دعا تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح، الإثنين، جميع مؤسساته وأبنائه وأنصاره إلى العمل المكثف والاستعداد الدائم للانتخابات الوطنية تحت شعار “انجز وكأن الموعد غدا”. جاء ذلك خلال دورة إجتماعات إستثنائية لبحث و مراجعة جميع التطورات الداخلية والوطنية والإقليمية و ما يحيط بقضيتنا الوطنية من مخاطر جسيمة في ظل استمرار الانقسام الداخلي وتصاعد هجمة التهويد والاستيطان التي تجتاح القدس والضفة الغربية إلى جانب الحصار القاسي على أهلنا في قطاع غزة وقال بيان للقيادة، بدأت إجتماعات الدورة بالوقوف دقيقة حداد على أرواح شهداء شعبنا الفلسطيني قبل أن تستمع القيادة إلى كلمة سياسية مفصلة من القيادي محمد دحلان، استعرض فيها ألاوضاع الراهنة من كل جوانبها الحركية والوطنية والاقليمية مطالبا قيادة التيار بتدارس التطورات و إقرار ما يلزم من توجيهات وسياسات للفترة المقبلة، ثم استمعت القيادة الى تقييم شامل من القيادي سمير المشهراوي ،سلط فيه الأضواء على الجهود المبذولة في الساحتين الوطنية والإقليمية و سبل الخروح من الإنسداد الوطني الراهن. وأَضاف البيان “على مدى أيام الدورة بحثت قيادة التيار كل جوانب المشهد الفلسطيني الراهن وبصورة خاصة واقع الانقسام الوطني واستمراره دون حلول حتى الآن, كما تدارست القيادة بعمق أوضاع حركتنا المناضلة فتح و سبل إستعادة و تعزيز وحدتها الداخلية كضمانة وطنية حاسمة” . و في ختام دورة الإجتماعات اتخذت قيادة التيار سلسلة هامة من التوجيهات و القرارات لمجابهة متطلبات المرحلة القادمة و الإستعداد لكل الإحتمالات ، و بهذه المناسبة يعلن التيار ما يلي على : أولا: يدعو التيار الإصلاحي الديمقراطي جميع الفتحاويين للعمل الجاد و المخلص من أجل إعادة توحيد الحركة بإعتبار فتح عمود الخيمة الوطنية الفلسطينية ، و يؤكد التيار بأن وحدة فتح هو السبيل الأمثل لتعزيز أوضاع الحركة و استعادتها لمكانتها القيادية الوطنية المميزة, و مقدمة ضرورية للوحدة الوطنية الفلسطينية وفي سبيل استعادة وحدة فتح فإن التيار بكل قياداته و مؤسساته سيبادر لحوار جاد و منفتح مع أخوتنا رفاق الدرب و أبناء الإرث الواحد, إرث الرئيس الشهيد الرمز أبو عمار و أخوته الأبرار أبو جهاد و أبو أياد و أبو علي أياد و أبو يوسف النجار و كمال ناصر و كمال عدوان و ماجد أبو شرار و سعد صايل وأبو الهول و ابو علي شاهين. ثانيا: يرى التيار بان الانقسام الوطني و أستمراره قد ألحق و يلحق أخطر الأضرار بالقضية الفلسطينية و أتاح للإحتلال مساحة مريحة لتهويد القدس و توسيع الأستيطان بخطوات غير مسبوقة وخطيرة في ظل عجز رسمي فلسطيني وعربي وانشغال دول الأمة او ترددهم في التعامل مع الواقع الفلسطيني المنقسم، و يؤكد التيار بأن لا شيء يبرر استمرار الأنقسام و يطالب الجميع بالتعاون الجاد مع مبادرات الشقيقة مصر بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، ويعتبر التيار بأن الدور المصري هو الممر الوحيد الآمن الذي بأمكانه أن يصل بنا إلى إنهاء الانقسام وإلى مرحلة من التفاهم ومستوى لائق من العلاقات الوطنية وبما يمكن شعبنا من أعادة بناء المؤسسات الوطنية بعد أن أصبحت بلا تأثير أو وجود فعلي في ظل الأنقسام والتشرذم. ثالثا: يعلن التيار رفضه المطلق لقرار رئيس السلطة الفلسطينية بحل المجلس التشريعي الفلسطيني المنتخب بهدف إحلال هياكل هشة ومعينة بديلا عنه، ويؤكد التيار بأن قرار رئيس السلطة باطل وساقط قانونيا و كأنه لم يكن، و يعلن التيار إلتزامه التام بالقانون الأساسي والذي ينص صراحة على إسترار ولاية المجلس التشريعي إلى حين إتمام إنتخابات رئاسية و تشريعية جديدة، ويدعو التيار جميع القوى الفلسطينية والشخصيات و مؤسسات المجتمع المدني لإطلاق حراك وطني شامل بهدف إلزام من يلزم بإحياء و إستعادة العملية الديمقراطية عبر انتخابات وطنية شاملة تشمل المؤسسة التشريعية و الرئاسية والمجلس الوطني الفلسطيني من أجل إعادة هيكلة منظمة التحرير الفلسطينية بما يعيدها لمكانتها ممثلا