على التصريحات الحادة للرئيس الأمريكي بتوجيه تهديد للحلقة الأضعف في الصراع، ممثلة في أكراد الشمال السوري؛ حيث أكدت، اليوم الاثنين، "مواصلة محاربة الميليشيات الكردية في سوريا"، في إشارة لوحدات حماية الشعب الكردية (YPG) التى تتصدَّى لغزو الجيش التركي شمال سوريا. وحذّر ترامب (عبر حسابه على تويتر) من أنه إذا هاجم الجيش التركي القوات الكردية بعد الانسحاب الأمريكي من سوريا، فإنَّ الولايات المتحدة "ستدمر تركيا اقتصاديًا"، لكن إبراهيم كالين (المتحدث باسم الرئاسة التركية) قال: "ألا يوجد فرق بين داعش وقوات حماية الشعب، سنواصل محاربتهم جميعًا". وتعدّ وحدات حماية الشعب (YPG) واحدة من القضايا الرئيسية للخلاف بين تركيا والولايات المتحدة، يأتي هذا فيما رحّبت أنقرة بإعلان ترامب (في ديسمبر الماضي) عن الانسحاب الأمريكي من سوريا، كاشفة عن نيتها المبيتة لشنّ هجوم ضد وحدات حماية الشعب الكردية، شمال سوريا. وفيما فشلت زيارة مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون إلى أنقرة الأسبوع الماضي في التغلب على الخلافات بين البلدين، فقد تقلص الاقتصاد التركي بنسبة 1.1% في الربع الثالث من 2018 مقارنة مع الفصل الذي سبقه، وسيدخل رسميًا في الركود إذا انكمش لفصل آخر، وهذا ما تتوقعه مجموعة من المؤسسات العالمية من بينها بنك نومورا. وبحسب صحيفة "زمان" التركية فإنّ آخر البيانات الاقتصادية لعام 2018، كشفت عن وصول العجز التجاري التركي إلى 28.4% (يعادل 55 مليار دولار) علاوة على انخفاض في الواردات مع زيادة تكلفة الاستيراد بفعل أزمة العملة وضعف الطلب المحلي.