استقدمت ميليشيات الحوثي الإرهابية الموالية لإيران تعزيزات عسكرية جديدة إلى مدينة الحديدة، في انتهاك صارخ لاتفاق السويد الذي ينص على إزالة المظاهر المسلحة ومنع استقدام أي تعزيزات إلى المدينة. وذكرت مصادر ميدانية أمس لـ«الاتحاد» أن ميليشيات الحوثي نشرت أسلحة وآليات عسكرية ثقيلة في العديد من مواقعها في الحديدة، وواصلت قصف مواقع قوات المقاومة المشتركة في شرق وجنوب المدينة. وبحسب هذه المصادر، فإن الميليشيات التي تتمركز داخل الأحياء السكنية وسط المدينة، قصفت بالمدفعية الثقيلة والقذائف الصاروخية مواقع للقوات المشتركة في شارع الخمسين وحي 7 يوليو شمال شرق الحديدة. وقال سكان، إن الحوثيين قصفوا مجدداً مناطق سكنية في مدينة حيس، جنوب الحديدة، ما أدى لاحتراق منزل أحد المواطنين بالكامل. وأعلنت ألوية العمالقة في بيان، أن «ميليشيات الحوثي تستمر في عمليات القصف والخروقات المتواصلة في عدة محاور بالحديدة»، مؤكدةً أن الحوثيين كثفوا خلال اليومين الماضيين هجماتهم بمختلف الأسلحة على مواقع القوات المشتركة في مديريات الدريهمي وحيس والتحيتا. وأشار البيان إلى أن ميليشيات الحوثي قامت بحفر الخنادق في مدينة الحديدة، وتعزيز مواقعها بالأسلحة الثقيلة القادمة من صنعاء، ومن هذه التعزيزات استقدام 7 دبابات ومصفحات وأطقم عسكرية وصلت إلى مواقع مختلفة في المدينة. وذكر البيان أن الحوثيين واصلوا عمليات زرع العبوات الناسفة والألغام في الطرقات والشوارع العامة بالحديدة، بما في ذلك الممرات الآمنة بين المديريات، ما أسفر عن سقوط المزيد من الضحايا المدنيين. بدوره، أكد الناطق الرسمي لألوية العمالقة مأمون المجهمي في تصريحات خاصة لـ«الاتحاد»، أن القوات المشتركة تعاملت مع اتفاقية السويد بجدية والتزمت بجميع بنود الهدنة والتهدئة بشأن إفساح المجال ومنح المجتمع الدولي فرصة للتدخل ورعاية السلام في اليمن. وقال إن القوات المتقدمة التزمت بوقف إطلاق النار والتهدئة في الحديدة بالتزامن مع استمرار قيام ميليشيات الحوثي بخرق الهدنة بشكل يومي من الساعات الأولى لتوقف الاتفاق بالسويد. وأوضح أن الميليشيات الحوثية لم تلتزم بأي بند وواصلت كل ممارساتها العدوانية ضد المدنيين واستهداف قوات ألوية العمالقة والقوات المشتركة دون أي إدانة واضحة أو موقف حازم من قبل الأمم المتحدة أو مجلس الأمن أو الفريق الأممي المكلفة بمراقبة تنفيذ الاتفاق في الحديدة. وأضاف المجهمي أن ألوية العمالقة والقوات المشتركة منحت المجتمع الدولي فرصة للتدخل ورعاية السلام في اليمن لفضح حقيقة هذه الميليشيات الإرهابية التي لم تلتزم بأي اتفاق توقعه أو تبرمه، لافتاً إلى أن عدم قيام المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن جريفيث أو لجنة المراقبة الموجودة بالحديدة باتخاذ مواقف حازمة وفضح الجهة المعرقلة للاتفاقية أمام المجتمع الدولي، شجع الميليشيات الحوثية على الاستمرار في عمليات القصف والخروقات المتواصلة في محاور عدة بالحديدة. في غضون ذلك، لقي 20 من عناصر ميليشيات الحوثي الإرهابية الموالية لإيران مصرعهم في مواجهات مع الجيش اليمني، بمديرية «باقم» شمالي محافظة صعدة. واندلعت المواجهات أثناء محاولة عناصر من الميليشيات التسلل باتجاه مواقع شمالي غرب مركز المديرية. وأفشلت قوات الجيش محاولة الميليشيات، وأجبرتها على التراجع والفرار. وأسفرت المواجهات عن مصرع 20 من عناصر الميليشيات وإصابة آخرين، وتدمير طقم تابع لها. إلى ذلك، لقي عدد من عناصر الميليشيات مصرعهم، خلال مواجهات مع الجيش اليمني غربي مدينة تعز. واندلعت المواجهات عقب محاولة عناصر من الميليشيات التسلل باتجاه مواقع في المطار القديم، و«تبة ياسين»، ومنطقة «مدارت». وأحبطت قوات الجيش محاولة الميليشيات، وأجبرتها على التراجع والفرار، بعد أن تكبدت قتلى وجرحى في صفوفها. إلى ذلك استهدفت مدفعية الجيش طقماً للميليشيات شمالي جبل «المنعم» في جبهة «الضباب» غربي المدينة، ما أسفر عن تدميره ومصرع وإصابة كل من على متنه. وفي سياق متصل، يواصل الجيش اليمني عمليات إسقاط الطائرات المسيرة التابعة لميليشيات الحوثي الإرهابية الموالية لإيران في مختلف جبهات القتال. وبلغ عدد الطائرات المسيرة التي أسقطها الجيش خلال العشرة أيام الماضية 6 طائرات تحمل متفجرات، تبين بعد فحصها أنها إيرانية الصنع. فقد تمكنت قوات الجيش، السبت الماضي من إسقاط طائرة مسيرة للميليشيات، في سماء مديرية «باقم» كانت تحاول استهداف مواقع في ميسرة الجبهة. ولم تكن هذه الطائرة الأولى التي تم إسقاطها في مديرية باقم، حيث أسقطت قوات الجيش طائرة مماثلة قبل أسابيع، في المديرية. وفي اليوم ذاته، أسقطت قوات الجيش، طائرة مسيرة في جبهة مران غربي محافظة صعدة، والتي تعد الثالثة التي يسقطها الجيش في الجبهة نفسها، خلال الأسبوع الأخير. وكانت قوات الجيش أسقطت، الاثنين الماضي، طائرة مسيرة للميليشيات، في جبهة المصلوب غربي محافظة الجوف. وتستمر إيران في دعم الميليشيات الإرهابية بأسلحة متطورة تشمل صواريخ باليستية، وطائرات مسيرة، في تحدٍ صارخ للقرارات الأممية، بهدف إطالة الحرب في اليمن، وزعزعة المنطقة، خدمة لمصالحها، وأجندتها التخريبية.
مشاركة :