فيسترغارد: حياتك تتأثر بالبقاء في الدوري الإنجليزي الممتاز أو الهبوط منه

  • 1/15/2019
  • 00:00
  • 14
  • 0
  • 0
news-picture

يصف المدافع الدنماركي يانيك فيسترغارد اللعب من أجل تجنب الهبوط من الدوري الممتاز الإنجليزي بعدة صفات من بينها أنه «قلق لا يختفي أبداً» و«أثقل المسؤوليات» و«الظل» و«الشيء الذي يُنهي العلاقات أو يختبرها أو يعيد تعريفها». وقد وجد فيسترغارد في دوامة الهبوط مع اثنين من الأندية التي لعب لها في السابق وهما هوفنهايم وفيردر بريمن في ألمانيا، والآن يتعين عليه أن يواجه نفس المشاعر في نادي ساوثهامبتون الذي يقاتل من أجل تجنب الهبوط من الدوري الإنجليزي الممتاز. يقول فيسترغارد: «البقاء في الدوري الممتاز أو الهبوط منه يؤثر على حياتك وعلى حياة مئات الأشخاص الذين يعملون في النادي والمشجعين في الملاعب. لقد التقيت بعدد قليل من اللاعبين الذين يمكنهم نسيان كل شيء بمجرد خروجهم من غرفة خلع الملابس». وأضاف: «عندما تلعب مباراة سيئة أو تحقق سلسلة من النتائج السيئة فإن ذلك يؤثر على حياتك الشخصية، وأنا متأكد من أن عائلتي وزوجتي يتفقون معي في ذلك. أعني أن ناديا مثل فيردر بريمن هو كل شيء بالنسبة لمدينة بريمن، وبالتالي فعندما أخرج للمشي مع كلبي في الشارع فإنني أشعر بأهمية نتائج الفريق للمدينة بأكملها. وينطبق نفس الأمر هنا في ساوثهامبتون. هناك الكثير من المشاعر أيضا من جانب الآخرين، وهي المشاعر التي لا يمكنك تجاهلها على الإطلاق والتي تظل في حسبانك دائما. وإذا قال لك اللاعبون أو العاملون بالنادي إنهم لا يهتمون بتلك الأمور فاعلم أنهم يكذبون». ويتحدث فيسترغارد، الذي انضم إلى ساوثهامبتون قادما من بروسيا مونشنغلادباغ في يوليو (تموز) الماضي مقابل 18 مليون جنيه إسترليني، اللغة الإنجليزية بطلاقة رغم أنها اللغة الثالثة بالنسبة له بعد الدنماركية والألمانية، ويتحدث بنضج كبير يجعلك تشعر بأنه أكبر كثيرا من عمره البالغ 26 عاما. ومثله مثل كل مشجعي كرة القدم في الدنمارك، نشأ فيسترغارد وهو يشاهد مباريات الدوري الإنجليزي الممتاز وكان يحلم باللعب فيه، وقد تحقق حلمه بالفعل. ويلعب فيسترغارد الآن في ساوثهامبتون تحت قيادة المدير الفني النمساوي رالف هاسينهوتل ويتبقى للفريق 17 مباراة في الموسم الحالي للدوري الإنجليزي الممتاز، وهي المباريات التي ستحدد ما إذا كان الفريق سيتمكن من البقاء أو يهبط لدوري الدرجة الأولى. ويعترف فيسترغارد بأنه لم يقدم أفضل مستوياته مع الفريق حتى الآن. ولم يكن اللاعب الدنماركي يشارك في التشكيلة الأساسية للفريق تحت قيادة المدير الفني السابق مارك هيوز، لكنه شارك في أول مباراة لهاسينهوتل والتي كانت أمام كارديف سيتي في الثامن من ديسمبر (كانون الأول) وارتكب الخطأ الذي أدى إلى هدف المباراة الوحيد. ومع ذلك، أبقى هاسينهوتل عليه في التشكيلة