نجح فريق طبي متكامل بمدينة الملك عبدالله الطبية بالعاصمة المقدسة، ممثلًا في قسمي جراحة المخ والأعصاب وجراحة مناظير الأنف والجيوب الأنفية، في إنهاء معاناة العشرات من المرضى بجنسيات مختلفة، كانوا يعانون من حالات تسرب السائل النخاعي المحيط بالأنف، مع تدلي أجزاء تالفة من المخ وأغشيته خلال ثقب بقاع الجمجمة الأمامي إلى داخل الأنف. وأوضح استشاري جراحة مناظير الأنف وقاع الجمجمة، الدكتور عمر أبو سليمان أن هذا النوع من العمليات المتقدمة تتطلب مهارات بشرية من التخصصات المختلفة بشكل تكاملي وتجهيزات طبية وجراحية متقدمة، ولا تخلو من نسبة مخاطر ومضاعفات حتى في المراكز العالمية. وأضاف أبو سليمان أنه للحصول على تشخيص دقيق تتطلب مثل هذه العمليات العديد من الفحوصات المبدئية، والتي تشمل تحاليل وأشعات مقطعية ورنينًا مغناطيسيًّا؛ يجتمع بعدها الفريق الطبي في مثل هذه الحالات لوضع خطة العلاج والجراحة المناسبة عن طريق منظار الأنف والجيوب الأنفية عالي الدقة، وصولًا إلى عظم قاع الجمجمة، ومن ثَمَّ التعامل مع الأجزاء التالفة من المخ وأغشيته المتدلية من خلال الثقب، يعقبها القيام بإصلاح الثقب الواقع في الجدار العظمي الفاصل بين المخ والأنف الذي قد يؤدي وجوده إلى التهابات بالسائل النخاعي – الالتهاب السحائي- بما يشمله من مضاعفات خطيره على الأعصاب وكذلك حياة المريض. ويضم الفريق الطبي في مدينة الملك عبدالله استشاريين لجراحة المخ والأعصاب واستشاريين لجراحة مناظير الأنف وقاع الجمجمة واستشاريين لتخدير الأعصاب، جميعهم على درجة عالية من التدريب والخبرة في التعامل مع مثل هذه الحالات؛ حيث تم بنجاح خلال الشهر الماضي، علاج ثلاث حالات قام بإجرائها استشاري جراحة مناظير الأنف والجيوب الأنفية وقاع الجمجمة الدكتور إسلام حرز الله واستشاري جراحة المخ والأعصاب الدكتور محمد غازي عبده، وتكللت جميعها بالنجاح ولله الحمد والمِنَّة. وتُجري المدينة الطبية العديد من العمليات النوعية والتخصصية النادرة تضاهي مثيلاتها عالميًّا وبنسب نجاح عالية؛ لما تملكه من كفاءات طبية وفنية مؤهلة تأهيلًا عاليًا وإمكانات كبيرة بدعم كبير ولا محدود من مقام حكومة خادم الحرمين الشريفين ومتابعة مستمرة من وزارة الصحة؛ لتقديم الخدمات الطبية كافة، والارتقاء بالخدمة المقدمة بجودة وكفاءة مميزة، وتحقيقًا للرؤية الطموحة ٢٠٣٠.
مشاركة :