أثارت القراءة التحليلية لكتاب تاريخ قصير للبشر لمؤلفه (الألماني/ الأمريكي) هانز هيرمان هوبه، الجدل في اللقاء الذي نظمه فرع جمعية الثقافة والفنون بأبها؛ ممثلاً في مجموعة «حرف» القرائية التابعة للجمعية، مساء أمس الأول (الأحد).اللقاء الذي أداره علي الألمعي، بدأ بوصلة موسيقية للفنان أحمد عسيري، ثم قدم الباحث علي قبطي ورقة عن مضامين الكتاب بدأها بتساؤلات عدة حول ماهية الحضارة البشرية؟ وكيف تكونت المجتمعات؟ ولماذا تحول الإنسان إلى الاستقرار والإنتاج؟ثم سرد بعض أسباب الهجرات البشرية بين القارات مثل الكوارث والتحولات الطبيعية والحروب على مصادر الغذاء، وأشار قبطي إلى أن ظهور لغة التواصل (الصوتية والحركية) بين البشر كانت أهم نقلة شهدتها الحضارة الإنسانية.ثم تحدث المحاضر بالتفصيل عن النظريات السياسية التي تطرق لها الكتاب ورؤية المؤلف حولها وخصوصاً مفاهيم الديمقراطية والملكية والاشتراكية.وحفلت الجلسة القرائية بنقاش بين أعضاء المجموعة والباحث قبطي حول بعض النظريات المثيرة للجدل العلمي مثل «نظرية النشوء والارتقاء»، إذ تساءل الإعلامي إبراهيم البارقي عن كيفية الانفصال الإنساني عن أقرب أقربائه كما زعم الكاتب مبديا استغرابه عن عدم إجابة الكاتب عن هذا التساؤل المهم والبديهي؟، بدوره، تساءل القاص حسن عامر عن الاتجاه الفكري للمؤلف الذي يبدو متأرجحاً بين اليمين واليسار.ثم أشار الكاتب المسرحي يحيى العلكمي في مداخلته إلى عدم وجود بطاقة تعريفية بالكتاب والمؤلف، مؤكداً أن هذا الكتاب يحمل أفكاراً لا تناسب القارئ المبتدئ، فهو يحتاج إلى «عدة فكرية نوعية».أما منسق المنتدى الثقافي بفنون أبها مرعي عسيري فتحدث عما أورده القرآن الكريم حول التدرج المرحلي في خلق البشرية «مما يفشل نظرية التطور» التي قال بها داروين، وأكد أن فشل ما سمي بـ«الثورات العربية» مؤشر على تهافت الكثير من النظريات التي تدعو للفوضى. واختتم عيسى مفرح النقاشات بقوله إن هذا الكتاب هو كتاب فلسفي لا يصلح للمبتدئين في عالم القراءة والاطلاع، وإن الكاتب كان متناقضاً في أفكاره. ثم أجاب مقدم الورقة عن الأسئلة، مشيراً إلى أن ما أورده في الورقة يعبر عن مضمون وفكر مؤلف الكتاب، ولم يطرح في الجلسة الثفافية إلا للنقاش والحوار حوله. ثم ختم مدير جمعية الثقافة والفنون بأبها أحمد السروي بكلمة أشاد فيها بالورقة شاكراً الحضور على ثراء الطرح.
مشاركة :