الفنان يوسف فخري من الرعيل الذي قامت على أكتافة الحركة الفنية في ستينيات القرن العشرين وسبعينياته، سواء على المسرح أو في السينما أو في التلفزيون. اشتهر بأدواره التي تنوعت بين التراجيديا والكوميديا، وعرف بشخصية «كوكو» الشاب المدلل في المسلسل اللبناني «الدنيا هيك» الذي حقق شهرة واسعة في سبعينيات القرن العشرين، وهو من كتابة الأديب اللبناني محمد شامل، فاستحق الممثل القدير سلسلة من التكريمات آخرها تكريم وزير الإعلام في لبنان ملحم الرياشي له. في احتفال أقيم في وزارة الإعلام بلبنان، قدم وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال ملحم الرياشي درعاً تكريمية إلى الفنان يوسف فخري (كوكو) لعطاءاته الفنية، في حضور المدير العام لوزارة الإعلام الدكتور حسان فلحة، ومستشار الوزير لشؤون «تلفزيون لبنان» أنطوان عيد، ومساعد المدير العام لـ «تلفزيون لبنان» واصف عواضة، ومدير «إذاعة لبنان» محمد الغريب. جيل لن يتكرر بداية، رحب الوزير الرياشي بفخري وقال: «باسم تلفزيون لبنان وباسم إذاعة لبنان، يشرفني أن أكرم أحد كبار الرعيل الأول في المؤسستين وفي الفن والمسرح والكلمة والشعر والأدب في لبنان، الفنان الكبير يوسف فخري، وعبر تكريمه نوجه تحية إلى كل الذين رحلوا من جيل لن يتكرر بسهولة في لبنان والعالم العربي، هذا الجيل الذي غرز فينا شغفنا وتشبثنا بوطننا». أضاف: «نقول للجميع نحن شعب لا يموت لأنه يحمل رسالة أكبر من قصة الزراعة والصناعة والتجارة، نحن شعب يحمل رسالة بعمق الحضارة نقدمها عبر وجوه كيوسف فخري الذي أدى أدواراً أساسية بنقل الكلمة الجميلة والرسالة الحضارية للبنان والعالم العربي وكل العالم». تكريم وحسرة شكر الفنان يوسف فخري الوزير ملحم الرياشي على هذا التكريم، وقال: «منذ قابلت الوزير الرياشي قبل أشهر لمست لديه تهذيباً ولياقة وإنسانية، لكن العين بصيرة واليد قصيرة، وكما قال السيد المسيح «ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان». لكن عندما يشح الخبز يصبح ثمة خلل في الإنسانية، وهذا أمر يحصل منذ فجر البشرية، وهو أحد أسباب الحروب». أضاف: «يقول جورج برنارد شو (وهو أصلع وذو لحية طويلة) إن «العالم كلحيتي وصلعتي، غزارة في الإنتاج وسوء في التوزيع»، وهذا هو الحاصل عندنا. فحبذا لو يتنازل المسؤولون وينظرون إلى الشعب وإلى معاناته، فلا ضمان للشيخوخة ولا للممثل، وعندما يصل إلى مرحلة معينة يموت على الطريق أو ينتهي في مأوى». تابع: «ما يحز في صدري هو قانون الإيجارات، منذ 65 عاماً أسكن في منزل بالإيجار في الأشرفية، وأدفع الإيجار والمالكة تكتب «مع كامل حقوقي». فإذا أرادت أن تأخذ كامل حقوقها منذ صدور قانون الإيجارات، ماذا أفعل؟ الإيجار الحالي أدفعه بشق النفس، فكيف إذا أخذت كامل حقوقها؟ سأصبح في الشارع، علما بأننا عندما استأجرنا المنزل حرمنا أنفسنا كل شيء لندفع البدل. أتمنى أن يصحو ضمير المسؤولين، فهذه معاناتي ومعاناة نسبة كبيرة من المواطنين، وهذا سيف مصلت على رقبتي ورقبة كثيرين». وختم متمنياً «ألا يرمى الإنسان عندما يحين وقت الغروب». تاريخ حافل ممثل لبناني، عمل يوسف فخري لفترة في مكتب لتخليص المعاملات في ميناء بيروت، راسل الأديب اللبناني ميخائيل نعيمة عندما كان في الثالثة عشرة من عمره. التحق بالإذاعة اللبنانية عام 1958، ثم انتقل إلى تلفزيون لبنان، وشارك في مسلسلات على رأسها المسلسل الأنجح في فترة السبعينيات «الدنيا هيك» مع الفنان محمد شامل، كذلك شارك في: «ليالي شهرزاد»، و«دوار يا زمن»، و«صائمون ولكن»، و«الدنيا هيك» في نسخة جديدة (2010)، و«عيلة ع فرد ميلة»... وحقق حضوراً على شاشة السينما في مجموعة من الأفلام من بينها: «لست مستهترة! (1968)، وفداك يا فلسطين (1970)».
مشاركة :