تمر الكرة الفيتنامية بأفضل فتراتها منذ عقود طويلة، وهو ما جعلنا ننظر لما خلف الكواليس للقائمين على المنتخب في الوقت الحالي، حيث لعب الألماني هانز - يورجن جيدي الذي يتولى مهمة الإدارة الفنية لكرة القدم في فيتنام، دوراً محورياً في نهضة ذلك البلد الآسيوي، ونجح بالتأهل إلى نهائيات كأس آسيا المقامة حالياً على أرض الدولة، والتتويج بلقب كأس منطقة جنوب شرق آسيا العام الماضي، وواصلت معه اللعبة نموها بشكل مميز. ويعتبر هانز - يوجرن جيدي، حالة فريدة من نوعه لشخص عشق دائماً العيش في بؤرة الأحداث الساخنة، فهو اللاعب الذي ولد ونشأ في عهد ألمانيا الغربية، ولعب بين عامي 1975 و1991 في صفوف فرق شالكة ومونستر وفورتنا كولن، حيث كان شاهداً على جيل مميز من اللاعبين الذين واجههم بحكم أنه لاعب خط وسط، ومنهم الهدافان جيرارد موللر ويوب يانكس، إلى جانب نخبة من الأسماء، منها كارل هاينز رومينيجه وفرانز بيكنباور وغيرهم. ولأنه اعتاد دائماً عيش المغامرات، فإنه رحل بعد سقوط جدار برلين، وتوحيد ألمانيا الشرقية والغربية تحت مسمى ألمانيا الاتحادية في عام 1991، بعد رحلة تدريبية وجيزة داخل بلاده، ليقرر المضي في مغامرات تدريبية خارج دياره، كانت النية فيها أن تكون لفترة وجيزة، لكنها ما زالت مستمرة منذ 28 عاماً، عمل خلالها مع منتخبات وفرق إيرانية، مروراً بمنتخبات وفرق في ماليزيا أوزبكستان والبحرين، حتى حط رحاله في فيتنام منذ عام 2016، ونجح بترك بصمته من خلال التخطيط الفني، الذي انعكس على أداء المنتخبات بشكل إيجابي، وبغض النظر عن النتائج السلبية لفيتنام في هذه النسخة من البطولة، فإن الفريق الذي يعسكر في العين حالياً، ما زال يمتلك فرصة الصعود إلى الأدوار الإقصائية، في حال حقق الفوز على اليمن غداً. وصب جيدي اهتمامه على منتخب الشباب تحت21 عاماً، حيث رشح 4 أسماء قبل انطلاق البطولة للانضمام لصفوف المنتخب في البطولة الآسيوية، وهم: دين تان بن وبان تان هاو وإنجو كووك وإنجوين شوانج، وهو الذي سعى جاهداً أن يضم المنتخب الحالي مواهب شابة بموافقة المدرب الكوري الجنوبي بارك هانج سو، الذي يعتبر جيدي بمثابة الرجل الذي يثق به، في بناء منتخب المستقبل للكرة الفيتنامية، ودائماً ما يأخذ بنصائحه. وخطف الخبير الفني أنظار رجال الإعلام منذ اليوم الأول لتعيينه، حينما طلب منهم أن يسألوا عن أي أمر يخطر في بالهم، ويستفسروا عن خطة تطوير الكرة الفيتنامية، لتتحول علاقة الخبير مع الشعب الفيتنامي إلى قصة حب ما زالت مستمرة.
مشاركة :