شرعيا وحيدا لشعبنا في كل أماكن تواجده ، و يطالب التيار بتحديد جداول زمنية محددة و ملزمة للإنتخابات ، و إعتماد آليات مراقبة عربية دولية شاملة و شفافة مع إلتزام الجميع بميثاق شرف وطني بقبول نتائج الانتخابات بغض النظر عن الفائز و الخاسر لأن شعبنا هو من سيفوز بحقه الطبيعي و ديمقراطيته المهدورة. و يطالب التيار بوجوب إجراء الإنتخابات متزامنة و بما لا يتجاوز منتصف شهر آب أغسطس من هذا العام. رابعا: ينظر التيار بعين الاحترام و الحرص للعلاقات مع جميع القوى الوطنية و الإسلامية سواء من كان منها تحت مظلة منظمة التحرير الفلسطينية أو خارجها، وخاصة تلك العلاقات التي يسعى التيار لتعميقها و تطويرها مع الأخوة في حركتي حماس والجهاد الإسلامي و بما يخدم أهداف شعبنا و قضيته العادلة. و يؤكد التيار بأن التباينات في الرؤى و المواقف لا يجوز أن تكون سبباً للفرقة و الإنقسام، وإن جمعتنا فلسطين ، وإن جمعتنا القدس الحبيبة فلا شيء ينبغي له أن يفرقنا ، فلنبقى موحدين حتى تحرير أرضنا و إقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة و عاصمتها قدسنا الحبيبة مع أستعادة حقوق لاجئي شعبنا وفقا للقرار الدولي 194 . و من تلك المنطلقات الوطنية الواضحة حرص التيار ويحرص علي تطوير العلاقات مع الاخوة في حركة حماس وبما يعالج جراح الماضي ويفتح الافاق نحو المستقبل ، ويؤكد التيار بان لغته واحدة واضحة في السر والعلن ، فليس لدنيا مانخشي منه أو عليه سوى وطننا فلسطين ، ومن اجل ذلك الوطن الغالي نؤكد مجدداً بان مايحكم مواقفنا هو ثوابت و حقوق شعبنا في العودة والسيادة في دولتنا المستقلة بعاصمتها الابدية القدس الي جانب انتزاع حقوق اللاجئين و عودتهم الي ديارهم . خامسا : وامام مايحيط بأهلنا في قطاع غزة من مخاطر انسانية جسيمة جراء الحصار المزدوج ، وازاء مايروج له البعض من اجراءات وقرارت لا أخلاقية يخطط لها البعض ،فإن تيار الإصلاح الديمقراطي يؤكد وقوفه في طليعة المواجهة مع الظلم والانحراف والتغول علي فقراء شعبنا وحقوقهم الطبيعية في التعليم والصحة وحرية العمل والحركة و حقهم في العيش اللائق ، ويعتبر التيار بان اية اجراءات جديدة بحق اهلنا يعد عدوانا سافرا يستوجب مواجهته بما يلزم من قرارات واجراءات مدروسة ومتفق عليها ، ونحن في قيادة التيار لن نسمح باستباحة حقوق اهلنا في غزة والتي كانت دوما وستبقي ابدا القلب النابض لقضيتنا و ثورتنا الوطنية ، فلا دولة فلسطينية و لا إستقلال دون غزة ، ولا دولة في غزة لوحدها ، ولا دولة دون ان تكون القدس عاصمتها شاء من شاء وابي من ابي . سادسا : يرى تيار الإصلاح الديمقراطي بان الانتخابات الوطنية الشاملة حق وواجب فوري ، ومن ذلك المنطلق يؤكد التيار عزمه الكامل على المشاركة الشاملة في الانتخابات وعلي كل المستويات ، ويؤكد التيار بأن اولويته الاولي تنحصر كليا في خوض الانتخابات علي اساس حركي فتحاوي واحد موحد كلما امكن و أينما امكن ومع ابداء كل المرونة اللازمة لتحقيق وحدة الحركة في المجال الانتخابي على اقل تقدير . وان تعذر ذلك لاسباب تتعلق باهواء واختيارات الاخرين فان تيار الإصلاح الديمقراطي يمد يده لكل القوي والشخصيات الوطنية لتشكيل تيار وطني جامع و حقيقي يمثل جميع التوجهات الوطنية الفلسطينية في القدس والضفة الغربية وقطاع غزة وكذلك خارج فلسطين لخوض انتخابات المجلس الوطني الفلسطيني . ويدعو التيار جميع مؤسساته وابنائه وانصاره الى العمل المكثف والاستعداد الدائم للانتخابات الوطنية تحت شعارنا الدائم انجز وكأن الموعد غدا . سابعا : وفي ختام الاجتماعات اتخذت قيادة التيار سلسلة من الاجراءات والقرارات الداخلية بهدف المزيد من التطور والارتقاء بالعمل الحركي والوطني وسيتم تعميمها بالوسائل والطرق التنظيمية المعتادة . وختم البيان، “توقفت قيادة التيار ببالغ الإحترام والتقدير امام الاحتفالات المهيبة لإحياء ذكرى استشهاد القائد الرمز الرئيس الشهيد ابو عمار وكذلك إيقاد شعلة الذكري54 لانطلاقة حركتنا المناضلة فتح .
مشاركة :