قال الرئيس السوداني عمر البشير، أمس الاثنين، مجدداً: إنه لن يتنحى بعد احتجاجات عنيفة مستمرة منذ أسابيع، ومطالب له بأن يترك السلطة بسبب الأزمة الاقتصادية المتزايدة. وقال البشير متحدثاً أمام حشد في نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور الغربية، بعد يوم من تظاهر المحتجين هناك للمرة الأولى: «الحكومة لن تتغير بالتظاهرات». وأضاف: «نحن قلنا لدينا مشكلة اقتصادية، ولن تحل بالحرق والتخريب».وأشار إلى أن الأمل معقود لتجاوز كل الأزمات لأن السودان غني بموارده ورجاله رغم المشاكل التي يعيش فيها. واتهم البشير بعض الجهات بالعمل على زعزعة الأمن والاستقرار بالبلاد، وقال: «هناك ناس ما عاجبهم الاستقرار والأمن بالسودان، وقالوا إن دارفور هي نهاية السودان». وأعلن البشير عن عدد من الدول التي أرسلت وفوداً بمستوى عالٍ للسودان للاطمئنان على الأوضاع في البلاد، وقال: إننا نشكر مصر وإثيوبيا وتشاد.وفي الخرطوم، رأى شهود من «رويترز» اعتقال مجموعة من الصحفيين من أمام إدارة الإعلام بجهاز الأمن والمخابرات أثناء محاولتهم تقديم مذكرة احتجاجية اعتراضاً على الرقابة على الصحافة. وكانت لجنة حماية الصحفيين قالت في وقت سابق: إن السلطات السودانية تحاول فرض الرقابة على التغطية الإخبارية للاحتجاجات. وحجبت السلطات السودانية منصات التواصل الاجتماعي الشهيرة على الإنترنت.وقالت الحكومة الأسبوع الماضي: إنها اعتقلت أكثر من 800 شخص منذ بدء الاحتجاجات قبل أربعة أسابيع. ويقول نشطاء في مجال حقوق الإنسان: إن المعتقلين ناشطون سياسيون وأعضاء في المجتمع المدني وصحفيون.وفي وقت سابق هذا الشهر، دعت لجنة حماية الصحفيين السلطات السودانية إلى إطلاق سراح ثلاثة صحفيين على الأقل اعتقلوا بعد نشر مقالات تؤيد الاحتجاجات.من ناحية أخرى، عبر فيليبو جراندي مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين عن قلقه إزاء الوضع في السودان.وقال للصحفيين خلال زيارة إلى القاهرة: «إذا استمر تدهور الوضع فقد يحدث نزوح (للسكان) وقد يحدث أيضا نزوح إلى الخارج». وأضاف: «لكننا نأمل أن يستقر الوضع بشكل سلمي، مع احترام أرواح الناس بالطبع، في أسرع وقت ممكن». (وكالات)