الأساسية في المباراة التالية أمام آرسنال ولعب فيسترغارد مباراة جيدة وفاز ساوثهامبتون على آرسنال بثلاثة أهداف مقابل هدفين. ومنذ ذلك الحين، يقدم المدافع الدنماركي مستويات جيدة، ربما يكون أبرزها في المباراة التي انتهت بالتعادل السلبي أمام تشيلسي. ويشعر فيسترغارد الآن بأن الأمور باتت تتحسن. ويقول: «كان أكثر شيء أسعدني هو الثقة التي منحني المدير الفني إياها بعد مباراة كارديف. لقد سمح لي باللعب أمام آرسنال، وهذه هي اللحظات التي يتعين عليك فيها أن ترد الدين للمدير الفني، وأعتقد أنني فعلت ذلك. لقد كنت أعاني، جنبا إلى جنب مع الفريق، من أجل الوصول إلى هذا المستوى الذي أعرف أنه يمكنني أن أقدمه، وقد نجحت بعد مباراة كارديف سيتي في أن أقدم أداء جيدا. وأتمنى أن أتمكن من البناء على ذلك». ولعب فيسترغارد في صفوف فيردر بريمن ومونشنغلادباغ أمام نادي إنجولشتادت ونادي لايبزيغ عندما كان هاسينهوتل يتولى تدريبهما، وفي ست لقاءات في الدوري الألماني الممتاز أمام الفرق التي يدربها هاسينهوتل تعادل فيسترغارد مرتين وخسر أربع مرات. ويمتلك فيسترغارد ذاكرة قوية للغاية ويتذكر تفاصيل كل مباراة من تلك المباريات. يقول فيسترغارد: «لم أكن أحب اللعب أمام الفرق التي يتولى تدريبها، لأنها كانت تعلب بقوة كبيرة للغاية وتجعلك تشعر بعدم الراحة ولا تمنحك الوقت ولا المساحة للاستحواذ على الكرة. لا يمكنك أن تجيد اللعب بطريقته بين عشية وضحاها، لكننا قطعنا شوطا كبيرا في هذا الإطار. نحن نتطور بمرور الوقت وأعتقد أن تشيلسي سيقول إنه لم يلعب بشكل مريح أمامنا». ويرى فيسترغارد أن مفتاح الهروب من منطقة الهبوط هو «الهدوء». وفي الحقيقة، يتحدث المدافع الدنماركي بثقة كبيرة، بفضل الخبرات التي يمتلكها نتيجة اللعب في فريقين نجحا في الهروب من منطقة الهبوط، كان أولهما هو نادي هوفنهايم في عام 2013. وكان الفريق الذي يلعب له فيسترغارد بحاجة لتحقيق الفوز على بروسيا دورتموند في اليوم الأخير من الموسم، على أمل ألا يحقق فورتونا دوسلدورف الفوز حتى يصل إلى ملحق من مباراتين لتحديد الفريق الذي سيبقى في الدوري الألماني الممتاز، ولم يكن أحد يرشح هوفنهايم للبقاء. وبدأ المدير الفني الألماني يورغن كلوب، الذي كان يتولى قيادة بروسيا دورتموند آنذاك، بنفس التشكيلة الأساسية التي كان سيلعب بها المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا بعد ذلك بأسبوع واحد أمام بايرن ميونيخ، وتقدم فريقه مبكرا بهدف دون رد. ونجح هوفنهايم في قلب النتيجة وإحراز هدفين متتاليين من ضربتي جزاء، لكن بروسيا دورتموند لم يستسلم ونجح في إحراز هدف التعادل في اللحظات الأخيرة من عمر اللقاء، لكن حكم المباراة ألغاه بعد ذلك بداعي التسلل. وفي المقابل، خسر دوسلدورف أمام هانوفر، وهو ما كان يعني تأهل هوفنهايم لخوض ملحق من مباراتين تمكن خلالهما من الفوز على كايزرسلاوترن، وكان فيسترغارد هو أحرز هدف الفوز في المباراة الثانية. وبعد ذلك بثلاثة مواسم، شارك فيسترغادر في مباراة فاصلة أخرى في اليوم الأخير من الموسم، عندما كان يتعين على فريقه فيردر بريمن أن يفوز على إينتراخت فرنكفورت حتى يتمكن من البقاء في الدوري الألماني الممتاز. لكن المباراة انتهت بالتعادل، وهو ما كان يعني خوض فيردر بريمن لمباراة فاصلة نجح خلالها في تحقيق الفوز بهدف في الدقيقة 88. يقول فيسترغارد: «ربما يظل هدفي في مرمى كايزرسلاوترن هو أفضل لحظة في مسيرتي الكروية حتى الآن. لقد قلت إنني لا أعرف كيف يكون الشعور بعد الفوز ببطولة الدوري أو كأس العالم أو دوري أبطال أوروبا، لكن أعتقد أنه من الصعب أن يكون هذا الشعور أفضل من الشعور الذي انتابنا بعد فوزنا في تلك المباراة وضماننا للبقاء في الدوري الألماني الممتاز. الشعور الذي ينتابك عند ضمان البقاء في الدوري الممتاز لا يوصف، لكنني أتمنى ألا نصل إلى تلك المرحلة الصعبة». ولد فيسترغارد لأب دنماركي وأم ألمانية وورث عشق كرة القدم من عائلته، حيث لعب جده لوالدته وشقيقه كرة القدم على مستوى عالٍ في ألمانيا، فقد لعب جده، هانز شروزر، لفترة وجيزة أيضا لفريق الشباب بنادي وستهام. يقول فيسترغارد: «لقد كان ذلك في منتصف الخمسينات من القرن الماضي، وقد فعل ذلك عندما كان يعمل مدرسا للغة الإنجليزية في ألمانيا. لقد جاء إلى إنجلترا لمدة عام لتعلم اللغة الإنجليزية، ولم تكن كرة القدم مجزية في ذلك الوقت. كان يلعب في مركز الظهير الأيسر، كما كان يجيد اللعب في عمق الملعب وفي مركز المهاجم الصريح». وعندما كان فيسترغارد في الخامسة عشرة من عمره استغنى فريق الشباب بنادي كوبنهاغن عن خدماته بسبب تأخر نموه، ثم انضم لنادي بروندبي المنافس. والآن، يصل طول فيسترغارد إلى 1.99 متر ويعد أطول لاعب في الدوري الإنجليزي الممتاز بأكمله، بعيدا عن حراس المرمى. تألق فيسترغارد مع نادي بروندبي وتلقى عرضا من نادي هوفنهايم ووافق عليه رغم أن ذلك كان يعني انتقاله إلى ألمانيا والعيش بمفرده وهو في السابعة عشرة من عمره. قضى فيسترغارد فترة أربع سنوات ونصف السنة رائعة مع النادي الألماني، رغم توتر العلاقة بينه وبين المدير الفني ماركوس غيزدول في الفترة الأخيرة له هناك. ويمتلك فيسترغارد طموحا لا نهاية له، ويقول عن ذلك: «كنت جزءاً من تشكيلة منتخب الدنمارك في كأس العالم الصيف الماضي، لكنني لم ألعب وكنت غاضبا. لو أخبرتني بأنني سأفعل ذلك عندما كنت طفلا صغيرا ربما لم أكن لأصدقك، لكنني أسعى لتحقيق هدف جديد بمجرد وصولي إلى الهدف الذي كنت أسعى إليه. المشاركة في كأس العالم تعد أمرا رائعا ومذهلا، لكنني دائما أريد المزيد». والآن، فإن الهدف الذي يسعى فيسترغارد لتحقيقه هو مساعدة ساوثهامبتون على البقاء في الدوري الإنجليزي الممتاز.

مشاركة :